سيتحقق الحلم المصري ويكتمل بإخلاص النوايا والاجتهاد في العمل وتحويل طاقات الغضب إلي تسامح وتعاون وبناء لإنقاء سفينة الوطن. لتتحرك القافلة إلي الأمام نحو الهدف الكبير ونمضي قدماً علي طريق الأمل. سيتعافي الجرح المصري ويندمل رغم عمقه وكبر حجمه. بحكمة أبناء الوطن المخلصين. وتوفير المعلومات الدقيقة والكافية للمواطنين ليعرفوا حقيقة الموقف دون تهويل أو تهوين. سيعود المصريون إلي صوابهم ورشدهم كما عودونا في لحظات أزمتهم ومحنتهم. ستختفي الأهواء الحزبية والنوازع الطائفية. ويعودون كما كانوا أول مرة. جبهة واحدة. وجماعة متحدة وبنياناً مرصوصاً. أمام محاولات الوقيعة وشق الصف من المتربصين بثورته والمتآمرين علي مسيرته. ستتواري الأطماع الشخصية والمصالح الذاتية. وتتقدم الأهداف الموطنية. مما يعود بالخير والنجاح علي جميع أبناء هذا الشعب الصابر المحتسب. نحتاج في هذه الأيام إلي مزيد من الاعتدال وإنكار الذات. والحكمة والموضوعية. والحوار الهادئ المحترم.. الذي يسعي من أجل الحقيقة. يبحث عنها ولا يخفيها. ويعلنها علي الملأ إذا وصل إليها أو تأكد منها. يمر الوطن بلحظات فارقة من تاريخه. لا تمثل النزاع والفرقة أو البحث عن مكاسب دنيوية أو انتصارات وهمية نحن في أمس الحاجة إلي احترام صوت العقل والقلب والضمير. لأننا سوف نحاسب أمام الله عز وجل إن قصرنا أو تجاوزنا أو تخلينا أو تقاعسنا عن أداء واجبنا ورسالتنا. علينا أن نحافظ علي الدم المصري. فلا يراق هدراً أو يضيع هباءً. علينا أن نحفظه لما يليق به في معركة إعادة البناء أو رد كيد المعتدين. وعلي المتربصين بهذا الشعب الطيب المحتسب أن يعلموا أنهم لن يفلحوا في مخططهم ولن ينجحوا في مؤامرتهم لأن العجلة تدور دائماً إلي الأمام. وأن حركة الوطن لن ترتد إلي الخلف. أو تسير إلي الوراء.. ولا مجال للخوف من عودة الاستبداد لأن الشعب المصري عاني كثيراً. وصبر طويلاً ووصل إلي آخر الطريق وأعلن أن زمن المستبدين قد مضي وولي وانقضي. ولن يرضي عن الحرية بديلاً. ولا عن الديمقراطية طريقاً. ولا عن الكرامة سبيلاً. عرف المصريون طريقهم من قراءة الواقع. ودراسة الماضي. واستشراف المستقبل المشرف بإذن الله. لم يعد أمام هذا الوطن فرص ينتظرها أو أوقات يضيعها. فالأزمة طاحنة. والعقبة كؤود. تقدمت الأمم وتخلفنا. وعن ركب الحضارة توارينا وابتعدنا. وعن المكانة اللائقة بنا تخاذلنا. وفرطنا.. وبالدنية رضينا ووافقنا. ولا أجد في هذا المقام سوي هذا الدعاء الطيب لينطق به لسان كل مصري مخلص وفي: "اللهم أرنا الحق حقاً وارزقنا اتباعه. وأرنا الباطل باطلاً وارزقنا اجتنابه".