هذا المقال كتبته فى عام 2009 تحليلاً لمسرح النفاق والمنافقين الذين أحاطوا بالنظام السابق ووجدت أن هذا المقال مناسب لإعادة النشر ربما يعتبر به المنافقون الجدد الذين يسعون للإحاطة بالنظام الحالى. تختلف الدول عن بعضها البعض من حيث التميز فى صناعات عن أخرى، فمثلاً اليابان تتميز بصناعة البرمجيات والحواسب الآلية.. والألمان تجدهم متفوقين فى صناعة السيارات ومعدات النقل الثقيل.. والولايات المتحدة فى الطائرات والمعدات العسكرية.. أما كوريا والصين وماليزيا فدخلت فى سباق محموم مع كل الدول المنتجة والمصنعة لتجد لها مكانا فى الصدارة.. وكذلك العديد من الدول التى تبحث لنفسها عن مكان فى المستقبل راجعت نفسها وحددت ميادين من الممكن أن تنافس فيها سواء كانت صناعية أو تجارية أو سياحية. أما فى أرض الكنانة مصر فوجدنا صناعة لن ينافسنا فيها أحد وأصبحنا أصحاب الريادة فيها وهى صناعة النفاق وهى صناعة لو تملكت من وطن لقتلته وقتلت كل النابهين والمتفوقين فيه، بحيث تجد المنافقين وحملة المباخر فى مقدمة الصفوف. والنفاق واحد ولكن تختلف طريقة استعماله بحسب الموقع والغرض من هذا الاستعمال، فالموظف الصغير تجده يستخدم عبارات أصبحت تتداول كالنكات من عينة «شلوت سيادتك دفعة إلى الأمام»، «شخبطة سيادتك تخطيط لمستقبل البلد» ويكون الهدف فى هذه الحالة علاوة أوحافزا أو ترقية «على ما قسم». وعلى مستوى آخر تجد طالبا ينافق أستاذه ويوهمه أنه عبقرية فذة وأنه لم يفهم من أحد قبله، رغم أنه يلعنه ويجعله مادة للسخرية فى جلساته. وعلى المستوى الإعلامى تجد أفراداً تخصصوا فى أناشيد النفاق ليشدوا بها لكل مسئول بل يصل الأمر لمهاجمة كل من يكتب نقدا موجها لهذا المسئول أو ذاك للتأكيد على أنهم درع هذا المسئول ضد كل من تسول له نفسه نقده، وطبعاً فى هذا المقام يكون الثمن أكبر بحيث يُدفع الكاتب (المنافق) إلى أعلى المناصب الصحفية، بل وأحياناً تنشأ له صحيفة!! وهناك مقدم أو مقدمة برامج تتبارى فى الدفاع والنفاق عن المسئولين فى انتظار عطايا ومنح هذا المسئول.. نماذج النفاق كثيرة من أصغر موظف فى البلد مروراً بمسئولين أكبر ونواب فى مجلسى الشعب والشورى وكتاب وإعلاميين ووزراء ومحافظين.. إلخ. ولكن ليعلم كل من تدفعه نفسه لنفاق مسئول من أجل تحقيق مصلحة، أنه يساهم فى نشر سلعة سوف تقضى على هذا المجتمع سوف تجعل «العالى واطى والواطى عالى»، سوف تقلب موازين هذا المجتمع وتطرد كل الكفاءات وتلغى كلمة الاجتهاد والعمل من القاموس المصرى، ولكل مسئول يقع فريسة لمنافق تأثراً بكلامه المعسول والعذب أقول له لا تنس قول الله تعالى فى سورة «المنافقون»: (وإذا رأيتهم تعجبك أجسامهم وإن يقولوا تسمع لقولهم كأنهم خشب مسندة يحسبون كل صيحة عليهم هم العدو فاحذروهم قاتلهم الله أنى يؤفكون) صدق الله العظيم. هذا المقال أذكر به تيار المنافقين الجدد الذين يحيطون بالرئيس المنتخب وجماعته متناسين أن ثورة قامت وأغلقت مصانع النفاق.