نسعى لتمكين دين الله فى الأرض لا تمكين أشخاص السلطة بلاء عظيم.. ومستقبل الإخوان بقدر تمسكهم بدين الله تقدمنا بمرشح لرئاسة الجمهورية حفاظا على الثورة ومكتسباتها لا أحد يستطيع أن يتحمل ما يتحمله د. مرسى والإخوان الآن الرئاسة تكليف واستمرار لمسيرة العطاء والجهاد والعمل لمصلحة الوطن الذين يهاجمون مقار الجماعة لا يريدون الخير للدين والبلد شاركنا فى الثورة من أول يوم.. والإخوان آخر من غادر الميدان دافعنا ببسالة عن الميدان فى موقعة الجمل.. وشبابنا واجهوا الموت الإخوان لا يقبلون الإملاءات الخارجية ويعملون لمصلحة الوطن من لديه دليل على تمويلنا من الخارج فليقدمه إلى الجهات المسئولة حريصون على التعاون مع كل القوى والتيارات السياسية نحترم الجيش والشرطة ونقدر دورهما فى حماية الوطن خارجيا وداخليا حزب الحرية والعدالة يتخذ قراراته السياسية وفقا لما يراه مناسبا "مرسى" تسلم تركة ثقيلة محملة بالفساد.. وإصلاحها يحتاج إلى وقت تعرفت على الجماعة فى حرب فلسطين والتحقت بها من باب الجهاد الإخوان نجحوا فى التصدى للمفاهيم الغريبة على المجتمع المصرى فاروق قتل البنا.. وعبد الناصر والسادات ومبارك خانوا الأمانة الرؤساء السابقون أداروا البلد بالديكتاتورية ليسيطروا على الشعب الجماعة لا تفصل أحدا من أعضائها.. ونذكر المنشقين بكل خير 85 عاما من تاريخ أكبر الجماعات الإسلامية على مستوى العالم، ففى مثل هذا اليوم، 22 مارس 1928، أسس الإمام الشهيد حسن البنا جماعة الإخوان المسلمين، لتكون نواة وبذرة لنشر الصحوة الإسلامية فى أكثر من 90 دولة حول العالم. الدكتور رشاد البيومى، نائب المرشد العام للجماعة، أحد القيادات التاريخية لها، يفتح قلبه فى حوار ل"الحرية والعدالة" حول تاريخ الجماعة ومستقبلها، ويلقى الضوء على نقاط مهمة وظروف خاصة عايشتها الجماعة، خاصة خلال الشهور الأخيرة. وتطرق د. البيومى إلى أمور كثيرة ومهمة تخص تاريخ الجماعة ونشأتها منذ أسسها الإمام الشهيد حسن البنا لمواجهة الأفكار الغريبة على المجتمع، وجهاد الجماعة فى حرب فلسطين 1948، وعلاقة الجماعة بالحكام الذين تعاقبوا على البلاد، بداية من فاروق حتى المخلوع مبارك. كما تحدث نائب المرشد عن دور الإخوان فى ثورة يناير وموقعة الجمل، مرورا بموقفهم من الترشح لرئاسة الجمهورية، حتى الابتلاء بالسلطة، والتركة الثقيلة التى ورثها الرئيس محمد مرسى وجماعة الإخوان من فساد وإفساد ظل جاثما على صدر البلد لثلاثة عقود. وإلى نص الحوار.. * بمناسبة الذكرى 85 لتأسيس الجماعة.. كيف ترى يوم 22 مارس 1928 تاريخ تأسيس الإخوان على يد الإمام الشهيد حسن البنا؟ الجماعة منذ أن أنشئت وهى تسعى إلى إرساء معانى الخير التى ضمنها السلام فى طبيعة المجتمعات البشرية من حرية وعدالة وكرامة وأخوة وبناء وعدل ومساواة، وتسعى إلى تحقيق هذا بكل ما أوتيت من قوة. * كيف تعرفتم على جماعة الإخوان؟ وكيف التحقتم بصفوفها؟ كان للجماعة أكثر من باب للالتحاق بها، منها باب طلب العلم والثقافة، ومنها باب التدين، ومنها باب الرياضة، إنما الباب الذى التحقت به داخل الإخوان لعله ضمر مع التاريخ، وهو باب الجهاد؛ حيث تعرفت على الإخوان خلال أحداث حرب فلسطين 1948، وكنت فى هذه الفترة حديث السن، أبلغ من العمر 13 عاما. أذكر أننى ذهبت لأصلى الجمعة فى بلدتى سوهاج، وكان بها أحد العلماء الذين كانوا يسيرون على سيرة الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم، وفوجئت أن من يخطب الجمعة شخص يلبس لباسا عسكريا، وهو الأخ أنور محروس، وتحدث عن الجهاد فى الإسلام، وأثار حفيظة كل الموجودين، حتى خرجت النساء بالذهب -أغلى ما عندها- للتبرع به للجهاد. بعدها وجدنا أخانا أنور محروس يستعرض الشباب المسافر للحرب، وكان بعضهم لا يعرف كيف يلبس البدلة العسكرية، وعرفنا فى حينها أن هؤلاء الناس باعوا أنفسهم لله، وباعوا ما يملكون لله حتى يستطيعوا السفر والجهاد. تأثرت كثيرا بهذه المواقف، وقررت أن أشارك فى الجهاد، وحاولت مع والدى كثيرا، إلا أن والدى كان له وجهة نظر بأنى صغير السن، ووعدنى خيرا أنه عندما أكبر سيسمح لى بذلك، ووافقته على غير رغبة منى، حتى إنه بعد أيام قليلة حضر لنا مدرس تربية رياضية، وكان مشرفا على القسم الداخلى، وكان الجميع يشيد بهذا الرجل ووجدناه بعدها يلبس لباس الجهاد والناس تحمله ويهتف "الله أكبر ولله الحمد". تركت هذه المواقف فى نفسى أثرا كبيرا وتعلقت بجماعة الإخوان، وكنت أنشد أن أنضم إلى هذه الجماعة بأى طريقة، وبعدها تقابلت مع الأخ محمد العدوى الذى نقل إلى مدرسة "الصنايع" بسوهاج، ودعانا إلى بيته، ووجدناه يتحدث فى التاريخ الإسلامى بعمق وفهم كبير، ويتكلم باللغة العربية الفصحى دون أن يخطئ، وكأنى أحسست منه قربا كبيرا، وتعلقت بالجماعة منذ هذا الحين. * الجماعة نشأت فى ظروف ضاعت فيها قيم الإسلام وفى ظل احتلال يعبث بمقدرات البلاد.. ماذا قدم الإخوان على مدار 85 عاما إلى مصر؟ فى أخريات القرن التاسع عشر، خاصة فى 1895، صدرت وثيقة "كمبل" لمواجهة الفكر الإسلامى بإثارة النعرات الطائفية والعرقية، وبث الفتنة بين الشعوب، بعدها جاءت مجموعات إلى البلاد الإسلامية لتحمل الفكر الغربى وإيهام الشعوب أنه لن ينصلح الحال إلا بالفكر الغربى، وبدأت تغير مفاهيم الشعب تماما. دخلنا الجامعة، ولم نجد مكانا نصلى فيه، ولم تكن هناك طالبة محجبة إلا قليل، كما أن الحزب الشيوعى تأسس فى مصر 1921، والحركة الماسونية دخلت إلى البلاد فى هذا الوقت، فضلا عن ظهور الفكر الشيوعى عن طريق مجموعة "أسكرا" عام 1936 ثم مجموعة "حديدتو"، وكان الهدف منها تغيير فكر المجتمع. ولولا وجود الصحوة الإسلامية التى استطاعت تغيير هذا الفكر، ما كنا وصلنا إلى ما نحن فيه الآن، خاصة أن هذه المجموعات سلّمت لمن بعدهم هذا الفكر، وساعدهم فى ذلك عبد الناصر عندما قبل شرط "خروشوف" بإخراجهم من السجون عام 1961، وسلمهم الثقافة والإعلام، وهو ما نعانى منه حتى الآن. ويكفى الإخوان أنهم نجحوا فى تصحيح المفاهيم الغريبة على المجتمع المصرى، كما أنهم تصدوا للحكومات الظالمة السابقة على مدار السنوات الطويلة، فضلا عن أنهم كان لهم دور مهم ومؤثر فى حرب فلسطين 1948 وحرب القنال، وكل مكان كانت ترفع فيه راية الحرب للمسلمين كان للإخوان دور فيه. * التنظيم وتمويل الجماعة أمران شائكان دائما ما تنتقد الجماعة بسببهما. أى جماعة بهذا العدد وهذا الكم يجب أن يحميها تنظيم قوى، ومن يعيب علينا هذا فهو لا يعرف معنى جماعة تسعى للإصلاح، والتمويل جزء من هذا التنظيم؛ كما أننى أتحدى أن يخرج أحد ويثبت أننا نأخذ تمويلا من الخارج. دائما ما أقول إن البلاء بالمنحة أقسى على النفس من البلاء بالمحنة، وبالتالى فمنحة الحكم والسلطة أشد بلاء على الإخوان من غيرها، فالمحنة بالشقاء تقف النفس معك ضدها، أما البلاء بالسلطة فتتراجع فيه النفس، ويجب أن يعى الإخوان هذا جيدا. السابقون لم ألتق بالإمام الشهيد حسن البنا، وإنما رأيته فقط عندما زار سوهاج لإلقاء محاضرة، إنما عشت مع المستشار حسن الهضيبى وكان بالفعل رجل المرحلة، الجبل الأشم صاحب الهمة العالية وصاحب الفكر العالى، الذى لا يتحدث إلا قليلا، فى الوقت الذى تجد منه فى بعض الأوقات رقة متناهية. أما الأستاذ عمر التلمسانى فعشت معه فى زنزانة واحدة، ثم جمعنا سرير واحد، ووجدت منه الأبوة والحنان، كما تجد منه الصمود والحق. والأستاذ محمد حامد أبو النصر فقد كان من العائلات الغنية ومن "بلديات" عبد الناصر الذى ساومه، إلا أنه رفض، ولم يكن يمر عام إلا ويحضر لنا رمانا نأكل منه الكثير. أما الأستاذ مصطفى مشهور فقد عشت معه العمر كله، فهو الشخص اللطيف القوى المؤمن بدعوته. وعن المستشار مأمون الهضيبى، فكانت له ميزة أنه يحسب كل شىء بمنطق القانونيين، وكان دقيقا جدا فى قراراته. والأستاذ مهدى عاكف وجدت فيه الشباب والقوة، ثم جاء الدكتور محمد بديع الذى يتحدث بالقرآن ويتعامل بالقرآن ويحمل كما كبيرا من التواضع والخلق الجم. الملك فاروق تعامل بوحشية مع كل الإخوان الذين عادوا من حرب فلسطين، وقتل الإمام البنا فى عهده، وكان يأخذ أوامره من الإنجليز الذين أحسوا بخطورة الإخوان عندما أبلوا بلاء حسنا فى حرب فلسطين وحرب القنال. وعندما جاء جمال عبد الناصر توسمنا فيه الخير، وكان ضمن مجموعة الوحدات التى كانت جزءا من التنظيم الخاص، وكان يشرف عليها الصاغ محمود لبيب ومحمود عبده، إلا أنه خان الأمانة. أما أنور السادات فعندما رُفِت من الجيش استقبله الإخوان وآووه، وكان يجلس عند الأخ محمود الجوهرى، حتى إن والدته ذهبت إلى السادات وسبّته وقتها لخيانته العيش والملح كما قالت له. ثم جاء حسنى مبارك الذى توسمنا فيه الخير أيضا، وهو قال فى لحظة من اللحظات إنه كان من الإخوان، إلا أن التعليمات الخارجية كالأمريكان والإسرائيليين غيّرته وجعلته يقلب على الإخوان.