الانفلات الأخلاقي في الشارع المصري أصبح ظاهرة خطيرة تكاد تقضي علي تماسك وأمن المجتمع, وأصبح كل من له حق ومن ليس له حق يرتدي قميص الثورة ويعتدي علي المال العام والخاص ويسعي لترويع المواطنين وتعطيل مصالحهم من خلال قطع الطرق أو التعدي علي المرافق العامة. بالإضافة للمصطلحات الغريبة التي بدأت تنتشر بين الشباب وتحمل الكثير من المعاني السيئة وتجرح مشاعر الناس, وقد أكد علماء الدين أن غياب الوازع الديني والتضارب بين منابر الدعوة وراء انتشار تلك الظاهرة وطالبوا الإعلام بتحري الدقة والموضوعية في تناول الاحداث وضرورة معاقبة المتهمين في جرائم البلطجة والسرقة بأحكام تردع كل من تسول له نفسه أن يهدد أمن المواطنين. يقول الدكتور حامد أبو طالب عضو مجمع البحوث الإسلامية إن الشارع المصري اليوم يعيش فترة من أصعب الفترات في تاريخ الوطن نتيجة عدم احترام القواعد والقيم التي عشنا عليها وإذا كان اللصوص والبلطجية يتواجدون في كل الفترات ومن الطبيعي أن تزيد الجرائم التي يقومون بها في ظل الأحداث التي عاشها الوطن علي مدي عام, لكن السؤال الأهم والقضية الخطيرة هنا تتمثل في المرض الذي أصاب الشارع المصري ويتمثل في الانفلات الأخلاقي بين الناس بسبب أو بدون سبب, ليس ذلك فقط بل قيام البعض بالحصول علي حقه بالقوة رغم أن ذلك ليس موجودا في الشريعة الإسلامية ولا في القوانين التي نستند لها حاليا وبالتالي لا يصح أن يكون هذا المبدأ موجودا لدي المسلمين حتي لا يتهمهم البعض بالهمجية والرجعية. ويضيف أنه لا بد أن نفرق بين الحصول علي الحق بالقوة وبين مقاومة اللصوص والبلطجية والتصدي لهم واجب كل مسلم أن يقاوم كل اللصوص والبلطجية ولايترك أمواله أو ولاده بسهولة بل عليه أن يدافع مهما كلفه ذلك حتي لو كانت حياته وعندها سيكون شهيدا والرسول صلي الله عليه وسلم يقول في الحديث الشريف من قتل دون ماله فهو شهيد ومن قتل دون دينه فهو شهيد, وأشار إلي أنه إذا كنا نتحدث عن الظواهر السلبية التي تهدد المجتمع حاليا فإن الاستسلام والسلبية مع اللصوص والخارجين علي الأعراف والتقاليد تعد أكثر الظواهر التي انتشرت في الوقت الحالي وطالب بضرورة القبض علي المجرمين والهاربين من السجون والضرب بيد من حديد علي كل من تسول له نفسه أن يبعث بمقدرات الوطن أو يمارس أفعالا تتعارض مع القيم والتقاليد والضوابط العامة. ومن جانبه أكد الشيخ أحمد ترك إمام وخطيب مسجد مصطفي محمود أن مظاهر الفوضي والهمجية التي أصابت الشارع المصري في الفترة الأخيرة حدثت لغياب القدوة والمثل الأعلي وأشار إلي انه علي الأئمة والدعاة ورجال الدين أنيقومون بدورهم في توعيه الناس والتحذير من كل مظاهر الفوضي والهمجية, لكن طبيعة المرحلة أوجدت هذا النوع من السلوك العدواني الذي أصبح موجودا للأسف لدي الكثير من الشباب ونتج عنه حالة من القلق والخوف يعاني منها الجميع. وأشار ترك إلي ضرورة تطبيق القانون علي كل من يثير الشغب في المجتمع أو يحاول نشر الفوضي والهمجية ويسعي لترويع المواطنين ولابد أن يعاقب المتهمين في جرائم البلطجة والسرقة بأحكام رادعة لكل من يتعرض لمواطن علي طريق عام ويستولي علي مالة وطالب الإعلام الديني بضرورة توعية المواطنين بالقيم والضوابط العامة التي حددتها الشريعة الإسلامية لتحقيق أمن واستقرار المجتمعات.