*أطفال يشاهدون أفلام +18.. وقلة المفتشين سبب الأزمة *الأعمال الدرامية تحصل على موافقة السيناريو وتمتنع عن تقديم نسخة من الحلقات *رئيس الرقابة رفض عرض «سراى عابدين» بسبب الأخطاء.. والقرار لم يطبق يبدو أن حالة من التخبط وعدم القدرة على تنفيذ القوانين والقرارات الصادرة منها قد أصابت المسئولين بجهاز الرقابة على المصنفات الفنية، فبعد أيام قليلة من بدء تطبيق قانون التصنيف العمرى الذى نادى به البعض خلال الفترة الماضية، وأصدره وزير الثقافة السابق جابر عصفور، والذى يقضى بتقسيم الأفلام إلى فئات عمرية مسموح لها بمشاهدة الفيلم، ورغم أيضًا حصول عدد من الأفلام على التصنيف العمرى +18 وهو البديل للافتة «للكبار فقط»، فوجئ المشاهد بأن القانون لا يتم تطبيقه بالشكل المفروض فى أفلام موسم شم النسيم، ومنها فيلما «تسعة» و«جمهورية إمبابة»، ومع ذلك تحولت الكلمة على أفيشات الأفلام إلى مجرد حبر على ورق ليس أكثر فى ظل قيام عدد كبير من دور العرض بعدم تنفيذ القرار والسماح لكل فئات الجمهور بمشاهدة الفيلم، خاصة بعدما وجد المسئولون فى تلك السينمات أن الأفلام المعروضة لا تحقق إيرادات مرتفعة، وهو ما يمثل خسائر مادية كبيرة لهم، فجاء قرار فتح الأبواب أمام كل الفئات العمرية لحضور تلك الأفلام، كما رصدت «الصباح»، ليتحول بذلك التصنيف العمرى إلى مجرد «أكذوبة» لم تستطع الرقابة تنفيذها، وهو ما أرجعه البعض أيضًا إلى قلة عدد المفتشين على السينمات، الذين لا يزيد عددهم فى إدارة التفتيش على 12 شخصًا، وهو عدد غير كاف لمراقبة السينمات، وهو ما يعوق بالتالى تنفيذ قرارات الرقابة، وأكد مسئول فى إحدى دور العرض أن بعض المفتشين عندما يشاهدون تجاوزات لا يقومون بأى موقف تجاهها، مؤكدًا أنه شاهد على واقعة حدثت فى هذا الموسم عندما شاهد أحد المفتشين فتاة لا يزيد عمرها على 12 عامًا دخلت أمامه لمشاهدة فيلم مكتوب عليه +18 ولم يعترض. الغريب فى الأمر أن الأيادى المرتعشة للرقابة لم تتوقف على السينما فقط، وامتدت أيضًا لتشمل الدراما التليفزيونية، فرغم قرار جابر عصفور أيضًا بتعهد شركات الإنتاج بعدم عرض أية أعمال درامية إلا بعد الحصول على ترخيص نهائى من الرقابة وإلا يتوقف عرض المسلسل، أصبح هذا القرار هو الآخر مجرد حبر على ورق، فرغم التعهد الذى قطعه المنتجون إلا أنهم قاموا بعرض أعمالهم الدرامية دون الرجوع للرقابة، وذلك رغم المجهود الذى يبذله الرقباء فى قراءة السيناريوهات، إلا أن الشركات لا تقوم بعرض أعمالها النهائية على الرقابة، ليكتشف الرقباء أن مجهودهم ضاع هباء، والرقيب يخرج دائمًا ليؤكد أنه لا سلطة له على الفضائيات التى تتبع مباشرة وزارة الاستثمار، ورغم تصريحه هذا إلا أنه قرر مقاضاة الشركة المنتجة لمسلسل «سراى عابدين» بعد أن قام المسئولون على العمل بعرض السيناريو على الرقابة، التى عرضته على لجنة تاريخية من وزارة الثقافة، قامت بوضع ملاحظات عليه طالبت الشركة بتعديلها، لكن جاء ردهم على الرقابة أننا قمنا بالتصوير ولا نستطيع أن نعدل شيئًا، خاصة أن الجزء الثانى امتداد للجزء الأول، وطلبت الرقابة منهم الشرائط المصورة وشكلت لجنة من رقباء مع لجنة الثقافة، وتمت مشاهدة كل الحلقات «12 حلقة»، وجاء ردهم برفض الترخيص من جانب السيناريو والمشاهدة. كذلك تم عرض مجموعة من المسلسلات خلال الفترة الحالية دون الحصول على الترخيص النهائى، ولم تستطع الرقابة أن توقف عرضها، ومنها مسلسل «من الجانى» الذى لم يعرض منه على الرقابة سوى ثلاث حلقات فقط، كذلك مسلسل «سلسال الدم» الذى حصل على موافقة السيناريو، لكنه أيضًا لم تتم مشاهدة أى من حلقاته وعرض دون ترخيص نهائى، الأمر نفسه لمسلسل «شطرنج» الذى يعرض حاليًا على قناة «الحياة» دون الحصول على تصريح نهائى بالعرض.