اختلف خبراء حول أولويات الدكتور محمد مرسى فى التعامل مع مطالب الشارع، وأكد البعض أن خبرة جماعة الإخوان المسلمين فى المجالين الاجتماعى والخدمى ستسهل عليه الأمر كثيراً، فيما يرى آخرون أن السبيل الوحيد أمام «مرسى» لكسب تعاطف الشارع هو أن ينفذ وعود التوافق الوطنى سريعاً للهروب من مطبات الفلول، وما يفتعلونه من أزمات. قال يسرى العزباوى، الخبير بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاقتصادية، إن «مرسى» سيراهن على الحراك الشعبى الذى يمتلكه فى ظل انتمائة لجماعة الإخوان، التى تعمل فى الشارع المصرى منذ سنوات طويلة، وسيركز فى الفترة المقبلة على تحريك الشارع معه أكثر من الحرص على إرضاء الغالبية الصامتة، التى تفضل أن تستمر صامتة دائماً. وأضاف عزباوى أنه سيواجه أزمة كبيرة، نظراً لأن مؤسسات الدولة لن تكون لديها رغبة حقيقية للعمل بكفاءة معه، ما سيجعله يلجأ إلى خيارين، إما أن يسعى ل«أخونة مؤسسات الدولة» حتى يضمن أن تعمل معه بكفاءة، أو أن يغير من السياسات الفكرية لعمل المؤسسات بما يجعلها أكثر فاعلية، وللتغلب على الأزمات المفتعلة التى تمس المواطن المصرى، مثل اختفاء البنزين والسولار واستمرار طوابير العيش، بخلاف كثير من الأزمات الاقتصادية التى يعيشها المواطن، وستساعد الجماعة مرسى بخبرتها وقوتها كثيراً فى مواجهة تلك المشاكل. وأكد العزباوى أن السياحة ستختلف كثيراً فى ظل رئاسة مرسى؛ لأن التيار السلفى القريب من الإخوان سيؤثر عليه حتى يتجه نحو السياحة الدينية التى ستعتمد على استغلال الأماكن والمزارات الدينية فى مصر، والترويج إليها، وستتأثر قطاعات السياحة الأخرى، خصوصاً السياحة الشاطئية والمدن السياحية، ومنها شرم الشيخ، لأنهم سيحجمون بعض مميزاتها وخدماتها، مثل تقديم الخمر فى الفنادق. وقال الدكتور وحيد عبدالمجيد، الخبير بمركز الأهرام للدراسات السياسية، إن مرسى سيكون مطالباً بتنفيذ مبادئ التوافق الوطنى التى قطعها على نفسه، ليتجه بجدية إلى تشكيل حكومة ائتلافية تلبى مطالب الشارع الذى يتألم منذ تنحى مبارك بسبب أخطاء قوى سياسية، موضحاً أن أفضل الطرق أمامه لكسب رضا الشارع هو أن يأتى بالدكتور محمد البرادعى على رأس حكومته، لأنه الشخص الوحيد الذى يشعر حقيقة بمشاكل الشعب فى ظل انتشار العشوائيات وزيادة معدلات الفقر. وأضاف أن الشارع لن ينتظر كثيراً حتى تتحقق مطالبه اليومية، لافتاً إلى أن الشراكة الوطنية أفضل السبل أمام مرسى للإفلات من مطبات أعضاء الحزب الوطنى المنحل، الذين سيسعون لتصعيد الأزمات، خصوصاً أنهم ما زالوا يتحكمون فى أساسيات الحياة مثل البنزين، والخبز.