كتب: محمد زكريا ستظلّ الرقابة، مثارا للجدل فى عالم الفن، حيث إنها متهمة طوال الوقت بالتعنت وعدم الموضوعية، وسط مطالبات بإلغائها، وقد جددت التصريحات المنسوبة إلى رئيس الرقابة على المصنفات الفنية، الدكتور عبد الستار فتحى، بخصوص إلغائها وتطبيق التصنيف العمرى على الأفلام، فتح الملف من جديد. من جهته، نفى رئيس الرقابة التصريحات المنسوبة إليه، مؤكدا أن ما نُسب إليه مغلوط بنسبة مئة فى المئة، موضحا أنه حلّ ضيفا على برنامج "مصر فى يوم" مع الإعلامية منى سالمان، وتحدَّث عن هذه النقطة، وتم نشر كلام غير صحيح بالنسبة إلى السماح بعرض المشاهد الجنسية فى الأفلام وإلغاء الرقابة. فتحى قال، فى تصريحاته ل"التحرير": "إزاى أقول إن الرقابة ستتيح عرض أفلام "البورنو"، ومش عارف كيف خرج هذا الكلام"، متابعا بالذمة ده كلام عاقل"، مشيرا إلى أنهم يفكّرون فى تطبيق التصنيف العمرى مثل كل دول العالم، وحتى تكون كل مرحلة عمرية لها نوعية الأفلام المناسبة لها. لافتا إلى أن هذا النظام مطبَّق فى العالم كله، لكن فى نفس الوقت لدينا قيم اجتماعية وأطر لا نستطيع الاختلاف عليها. رئيس الرقابة أوضح قائلا: "نرفض أى فيلم يدعو إلى الإلحاد، ونفس الأمر بالدعوة الصريحة إلى الجنس والفجور، وأى فيلم يُسىء إلى علاقتنا بدولة أخرى، وكذلك الأفلام التى تدعو إلى العنف والفتنة الطائفية، فكل ذلك مرفوض تماما". موضحا أنهم يحاولون التطوير مثل باقى دول العالم، قائلا: "ننتظر أن يأتى وزير متحمس ونتحمس معه لتطبيق التصنيف العمرى"، موضحا أن التصنيف العمرى ليس له علاقة بإتاحة العرى. من جانبه، أيَّد المخرج محمد ياسين قرار التصنيف العمرى للأفلام، لأن ذلك سيكون من شأنه تقليل حدة الخلاف والأزمات بين المبدعين والرقابة على المصنفات الفنية، مضيفا أن هناك اختلافات كثيرة حول منع بعض المَشاهد أو حذفها، ومن الأفضل أن يتيح للمبدع تقديم عمله وعرضه لكل فئة يناسبها موضوع الفيلم. مشيرا إلى أن تطبيق التصنيف العمرى يحتاج إلى عديد من الآليات لتنفيذه فى مصر، رغم أن كل الدول الأوروبية تطبِّقه على أفلامها. المخرج هانى فوزى، الذى دائما ما تشكِّل أفلامه أزمة مع الرقابة وآخرها فيلم أسرار عائلية ، قال إنه مع إلغاء الرقابة على المصنفات الفنية نهائيا، وكل مبدع يقوم بمناقشة الموضوع الذى يريده دون أى أزمات. لافتا إلى أنه فى نفس الوقت مع تطبيق التصنيف العمرى على الأفلام حتى يتيح لكل الفئات مشاهدة ما يناسبها. فوزى أشار إلى أنه من الممكن أن تكون مؤسسة الرقابة نفسها هى المسؤولة عن تحديد التصنيفات العمرية للأفلام، أو يتم تشكيل لجنة من علماء علم النفس لتحديد السن المناسبة لمشاهدة كل فيلم. متسائلا فى نفس الوقت: "كيف سيتم تقديم السيناريو للحصول على ترخيص التصوير؟ وهل سيتم تقديمه إلى الرقابة أم ماذا سيحدث؟". المخرج أمير رمسيس كان له تعليق على ذلك، قائلا إن هناك مطالبات كثيرة بإلغاء الرقابة، وإذا تحقق ذلك سيكون نقلة كبيرة للسينما والإبداع فى مصر، لافتا إلى أنه من الممكن أن تتم مناقشة مسألة الأفلام التى تدعو إلى الإلحاد أو الفجور لاحقا، مشيرًا إلى أن إلغاء الرقابة سيؤدى إلى قلة عدد المشاريع التى تتم عرقلتها من قبل الرقابة، فبدلا من عرقلة 5 أو 6 مشاريع فى العام، يتوقف الأمر عند مشروع واحد فقط، وهو ما سيؤدى إلى زيادة إنتاج أفلام جديدة.