أثارت القرارات التى اتخذتها بعض المدارس والإدارات التعليمية خلال الأيام الماضية بشأن فصل عشرات الطلاب نتيجة تجاوزهم نسب الغياب المقررة في لائحة الانضباط المدرسي جدلاً بين أطراف العملية التعليمية، فهذه القرارات عبرت عن التزام وزارة التربية والتعليم بفرض الانتظام الدراسي داخل الفصول لكنها واجهت اعتراضات من جانب أولياء أمور قالوا إن الغياب سببه عدم وجود معلمين وغياب البيئة الجاذبة للطلاب داخل المدارس. ◄ حجازي: تزايد معدلات فصل الطلاب يهدد السلم المجتمعي ◄ التعليم: هدفنا الانضباط المدرسي وتحقيق «التقييم العادل والشامل» ◄ أولياء أمور: لا يجب تطبيقها على جميع الطلاب مع عجز المعلمين ◄ أبو غالي: الوزارة مسئولة عن كشف أسباب الغياب وتسهيل إعادة القيد يتخوف البعض من أن تؤدي حالات الفصل إلى زيادة معدلات التسرب التعليمي، خاصة أننا لا نزال في بداية العام الدراسي، فى حين أنه من المعروف أن نسب الفصل تتزايد مع نهاية العام، كما أن بعض الأسر قد لا يكون لديهم المعرفة بإجراءات إعادة القيد ومع غياب المتابعة فإن الطلاب قد يواجهون مجهولاً دون أن يتلقوا تعليمهم الأساسى. ومؤخراً أعلنت مديريات التربية والتعليم فى عدة محافظات عن فصل عشرات الطلاب المقيدين بالمراحل التعليمية الثلاث "الابتدائية والإعدادية والثانوية"، نظرا لتخطى نسبة الغياب المقررة، وهى 30 يومًا منفصلًا و15 يومًا متصلًا، فى كل الصفوف الدراسية. ووفقاً لوزارة التربية والتعليم فإن من تجاوز نسبة تمثل 10% من إجمالى أيام الدراسة بالعام الدراسى الحالى 2025-2026، يتم توجيه إنذار إليهم وفى حالة عدم الاستجابة للإنذار يتم فصله، على أن يتم منحة فرصة حق إعادة القيد للرجوع إلى المدرسة مرة أخرى. وشددت الوزارة على المديريات والمدارس، بضرورة إخطار أولياء أمور الطلاب المتخطين نسبة الغياب المقررة قانونًا، مع اتخاذ الإجراءات اللازمة لعودة الطلاب فى المدارس وبالأخص طلاب المرحلة الثانوية والشهادات. ومؤخراً أصدرت إدارة الدقى التعليمية قرارًا بفصل نحو 55 طالبًا مقيدين بالمراحل الابتدائية والإعدادية والثانوية، لتعديهم نسبة الغياب القانونية المقررة عليهم خلال العام الدراسى الحالى، وأعلنت إدارة الهرم التعليمية، أنه تم فصل 15 طالبًا من الصف الأول الثانوى و45 طالبًا من الصف الثانى الثانوى رسميًا، لتعديهم نسبة الغياب المقررة. ■ ازمة فصل الطلاب تطل برأسها بعد شهر من انتظام الدراسة ◄ اقرأ أيضًا | التعليم تقرر أحقية معلمي الحصة في صرف مستحقاتهم المالية مقابل أداء عملهم وفي سياق متصل، أعلنت مدرسة نجوع العرب الثانوية المطورة بالشرقية أنه تم فصل 25 طالبا وطالبة من الصفين الأول والثانى الثانوى لتجاوزهم مدة الغياب القانونية، كما أرسلت إدارة 6 أكتوبر التعليمية، خطابات رسمية بالفصل إلى 7 طلاب من المرحلة الابتدائية، و10 طلاب من المرحلة الإعدادية، و25 طالبًا من الصفين الأول والثانى الثانوى. وقالت منى أبو غالى مؤسسة جروب ائتلاف تحيا مصر بالتعليم على موقع التواص الاجتماعى "فيسبوك" إنها مع توجه وزارة التعليم نحو تطبيق لائحة الانضباط وفصل أى طالب لم يحضر إلى المدرسة لمدة 15 يوما متصلة أو 30 يوما منفصلة لكن مع أهمية وصول الإنذارات التى تحدثت عنها الوزارة إلى أولياء الأمور بخاصة وأن هناك شكاوى من عدم وصولها، كما أن الفصل يجب ألا يتم تطبيقه على جميع الطلاب لأن هناك مدارس تعانى عجزاً فى أعداد المعلمين. وأضافت: "بعض الطلاب يذهبون إلى المدرسة دون تحقيق الاستفادة المرجوة لأن بعض المواد بها عجز فى المعلمين وقد يحصل الطلاب على مادة علمية فى حصتين أو ثلاث على الأكثر من إجمالى اليوم الدراسى وفى باقى الحصص لا يقومون بفعل شىء ولا يكون معلمو الأنشطة على دراية بالمقررات الدراسية لكى يستفيد الطلاب منهم، وبالتالى توفر بعض الأسر مصروفات الذهاب إلى المدرسة للدروس الخصوصية وفى تلك الحالة ليس من المنطقى فصل الطلاب المتغيبين". وأشارت إلى أن من أسباب الغياب أيضاً التأخير المستمر فى تسليم الكتاب المدرسى بعد ما يقرب من شهر من بدء الدراسة، مشيرة إلى أن وزارة التربية والتعليم مسئولة عن كشف أسباب غياب الطلاب وتحديد من يستحق الفصل من عدمه، لافتة إلى أهمية تسهيل عملية إعادة القيد لكى لا يجد الطلاب أنفسهم بلا مدارس وسيكون لذلك أيضاً تأثير سلبى على العملية التعليمية لأنه يزيد معدلات التسرب من التعليم. فيما قال الدكتور عاصم حجازى أستاذ علم النفس التربوى إن تطبيق لائحة الانضباط أمر مهم للغاية بل يحب تطويرها لتبقى قانونا يتم الالتزام به، غير أن ذلك يجب ألا ينفصل عن أهمية التعرف على أسباب غياب الطلاب ومعالجة السلوك الخاطئ والمتمثل فى العزوف عن الذهاب إلى المدرسة قبل اتخاذ إجراءات عقابية، مشيراً إلى أن وزارة التربية والتعليم لديها مؤسساتها البحثية التى يمكن أن تقيّم وضعية هؤلاء الطلاب. وأوضح أن معرفة الأسباب الحقيقية من الصعب تقديرها دون دراسات وقد يكون نتيجة لعجز المعلمين أو عدم وجود معلمين مؤهلين مع الاتجاه نحو الاستعانة بمعلمى الحصة، أو اهتمام الطلاب بالدروس الخصوصية بحثاً عن تحصيل درجات مرتفعة فى التقييمات المستمرة داخل الفصل، مشيراً إلى أن تواجد الطلاب فى المدرسة ليس هدفاً ولكنه وسيلة لتحقيق الأهداف التربوية والتعليمية، وقد يأتى الطالب إلى المدرسة بجسده دون ذهنه وفى تلك الحالة يكون مرغماً على الحضور. ولفت إلى أن تزايد معدلات فصل الطلاب تهدد السلم المجتمعى لأنه ليس معروفاً أين سيذهب هذا الطالب حال فصله وقد يتحول إلى مجرم بينما أن المدرسة بالأساس مؤسسة هدفها تعديل السلوك ويجب أن يكون الفصل آخر الخيارات وليس أولها. ومؤخراً أكدت وزارة التربية والتعليم والتعليم الفنى على الالتزام الكامل بتطبيق نظام أعمال السنة خلال العام الدراسى الجارى، مع ربط تقييم الطلاب بمعدلات الحضور والمشاركة الفعلية داخل الفصول، وذلك فى إطار الحرص على الانضباط المدرسى وتحقيق مبدأ التقييم العادل والشامل. وشددت الوزارة فى توجيهاتها للمديريات التعليمية على أن أعمال السنة لا تقتصر فقط على الاختبارات التحريرية، بل تشمل كذلك مدى التزام الطالب بالحضور، والمشاركة فى الأنشطة الصفية، والتفاعل مع المعلمين داخل الفصل، باعتبار ذلك جزءًا أساسيًا من العملية التعليمية.