مثلما نفّذ مجزرة أشجار العجوزة ومصر الجديدة وحدائق المنصورة، يتجه بلدوزر الانقلاب لتنفيذ مجزرة جديدة بإنشاء "محور الجزائر" الذي يخترق المعادي من الشمال للجنوب حتى البساتين، ويقام المحور داخل مناطق سكنية. ويتكون من 3 حارات في الاتجاهين يقطع البساتين والمعادي من منتصفهما وبطول الحيين. سكان شارع الجزائر بحي المعادي ناشدوا وقف مشروع المحور الذي يدمر قطاعا كبيرا من المباني الموجودة قبل سنين، معبرين عن صرخاتهم من خلال هاشتاجات #المعادي_ترفض_المحور و#المعادي_ترفض_المحور و#التماس_محور_الجزائر و#تحويل_مسار_المحور و#رجعولنا_المعادي و#المعادي_21 و#مع_التطوير_ولكن_ضد_تدمير_ماهو_جميل. ويشير المعترضون إلى أنهم يحمون الأشجار من القطع والبيوت من الهدم والأرواح من السرعات على الطريق، متمنين أن تنجح جهودهم في وقف المحور كما نجحت جهود أهالي مصر الجديدة في وقف بناء كوبري "البازيليك" قبل شهور ووقف هدم منطقة "عرب اليسار" في السيدة عائشة. الضربة القاضية واعتبرت المواطنة منى تمام أن "المحور الجديد هوالضربة القاضية لحي المعادي بعد كل الضربات التي يتلقاها يوميا بسبب الاهمال الشديد، والمخالفات الجسيمة التى تقع فيه بسبب تحويل الشقق السكنية إلى محلات وورش وكافيهات على مرأى ومسمع من الجميع فى تحدٍ صارخ للقانون ؛ما تسبب فى زحام شديد بالشوارع التي لم تُصمم لاستيعاب كل هذا الزحام مما أدى إلى التلوث البيئي والسمعي وانتشار السرقات والتحرش والافعال المُنافية للآداب والتسول وقطع الاشجار التى تميزبها حي المعادي منذ نشأته فى أوائل القرن الماضي". وأضافت أنه :"كان من الأحرى أن يُصنّف حي المعادي كمحمية طبيعية ؛بسبب تصميمه العمراني وأشجاره النادرة والخضرة التي لامثيل لها في الأحياء الأخرى". وأضافت: "كيف يمكن أن نُهدر جوهرة قيمة في أيدينا مثل المعادي"؟ لا يجب أن يكون التطوير على حساب حي المعادي ؛ولذلك فإننا نرفض محور الجزائر الذي يعتبر فعلا الضربة القاضية التي ستقتل المريض بدلا من علاجه". محاور السيسي وأشارت جليلة القاضي أن :"المحاور التي يعتزم السيسي تنفيذها ستحوّل القاهرة إلى وحش خرساني خالٍ من المساحات الخضراء بالكلية، مشيرة إلى أن "محور الفردوس، ومحور عين الحياة، ومحور حور العين دي بس عينة، والقايمة طويلة بدأت بمحاور تطوّق العاصمة، ثم تجرأت واخترقت الكتل السكنية مع 6 أكتوبر و15 مايو، لتتوحش بالتحرش بالشبابيك والبلكونات". وأضافت أن :"المحاور لا تتبع أي مخطط حضري أوإقليمي وأن القرار يُتخذ بدون حتى تفقد الموقع المراد هدمه، ناهيك عن دراسات الجدوى والدراسات المسقبلية ودراسات البيئة والتداعيات الاقتصادية والاجتماعية والنفسية، مقابل فائدتها المحدودة جدا، والدمار الشامل الذي يتبعها. وأكدت أن ما يحدث منافي لمنهج التخطيط العلمي السليم "بس كل شوية بنطلّع جثته ونمثل بها. ما يحدث في عصر المحاور واتحضر للأسوأ، فاق كل تصور، أصبح مسلسلا من أفلام الرعب والدمار للمكان واقتلاع الذاكرة -اللي كثير جدا، بيوير- مقتنعين أنه إنجاز وتطوير". وعن التشويه وعداوة المساحات الخضراء قالت: "للأسف بعد ميت سنة، هتبتدي الناس تفوق، وتزيل الكباري، وتزرع شجر، وتعظم دور المواصلات العامة وتضيق علي السيارة الخاصة، وكل يوم تستقطع حتة أسفلت وتضيفها للمساحة الخضراء. ده بيحصل من ثلاثين سنة في الدول اللي بتطبق مبادئ التخطيط وبتحترمه كعلم". يأتي ذلك في الوقت الذي يدافع فيه لواءات السيسي عن المحور كما هو حال أيمن أبو زيد.. مشاكل المحور وكشفت مدونة (تبديل) "عن مشاكل المحور التي تتمثل في المشاكل الناجمة عن إنشاء الطرق السريعة داخل المناطق السكنية معروفة عالميا منذ انتشار هذا التدخل في الستينات، ومؤخرا في مصر" وهي: زيادة سرعة السيارات داخل قلب المدن نتيجتها الأسرع هي زيادة ضحايا الطرق. ونتيجة زيادة السرعة الأخرى هي صعوبة المشي وركوب الدراجات واستخدام المواصلات، مقابل تسهيل استخدام السيارات الخاصة من الضواحي. ما يُسىء لمستوى الحياة في شوارع المدن. وتسبب، عكس المُتوقع زيادة الازدحام، نتيجة زيادة استخدام السيارات. والنتيجة الأكثر ترويعا هي كمية الإزالات الكبيرة المطلوبة لإفساح المكان للطرق السريعة، في ترسا والمرج وعين شمس والآن البساتين. والنتيجة على المدى الطويل قلة الكثافة والمباني في قلب المدن وتفكيكها لمجموعة من الاستخدامات المتناثرة والمُكلفة بيئيا.