على بوابات الميدان الإلكترونية، انطلقت الزغاريد والهتافات، فيما الشرطة تفتش مجموعة من السيدات: «السادات راجع تانى.. حسبى الله ونعم الوكيل فى اللى وجعوا قلبنا»، اتجهت الأنظار إلى مصدر الصوت فإذا بسيدة ستينية وبرفقتها شابة وطفل صغير، للوهلة الأولى بدا ثلاثتهم عائلة واحدة لكن الحقيقة أنهم تعرفوا إلى بعضهم البعض للمرة الأولى فى الميكروباص القادم إلى ميدان التحرير، حيث التقت الحكايات والآراء بين الحاجة زينب القاطنة فى المعادى، والمدرسة الشابة جيهان وابنها مدبولى القاطنين فى منطقة الهرم. «الأيام القديمة رجعت، الناس تحب بعضها وتتعرف من غير خوف ولا كره» قالتها «زينب» التى أخذت تروى للصغير ووالدته كيف كانت تنام فى أيام النكسة وباب شقتها مفتوح: «أيام زمان كان العساكر دول هم اللى بيحمونا وفى عز النكسة مكناش نخاف، عمرنا ما شفنا الأيام السودا دى غير دلوقتى، كان العسكرى يروح وييجى زى الفل، مش ينزل من بيته مايعرفش هو راجع ولا لأ». العائلة الصغيرة، حديثة العهد، رفعت صور الفريق أول عبدالفتاح السيسى: «ده زعيم الأمة، زى السادات لحد دلوقتى، منتظرين نشوفه هيوصل ويبقى زى عبدالناصر ولا لأ» واصلت زينب ابنة ال67 عاما حديثها مشيرة إلى أنها بانتظار المزيد من «الكرامات» من الفريق السيسى. حديث متواصل بين السيدتين والصغير، لفتت فيه جيهان إلى أنها شهدت انفجار الأمس بمنطقة الهرم: «ساكنة فى نفس الشارع، وحسينا بالانفجار جدا، وخدت ابنى ونزلت على طول مع باقى الناس عشان نحس بالاطمئنان ونقول إننا برضه مش خايفين»، مع ذلك لم تُخْفِ ترددها فى اصطحاب ابنها معها إلى ميدان التحرير، لكنها عادت لتقول: «قلت له خليك، قال لى لا يا ماما أنا نازل». الطفل الذى أنهى لتوه امتحانات الصف الخامس الابتدائى بدا متحمسا للغاية إلى الهتاف باسم الفريق السيسى فى الميدان: «الناس كلها فى الشارع إشمعنى أنا؟ تسلم الأيادى تسلم يا جيش بلادى».