الوفد يحاول التوصل لوجهة نظر محايدة.. واجتماع خلال أيام للدول الثلاث جولة جديدة فى مفاوضات سد النهضة الإثيوبى، بعد تأجيل الاجتماع الأخير بسبب استقالة رئيس الوزراء الإثيوبى، والذى كان مقررًا عقده نهاية فبراير الماضى، بحضور وزراء الخارجية والموارد المائية ومدراء المخابرات بالدول الثلاث «مصر والسودان وإثيوبيا». وحسب مصادر مسئولة فى وزارة الموارد المائية والرى، فإنه من المقرر عقد اجتماع ثلاثى بحضور مسئولى الخارجية والموارد المائية والمخابرات فى الدول الثلاث بداية أبريل الجارى، للوصول لاتفاق مبدئى حول سد النهضة، فى ظل استمرار الأعمال الخاصة بالسد، رغم تأجيل الاجتماع الأخير، بعد المهلة التى حددها زعماء الدول الثلاث وهى شهر. من جانبه، قال السفير المصرى بالسودان أسامة شلتوت، إنه سيتم عقد اجتماع حول (سد النهضة) تستضيفه الخرطوم يومى 4 و5 أبريل الجارى، بمشاركة وزراء الخارجية والموارد المائية ومدراء المخابرات بالدول الثلاث. وأضاف أن وزيرى الخارجية والموارد المائية ورئيس المخابرات المصرية سيشاركون فى الاجتماع مع نظرائهم من السودان وإثيوبيا، مؤكدًا أن الاجتماعات المقررة بالخرطوم تأتى استكمالًا لاتفاق قمة الرؤساء الثلاثة الذى عقد بالعاصمة الإثيوبية أديس أبابا، خاصة أن الاجتماع سيناقش كل المسارات المتعلقة بالسد لإحداث تقدم وتوافق حوله، كما سيناقش قضايا الأمن المائى وأمن البحر الأحمر والمياه الإقليمية. من جهة أخرى قال متحدث باسم وزارة الخارجية السودانية جعفر سومى، إن وفدًا أمريكيًا برئاسة مساعد وزير الخارجية للشئون الإفريقية إيريك ستروماير، التقى عبدالغنى النعيم وكيل وزارة الخارجية، للتعرف على موقف السودان من قضية سد النهضة، مضيفًا أن الزيارة التى تشمل السودان ومصر وإثيوبيا تأتى للتعرف على مواقف الدول الثلاث حيال قضية سد النهضة لتكوين نظرة محايدة تسهم فى تقديم المساعدات اللازمة التى تؤدى إلى خلق أرضية مشتركة تساعد على الوصول إلى التفاهمات وحلول ترضى جميع الأطراف. وأكد وكيل وزارة الخارجية السودانى، ثبات موقف السودان إزاء مواصلة الحوار مع الجانب الأمريكى للوصول إلى مرحلة التطبيع الكامل للعلاقات بين البلدين، مشددًا على موقف السودان الداعم للحوار البناء بين الدول الثلاث للوصول إلى التفاهمات المطلوبة بشأن قضية «سد النهضة». وحسب مصادر بوزارة الرى المصرية، فإن الاجتماع المقبل سيركز على أسلوب التخزين بالسد، وسنوات الملء الخاصة به، للوصول إلى خطة مرضية لجميع الأطراف، خاصة فى ظل مخاوف مصر من ملء السد فى فترة نقص الفيضان. وكان الدكتور محمد عبدالعاطى، وزير الموارد المائية والرى، قد قال فى وقت سابق، إن ما يشغل مصر ليس عدد سنوات ملء السد، لكن أسلوب تخزين المياه، منوهًا إلى أن الوزارة لديها 250 سيناريو محاكاة لمراحل وشروط ملء السد مستندة للنماذج الرياضية الدقيقة. وأضاف «عبدالعاطى»، أن ملء السد فى فترة الجفاف بدون تنسيق مسبق مع الجانب الإثيوبى هو أسوأ سيناريو يمكن أن تصل له مفاوضات سد النهضة، مضيفًا: «النيل به فترات جفاف وفيضانات، ويجب أن يتم الاتفاق على أسلوب ملء سد النهضة أثناء فترات الجفاف والفيضان وحال البحيرات وتأثيرات السد على إنتاج الكهرباء بالسد العالى، وكيفية ضمان توافر المياه فى بحيرة ناصر، وتلك الأمور مجال تفاوض». وتابع وزير الموارد المائية والرى، أن مصر ساعدت فى بناء السد فى أوغندا، وهناك العديد من السدود التى أنشئت بمباركة مصر فى الكثير من دول حوض النيل خلال العشرين سنة الماضية، مشيرًا إلى أن السدود التى تم بناؤها كانت بالتوافق بين الدول. وكانت القمة الثلاثية التى جمعت رؤساء «السودان، إثيوبيا ومصر» فى أديس أبابا، على هامش القمة الإفريقية الأخيرة، أقرت انعقاد الاجتماع الخرطوم برئاسة وزراء الخارجية وحضور وزراء الرى ومديرى أجهزة المخابرات فى الدول الثلاث.