إنتقدت أمانى الوشاحى - مستشارة رئيس منظمة الكونجريس العالمى الأمازيغى لملف أمازيغ مصر ما ذكره الدكتور توفيق عكاشة فى برنامجه (مصر اليوم) أمس - الثلاثاء - على قناة (كايرو سينما) عن أحداث مالى .. والذى وصفها بأنها مخطط من جماعة الإخوان المسلمين ضد الجزائر وأن فرنسا إحتلت مالى لأنها تنوى الإقتراب تدريجيا من الحدود الجزائرية للإشتباك مع الجيش الجزائرى تمهيدا لتصفيته مثل الجيش العراقى والسورى وبأن كتب سيد قطب قد تم تدريسها فى مالى . وقالت الوشاحى : (ما لا يعرفه عكاشة أن الجزائر لا تريد أن يكون للطوارق دولة مستقلة نظرا لوجود الطوارق فى جنوبالجزائر مما يشكل لديها هاجس الإنفصال والتقسيم ..لذلك قامت الجزائر - بالتواطؤ مع مالى - بخلق جماعات تزعم أنها إرهابية مثل : حركة أنصار الدين وجماعة التوحيد والجهاد .. وقد قامت الجزائر تحديدا بدعم هذه الجماعات سريا بالمال والسلاح .. بغرض إفشال مشروع إقامة دولة أمازيغية فى إقليم أزواد - شمال مالى .. ومالا يعرفه عكاشة أيضا أن الجزائر هى التى إستدعت فرنسا إلى شمال مالى بعد أن بذلت محاولات فاشلة لإستدعاء القوات الافريقية - أكواس) وأوضحت الوشاحى : (إن إقليم أزواد يحتل الطرف الجنوبى الغربى من الصحراء الكبرى التى نطلق عليها بالأمازيغية تنيرى .. وتستخدم تسمية أزواد فى مالى بينما التسمية الشائعة فى النيجر هى أزواغ وهى الأصح .. وأزواد أو أزواغ هى كلمة أمازيغية تعنى بالعربية الأرض الفضاء الواسعة المنبسطة) وتابعت : (وفى مؤتمر برلين عام 1884 تم رسم الخريطة السياسية لأفريقيا السوداء بيد المستعمر الأوروبى لا بيد أبنائها .. وبالتالى تم فرض حدود جغرافية مصطنعة على القارة .. كما تم تقسيم الجماعات العرقية التقليدية بين عدة دول .. وماجرى على جميع القوميات العرقية فى أفريقيا جرى على أمازيغ الصحراء - تنيرى .. حيث قامت فرنسا بين عامى 1960-1963 بترسيم الحدود وتقسيم الصحراء - تنيرى بين عدة دول .. وقد قامت بإهداء الجزء الغربى من صحراء تنيرى - أزواد - إلى الجنيرال الشيوعى موديبو كيتا .. الذى قام بضم الإقليم ليؤسس مملكة مالى الإسلامية .. والنتيجة المتوقعة لهذا التقسيم الغير عادل هو ظهور النزعات الإنفصالية .. حيث سعى القوميون إلى إعادة توحيد شعوبهم المفتتة تحت مظلة دولة قومية موحدة .. وقد حمل أمازيغ أزواد السلاح مطالبين بالإنفصال لأسباب عرقية مثلهم فى ذلك مثل الآخرين) وإستكملت : (كانت ثورة الطوارق الأولى كانت عام 1963 ضد إلحاقهم بمملكة مالى الإسلامية .. وتم القضاء عليها عسكريا حيث راح ضحيتها آلاف الطوارق .. كما قام الرئيس الجزائرى بن بلة بتسليم قيادات الثورة الذين طلبوا اللجوء السياسى للجزائر إلى مالى .. حيث تم غعدامهم والتمثيل بجثثهم .. وثورتهم الثانية بدأت عام 1990 بقيادة إياد أغ أغالى ضد الحكومة المركزية فى باماكو .. بهدف إنهاء حالة الإقصاء والتهميش التى يعانى منها الامازيغ فى أزواد .. وباءت هذه الثورة بالفشل السياسى وليس العسكرى .. نظرا للدعم اللوجستى الذى حظيت به مالى من قبل النظامين الجزائرى والليبى .. وقد إنتهت هذه الثورة عام 1992 بتوقيع إتفاقية الجزائر الأولى .. أما ثورتهم الثالثة فقد إندلعت عام 2006 بقيادة الشهيد إبراهيم أغ بهانغا الملقب بأسد الصحراء .. وإنتهت عام 2007 بتوقيع إتفاقية الجزائر الثانية .. والتى نصت على إدماج شباب الطوارق بالجيش المالى وضمان إقامة مشاريع تنموية فى إقليم أزواد .. وهو الأمر الذى لم يتحقق منه شئ .. وها هى ثورتهم الرابعة والتى إندلعت فى 17 مارس 2012 .. وقد كان مطلبهم الوحيد هذه المرة هو الإنفصال وتأسيس دولة مستقلة .. حيث تأسست الحركة الوطنية لتحرير أزواد فى نوفمبر 2010 بمدينة تيمبكتو بمالى .. والحركة تتبنى النضال السياسى والكفاح المسلح .. وتتركز مطالبها فى الاعتراف الكامل بحقوق الشعب الازوادي التاريخية والاستجابة الجادة لحل قضية أزواد سلميا .. والحركة ترحب بالتعاون مع كل دول وشعوب العالم وجميع الهيئات الدولية الحكومية وغير الحكومية) وأضافت الوشاحى : (لقد كنت أصدق كل ما يقوله توفيق عكاشة رغم عدم علمى بمصادر معلوماته .. أما الآن وبعد هذه المعلومات المغلوطة التى ذكرها عن أحداث مالى بدأت أشك فى مصداقيته .. أعرف أنه يكره الإخوان ولكن كرهه للإخوان لا يجب أن يورطه فى الإدلاء بمعلومات مغلوطه .. وأتمنى من الآن وصاعدا ألا يتحدث عكاشة فى موضوعات لا يفقه فيها حتى لا يفقد مصداقيته ويورط نفسه فى مشكلات)