صيحات الغضب والاحتجاج العالية، وموجات الرفض والاستنكار الشديدة، التى صدرت عن جامعة الدول العربية بكل أعضائها من الدول الممتدة على الخريطة من المحيط الأطلسى إلى الخليج العربى، رفضاً وإدانة للإعلان الإسرائيلى الفج بالاعتراف بما يسمى «أرض الصومال» كدولة مستقلة، هى تعبير فورى وتلقائى غاضب فى مواجهة هذا القرار بالغ الوقاحة والاستفزاز. فالقرار فى حقيقته ومضمونه يحمل إشارة واضحة وعدوانية من الدولة الصهيونية تجاه الدول العربية جميعها، وهو استفزاز صريح يحمل فى طياته إشارة واضحة وعلنية من إسرائيل، لسعيها للتواجد المثير للقلق والشكوك على البحر الأحمر ومداخل باب المندب، بما يعنيه ذلك من أخطار مُحتملة على الأمن والسلام والاستقرار فى هذه المنطقة الحيوية بالنسبة للعالم بصفة عامة، والدول العربية ومنطقة الخليج ومصر على وجه الخصوص. وأحسب أنه لا يخفى على أحد الاتصال بل الارتباط الوثيق والمباشر بين هذه المنطقة، والأمن القومى العربى على شموله والأمن القومى المصرى على خصوصه،..، ووجود موطىء قدم لإسرائيل فى هذه المنطقة يعنى المزيد والكثير من القلاقل والمخاطر وعدم الاستقرار. من أجل ذلك يصبح هذا الغضب وذلك الرفض والاستنكار، محتاجاً إلى خطوات إيجابية إقليمية ودولية لمواجهة الأخطار المُحتملة لهذا الإجراء الإسرائيلى واضح العدوانية والاستفزاز، الذى يمثل بالفعل انتهاكاً صارخاً لمبادئ القانون الدولى وميثاق الأممالمتحدة، نظراً لمساسه المباشر للسيادة لدولة الصومال العربية على أرضها، والاضرار المباشر بوحدة وسلامة أراضيها. وفى هذا السياق يأتى التأكيد المصرى الواضح بالرفض التام للإجراءات الإسرائيلية الأحادية، التى تتعارض مع الأسس الراسخة للقانون الدولى وميثاق الأممالمتحدة، فى مكانه ووقته نظراً لما يمثله الإعلان الإسرائيلى من تقويض لأسس السلم والأمن الدوليين، وما يؤدى إليه من زعزعة للاستقرار فى منطقة القرن الإفريقى. كما يجيء أيضاً الرفض المصرى القوى للاعتراف بأى كيانات موازية أو أى انفصال لجزء من أرض الصومال بطرق غير شرعية وغير قانونية فى موضعه ومكانه أيضاً، للتأكيد على الدعم المصرى القوى والكامل لوحدة وسيادة وسلامة الأراضى الصومالية.. ضد محاولات التهديد المباشر من إسرائيل لأمن وسلامة الصومال وما يحمله ذلك من تداعياتٍ خطيرة تهدد الأمن القومى العربى والأمن القومى المصرى أيضاً.