قال الصحفي الألماني "راينر هيرمان" المتخصص في شئون الشرق الأوسط: إن اهتمام الرئيس د.محمد مرسي بتنمية سيناء كان أحد أسباب الانقلاب عليه من وزير دفاعه آنذاك عبد الفتاح السيسي الذي أعاد المنطقة لدائرة التهميش مجددا. وأكد تقرير أعده "هيرمان" لصحيفة ألمانية أن إقامة دولة فلسطينية في سيناء بدلا من الضفة الغربية وقطاع غزة يمثل أساس "صفقة القرن" التي تتحدث التسريبات عن إبرامها بين الولاياتالمتحدة وإسرائيل من جهة، وأطراف عربية من جهة أخرى. وربطت صحيفة "فرانكفورتر ألغماينه تسايتونغ" بين التخطيط منذ عقود لتحقيق هذا الهدف وبين "الإهمال المتعمد" من نظام المخلوع حسني مبارك لتنمية شمال سيناء. وأكدت الصحيفة أن مجمل السياسات التي ينفذها نظام السيسي بشبه الجزيرة المصرية تؤشر إلى إعداد هذه المنطقة لإقامة دولة فلسطينية فوقها. ونوهت إلى أن المتداول عن صفقة القرن تجاوز ترحيل الفلسطينيين من الضفة الغربية لشمالي سيناء، إلى إثارة قضية تهجيرهم من القدسالشرقية إلى العريش ومحيطها. وعبر الكاتب راينر هيرمان عن توقعه حسرة الانقلاب أعقبت فرحته، كما يقول رئيس قسم العالم العربي والشرق الأوسط بالصحيفة؛ بزيارة وزيرة الشئون الاجتماعية الإسرائيلية جيلا جامليئيل للقاهرة نهاية نوفمبر الماضي، باعتبارها الزيارة الأولى لعضو بالحكومة الإسرائيلية لمصر منذ سنوات. ولكن هذه الفرحة تلاشت سريعا بعد حديث الوزيرة عن سيناء كأفضل وأنسب مكان لإقامة دولة فلسطينية، حسب كاتب التقرير. وذكر هيرمان أن تصريح جامليئيل دفع الخارجية المصرية إلى مطالبة نظيرتها الإسرائيلية بتوضيح حول الموضوع، ورأى أن رد الحكومة الإسرائيلية لم ينف تطلعها لإقامة دولة فلسطينية بسيناء واقتصر على الإشارة إلى أن تصريح الوزيرة يخصها شخصيا. ونبه هيرمان إلى أن تصور الوطن البديل اكتسب زخما كبيرا بعد استخدام عبد الفتاح السيسي مصطلح "صفقة القرن" عقب مباحثاته في أبريل بالبيت الأبيض مع نظيره الأميركي ترامب. ورأى أن "بيع السيسي" الجزيرتين المصريتين للسعودية مقابل أموال لنظامه، جعل مدخل خليج العقبة وميناء إيلات الإسرائيلي، بالمياه الدولية بدلا من المياه الإقليمية المصرية، وجعل السعودية تتحمل جانبا من المسئولية عن سيناء. ولفت إلى أن شبكة "بي بي سي" البريطانية ذهبت إلى أبعد من الجزيرة بكشفها وثائق أظهرت أن الرئيس المصري المخلوع حسني مبارك وعد بتوطين الفلسطينيين بسيناء عام 1982، مشيرا إلى أن هذا العام شهد أيضا استرداد مصر آخر جزء احتلته إسرائيل من سيناء بعد حرب 1967. وأضاف هيرمان أن تهجيرا مماثلا يجري بالقدس العربية المحتلة حيث تصادر إسرائيل ممتلكات الفلسطينيين. وخلص إلى أن وجود المئات بالعريش من أنصار محمد دحلان الممول من الإمارات يعد دليلا إضافيا على أن "صفقة القرن قادمة".