الحديث عن الأمن المصري ليس فقط حديثًا عن نظام أمنى قوي يفرض احترامه على الساحة الدولية، ويُثبت أن الأمن والاستقرار في مصر ليسا وليدي الصدفة، بل نتاج عمل منظم ورؤية وطنية شاملة، بل هو تاريخ يمتد للعصور القديمة منذ آلاف السنين بعهد الفراعنة، حيث عرفت الدولة أول شرطة في التاريخ وكانت مهمتها الحرص على تأمين توزيع مياه النيل بشكل عادل بين جميع المصريين آنذاك، فالمتتبع لتاريخ جهاز الشرطة المصرية منذ قدم التاريخ يجد أن وجوده تأسس مع الدولة المصرية نفسها ويكفي ما نراه من نقوش موجودة على جدران المعابد والقصور والبرديات التي عثر عليها علماء الآثار. ف تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب حول قوة الأمن المصري وانخفاض معدل الجرائم بالأرقام لم تأتِ من فراغ، بل جاءت لتؤكد حقيقة راسخة يدركها الداخل والخارج على حد سواء، فالأمن في مصر لم يعد مجرد جهاز تقليدي يؤدي مهامه اليومية بنجاح واقتدار، بل أصبح منظومة متكاملة تجمع بين الكفاءة الميدانية، والتخطيط الاستراتيجي، والتطوير التقني، والتنسيق المستمر بين مؤسسات الدولة. هذه المنظومة لم تُبنَ بين ليلة وضحاها، بل كانت ثمرة سنوات من العمل الجاد والإصلاح المؤسسي والتحديث المستمر، في ظل رؤية واضحة تهدف إلى تحقيق الاستقرار وحماية مقدرات الوطن من العابثين به ولعل إشادة ترامب، بما تمثله من اعتراف دولي، تعكس مدى التقدم الذي أحرزته الدولة المصرية في مجال الأمن، سواء في مواجهة التحديات الداخلية أو في تعاملها مع المخاطر الإقليمية والعالمية. فالدور الوطنى للشرطة المصرية في حماية الوطن وتضحيات رجالها بأرواحهم دفاعًا عن مصر؛ ملحمة بطولية أبهرت العالم كله، فهم رجال مصر البواسل ودرع مصر الواقي في مواجهة الإرهاب والجريمة بكل أشكالها.. لكى نعيش جميعا في نعمة عظيمة هي نعمة الأمن والأمان. ◄ اقرأ أيضًا | الشرطة المصرية.. إنجازات أبهرت العالم ..تعتبر أكاديمية الشرطة امتدادًا تاريخيًا ل"مدرسة البوليس"، التي أنشئت عام 1896، بغرض توفير العدد الكافي من الضباط الذين تحتاجهم الداخلية لمباشرة أعمالها المختلفة، وذلك في إطار سياسة تحقيق الاكتفاء الذاتي، وعدم الاستعانة بضباط الجيش في أعمالهم. وفي منتصف عام 1975 صدر القانون الخاص بإنشاء أكاديمية الشرطة بوزارة الداخلية، لكي تتولى إعداد ضباط الشرطة والقيام بالدراسات التخصصية العليا، وإعداد الأبحاث العلمية والتطبيقية في علوم الشرطة ومجالات عملها، وكذلك تدريب ضباط الشرطة، وظلت لفترة امتدت نحو 20 عاما تحمل اسم "أكاديمية مبارك للشرطة"، حتى تم تغيير اسمها بعد 25 يناير 2011 ل"أكاديمية الشرطة". أقيم مبنى أكاديمية الشرطة الجديد بالقاهرة الجديدة على مساحة 800 فدان، افتتح في 2016 بحضور السيد رئيس الجمهورية، والأكاديمية الجديدة تحتضن حاليا المقر الجديد لوزارة الداخلية، حيث نقل مقار بعض قطاعات الوزارة إلى المكان، وتحتوي الأكاديمية على أماكن تدريبية و5 كليات، إضافة لقرية تكتيكية لتدريب الضباط والطلاب على كيفية التعامل مع العناصر الإرهابية وكيفية اقتحام الأوكار الإرهابية. وجاء تصميم المبنى الجديد لوزارة الداخلية على هيئة "شعار الشرطة"، ويضم المبنى مكتبًا للوزير، والإدارة العامة للمكتب الفنى للوزير، بالإضافة إلى إدارة المتابعة التابعة لمكتب الوزير، والإدارة العامة للإعلام والعلاقات، وقطاع شئون الضباط وحقوق الإنسان. ويتمتع المبنى الجديد بتصميمات الحديثة ووجود أجهزة متطورة به، ووسائل تواصل جيدة مع كافة القطاعات، وقاعات كبيرة للاجتماعات، وأماكن لاستقبال المواطنين القادمين إلى الوزارة لتقديم الشكاوى أو الاستفسار عن بعض الأمور، كما يوجد قاعة مخصصة للإعلاميين والصحفيين المنوط بهم تغطية أخبار الوزارة. ويشهد المبنى الجديد إجراءات أمنية مكثفة على مستوى عالمى، سواء من حيث الانتشار الأمنى للضباط والأفراد المدربون على أحدث الوسائل أو انتشار الكلاب البوليسية وكاميرات المراقبة والبوابات الإلكترونية حول المبنى. ◄ صرح علمي أمني ويرأس الأكاديمية مساعد وزير، يتولى إدارتها وتصريف شئونها والإشراف على تنفيذ قرارات مجلس إدارتها، الذي يختص بوضع السياسة العامة لنشاط الأكاديمية في مجال التعليم والبحث العلمي والتطبيقي والتدريب، بما يتفق مع حاجات الوزارة، والتنسيق بين مجالات نشاطها المختلف بما يحقق تكاملها وإبداء الرأي في كل ما يتعلق بإعداد الضباط ورفع مستواهم وتدريبهم، ووضع نظام قبول الطلاب والدارسين بالأكاديمية وتحديد أعدادهم بما يتفق مع سياسة الوزارة وحاجاتها العملية. ويقع ضمن اختصاصات مجلس الإدارة أيضًا، وضع السياسة العامة للمؤلفات العلمية والتطبيقية اللازمة في نشاط الأكاديمية ومجال علوم الشرطة وفى المجالات المختلفة، ووضع نظام الدراسة والتدريب بكليات الأكاديمية ومناهجها واعتماد نتائج امتحاناتها، إضافة إلى ترشيح أعضاء هيئة التدريس بالأكاديمية والنظر فى نقلهم وندبهم وترقيتهم إلى الدرجات العلمية. أكاديمية الشرطة المصرية صرح علمى أمنى شامخ حملت على مر التاريخ مشعل العلم فى خدمة الأمن فهي ملحمة الوطنية ومصنع الرجال أكاديمية الشرطة المصرية الممتدة فى ثلاثية الزمن الماضى الحاضر المستقبل لتروى شجرة الأمل والحق والكرامة وارفة لتظلل الوطن الحبيب مصر الكنانة بالأمن والأمان قرنُ ويزيد من الزمان حَفُل "سجل الخلود " بالآلاف من رجال الشرطة الأبطال حملوا رسالة الأمن بالذمة والصدق. وتسعى العديد من الجامعات وأكاديميات الشرطة في العالم إلى توقيع بروتوكولات تعاون معها، وهي أيضاً تقوم بإعداد وتأهيل وتدريب العديد من الكوادر الأمنية ليس فقط على المستوى العربي والمستوى الافريقي والآسيوي والأوروبي وليس غريبًا أنها تعد أول مؤسسة تعليمية في المنطقة تمنح درجتي الماجستير والدكتوراه في علوم الشرطة. وتعد الأكاديمية جامعة عصرية متكاملة تسعى إلى تطبيق أحدث نظم التعليم والتدريب فى العالم لإعداد وتأهيل ضابط الشرطة المحترف والقادر على مواجهة التحديات الأمنية. تسعى أكاديمية الشرطة المصرية إلى تحقيق الجودة فى كافة العمليات والبرامج المنفذة، وإنشاء نظام فعّال يرتقى بالعملية التعليمية والتدريبية والانضباطية والبدنية، ويصل بها للريادة وتبوء مكانة علمية وتدريبية مرموقة بين الكيانات المُماثلة على الصعيد الاقليمى والدولى، من خلال ما يلى: (1) توفير بيئة تعلُّم فعّالة تضمن تحقيق جودة المنتج الأمني، على نحو يحقق التميز لخريجيها فى المستوى العلمى والمعرفى والمهارى والبدنى. (2) إمداد الطلاب بالخبرات النظرية والعملية التى تتواءم مع احتياجات الواقع الأمني. (3) تشجيع أعضاء هيئة التدريس على استمرارية تطوير المناهج الدراسية وابتداع وسائل تعليمية مُتطورة، مع الاستعانة بخبرات القيادات الأمنية فى كافة مسارات العمل الشرطى. (4) الاهتمام بالنواحى الثقافية والفنية والإبداعية للطلاب والدارسين بكلياتها ومعاهدها. صاغت أكاديمية الشرطة خطط وبرامج العمل مستهدفة غاية أساسية وهي إعداد خريج متكامل يلقى رضا كل من يتعامل معه مستلهمة من متطلبات الجودة الشاملة سبيلاً ومعيارًا وتحديًا وضرورة أملتها طبيعة الحياة المعاصرة. وقد حرصت كلية الشرطة على ترسيخ قيم ومبادئ حقوق الإنسان لدى طلبة الكلية لتوطيد العلاقة بين الشرطة والشعب ودعم ثقة المواطن فى جهازه الأمنى، بما يُعزز من التعاون المُشترك الهادف لتحقيق رسالة الأمن. وفى ذات السياق نفذت كلية الشرطة العديد من الأنشطة والبرامج التى استهدفت مد جسور الثقة مع المواطنين ، تمثلت أبرزها: (1) زيارة العديد من طلبة وضباط كلية الشرطة لمستشفى سرطان الأطفال "57357" وتقديم الهدايا التذكارية لهم، فضلاً عن مشاركة طلبة وضباط الكلية فى العديد من حملات التبرع بالدم بصفة دورية، لمستشفى قصر العينى الجديد والقديم وجمعية الهلال الأحمر. (2) مساهمة الكلية في العديد من الأفلام والأعمال الدرامية التى تُبرز جهود الوزارة فى مجال مُكافحة الإرهاب وتوعية النشء وتحصينه من أخطار الفكر المُتطرف، والتي حققت نسب مُشاهدة عالية من قِبَل الجمهور المصري والعربى، ويأتى من أبرزها (مُسلسل "الاختيار 2" - فيلم "الخلية"). (3) إعداد أفلام تسجيلية قصيرة تتناول بطولات وتضحيات رجال الشرطة في سبيل تحقيق الأمن والأمان للمواطن، وتُفند مزاعم التنظيمات الإرهابية، وتعمل على تصحيح الأفكار الهدامة والشائعات المُغرضة التى تمس سلامة وأمن الوطن. حرصت كلية الشرطة على تكثيف جهودها في مجال التوعية بخطورة الشائعات، من خلال تضمين المناهج الشرطية بكلية الشرطة مادة (الأمن القومي المصري في ضوء التهديدات والتحديات المعاصرة) - إعداد دراسة بعنوان "الشائعات وتأثيراتها الأمنية" - تنظيم ورشة عمل بعنوان "ترويج الشائعات عبر وسائل التواصل الاجتماعى وأثرها على المجتمع" - تنظيم المسابقات البحثية لمُختلف فئات العنصر البشري بالوزارة في المجالات ذات الصلة، ومنها "دور وسائل التواصل الإجتماعي في تزييف وعي المواطنين - الإعلام الموجه لإسقاط الدول وكيفية مواجهته".