أكد الأمين العام للحركة الوطنية لتحرير "أزواد بلال آغ الشريف" أن الحركة تضع ترتيباتها الأخيرة لإعلان "دولة أزواد" شمالي جمهورية مالى.. وقال آغ الشريف في تصريحات لسكاي نيوز عربية: "لقد انتهت الحرب.. استعدنا كامل ترابنا الوطني، ولم نعتد على أحد.. كانت حربا بأقل التكاليف، اعتمدنا سياسة الحصار الخانق ضد الجيش المالي لتجنب سفك الدماء".. واستولت حركات تحرير أزواد المكونة من عرب وطوارق شمالي مالي الأحد على مدينة "تمبكتو" آخر معقل شمالي البلاد للقوات المالية بعد حصار دام بضعة أيام.. وقال آغ الشريف إن خطوتهم التالية تتمثل في التوجه للمجتمع الدولي، وإلى الجيران على وجه الخصوص "عليهم أن يعترفوا بنضال شعبنا، وبحقوقه في تقرير مصيره".. مشيرا إلى أن أولوية الحركة الآن "تتمثل في إعادة الاستقرار وفرض النظام في إقليم أزواد".. وزحفت حركات الطوارق بعد الانقلاب العسكري في مالي الشهر الماضي واحتلوا مدن شمالي البلاد (كيدال، غاوو، تمبكتو) في إقليم أزواد الذي يطالب الطوارق باستقلاله عن مالى.. ومنذ استقلال مالي عام 1963 يشتكي سكان هذا الإقليم الذي يضم "عربا وطوارق وأفارقة" من التهميش، وقاموا بعدة ثورات منذ ذلك احتجاجا على وضع إقليمهم المهمش حسب رأيهم.. وأكد أمين عام حركة الطوارق أن الباب مفتوح لخوض أي عملية سياسية سواء مع مالي أو مع أي طرف يهمه استقرار المنطقة عبر الوسائل المتعارف عليها دوليا.. قائلا: "إننا نضع التصور والأسس السياسية لتسيير أزواد.. ونمهد الطريق أمام مشاركة جميع مكونات هذا الشعب". ومن المقرر أن يلتقي زعماء دول غرب أفريقيا في دكار "الإثنين"، لمناقشة الوضع في مالي على هامش أداء الرئيس السنغالي الجديد ماكي سال اليمين الدستورية. وعن التهم الموجهة للحركة بالتعاون مع جماعة متطرفة تنتمي لتنظيم القاعدة في الصحراء، قال آغ الشريف الذي يعد الرجل الأول في حركة تحرير أزواد: "القاعدة شمالي مالي إرث ورثناه من دولة مالي التي تركت منافذ الصحراء مفتوحة لجماعات القاعدة التي اشتغلت بخطف السياح، ولتجار المخدرات". وتتهم مالي حركات الطوارق بالتعاون مع جماعات إسلامية متطرفة من بينها القاعدة بهدف إنشاء إمارة إسلامية في الصحراء.. ما تعده باماكو خطرا على الاستقرار في منطقة عانت من ممارسات جماعات متطرفة اشتغلت في السنوات الأخيرة بخطف السياح.. لكن آغ الشريف يؤكد بدوره في تصريحاته لسكاي نيوز عربية أن "الجماعة الإسلامية الوحيدة بيننا هي حركة أنصار الدين، وهي جزء من الحركات الوطنية، هدفها كما قالت تطبيق الشريعة الإسلامية في المنطقة، وهذه دعوة ليست غريبة، فمجتمعنا مسلم ومطبق لأخلاقيات الشريعة منذ وجد في الصحراء". واعترف آغ الشريف بأن عناصر من القاعدة استغلت الحراك الحاصل، وقامت بالإغارة على بعض الأماكن بسبب الفراغ الأمني الذي واكب تحركاتنا في الصحراء، وقد استغل البعض ذلك لتشويه حراكنا، لكننا لم ولن نتعاون مع تنظيم متطرف يشوه أهداف ثورتنا.. فعلى الجميع أن يعرف أن القاعدة إرث.. وليست حلفًا". واتهم بلال آغ الشريف حكام مالي بتشويه قضية أزواد على حد قوله، قائلا: "فلتأت وسائل الإعلام إلى هذه المنطقة التي تعاني تكتما إعلاميا وليدخلوا مدننا ومعسكراتنا ليروا أن القاعدة لا وجود لها إلا في التصريحات التي تروج لها حكومة مالى"..