في دراسة أمريكية تعتبر هي الأخطر عن علاقة جماعة الإخوان المسلمين في مصر بالولاياتالمتحدة خصوصا في عهد الرئيس الأمريكي الحالي باراك أوباما والذي يرتبط بعلاقات وطيدة مع قيادات الجماعة.. الدراسة التي أعدها مركز "راند للأبحاث الأمنية" أحد أشهر المراكز البحثية ببلاد العم سام نادت إلي ضرورة تركيز المسئولين الأمريكيين علي شريحة الشباب داخل جماعة الإخوان المسلمين باعتبارها القوة السياسية الرئيسة في مصر، وذلك لضمان استمرار علاقات الولاياتالمتحدة مع جماعة البنا والتي بدأت منذ عقود طويلة كان يعتبر فيه النظام المصري جماعة الإخوان "محظورة".. علي عكس بلاد العام سام التي كانت تري أهمية دورهم في المشهد السياسي المصري مما يجعلها أحد العناصر التي تحقق المصالح الأمريكية.. الدراسة كشفت أيضا عن وجود اتصالات حثيثة بين إدارة أوباما وشباب الإخوان بجميع فصائلهم عن طريق السفارة الأمريكيةبالقاهرة باعتبار أن هؤلاء الشباب سيتولون مراكز حساسة داخل الجماعة بصفة خاصة أو في المشهد السياسي بصفة عامة بعدما استطاعت الإخوان التوصل إلي أعلي منصب قيادي في الدولة بعد فوز مرشحها الدكتور محمد مرسي بمنصب الرئاسة في الانتخابات التي أجريت مؤخرا فضلا عن سيطرتها علي الحياة البرلمانية والشارع السياسي بصفة عامة. وكشفت الدراسة أيضا أن الإخوان تستروا خلف مقاعدهم البرلمانية لإضفاء صفة اللقاءات الشعبية علي لقاءاتهم مع المسئولين الأمريكيين، في الوقت الذي كانوا يروجون فيه أنهم يعارضون سياسة الولاياتالمتحدة لكسب المزيد من التأييد الشعبي. وتري الدراسة أن شباب الإخوان المسلمين أصبحوا قوة ضغط داخل الجماعة بعد ثورة 25 يناير، حيث أصبحوا لاعبين رئيسيين في تنظيم ودعم المظاهرات، الأمر الذي يجعلهم يشكلون خطرا محتملا علي وحدة الجماعة وتماسكها، فشباب الإخوان أكثر ثورية من قياداتهم، لكن في الوقت نفسه الشباب لا يؤثرون كثيرا في صنع القرار داخل الجماعة، كما أن الشريحة الأكثر جرأة منهم علي انتقاد القادة بشكل معلن ضيقة جدا وبالتالي نتج عن الخلافات بعض الانشقاقات بينما رقعة كبيرة منهم لاتزال ملتزمة بمبدأ السمع والطاعة. وأشارت الدراسة إلي أن الاهتمام بشريحة الشباب داخل جماعة الإخوان المسلمين جاء بعد أن انشق عدد منهم عن الجماعة ليصبحوا من أهم المدونين والمنتقدين لسلوك الإخوان سواء في وسائل الإعلام أو عبر صفحاتهم علي مواقع التواصل الاجتماعي حيث كان انتقادهم للجماعة أكثر مصداقية وواقعية من غيرهم. وأوضحت الدراسة أن الخلافات زادت بعد أن قررت الجماعة تأسيس حزب الحرية والعدالة، وانشق عدد من الشباب وبقي عدد آخر منهم غاضبا رافضا الانشقاق أملا منهم في قدرتهم علي الإصلاح داخل الجماعة دون الحاجة للانفصال عنها. ولفتت الدراسة إلي أن الولاياتالمتحدة تريد معرفة المزيد عن هؤلاء الشباب ليس فقط لتوطيد العلاقات معهم، ولكن لأنهم سوف يصبحون في يوم من الأيام قادة في الجماعة الأكثر قوة داخل دولة ذات أهمية استراتيجية ومحورية بالنسبة لبلاد العم سام. ولفتت الدراسة إلي أن إعداد الشباب داخل جماعة الإخوان المسلمين يبدأ في مرحلة عمرية مبكرة، حيث ينضمون إلي ما يعرف بفرق الأشبال والزهرات وعندما يدخلون إلي المرحلة الثانوية يصبحون مؤهلين ليكونوا كاملي العضوية بها. ووفقا للدراسة فإن أكثر اللحظات التي استطاع شباب الإخوان أن يؤثروا فيها علي قياداتهم عندما دفعوهم للموافقة علي مشاركتهم في ثورة يناير ولكن بحسب الدراسة اشترط القيادات علي الشباب أن يشاركوا في الثورة كأفراد وليس باسم الجماعة خوفا من التعرض لحملة اعتقالات موسعة فضلا عن ضرورة انسحابهم قبل موعد حظر التجول وقد امتثل الشباب للشرط الأول ولكنهم تجاهلوا الشرط الثاني وبمرور الوقت وبعد ثلاثة أيام أخذوا علي عاتقهم مهمة حماية الميدان لتعلن الجماعة احتضانها الكامل للثورة. وأضافت الدراسة أن شباب الإخوان ظهر دورهم خلال ال 18 يوما الأولي من أحداث الثورة والتي أطاحت بالرئيس السابق حسني مبارك، حيث أثبتوا قدرتهم علي الحشد فضلا عن قدرتهم التنظيمية التي أدت إلي هزيمة البلطجية في "موقعة الجمل" بجانب مساعدة المصابين وأسهموا في توفير بعض الاحتياجات التي سهلت من تواجد الثوار في الميدان. وأوضحت الدراسة أن شباب الإخوان هم أكثر تقدمية من الأجيال التي تسبقهم داخل الجماعة وإن وجدوا دعماً من بعض القيادات التي تكبرهم من الناحية العمرية مثل عبد المنعم أبوالفتوح الذي يبلغ حوالي 60 عاما حيث حاول أبوالفتوح إضفاء جو من الديمقراطية داخل جماعة الإخوان المسلمين. وتابعت الدراسة: علي الرغم من الدور الفعال لشباب الإخوان إلا أنهم مهمشون داخل الجماعة والحزب علي حد سواء فيما يتعلق بتحديد السياسات حيث يقتصر دورهم في قيادة الجماعة في أمناء حركة الشباب حيث ينقلون إلي القيادات بشكل مباشر تقارير حول إعداد الشباب للعمل في السياسة وتثقيفهم وإقامة بطولات كرة القدم لهم والاتصال بهم كما يعملون علي تعزيز الروابط والعلاقات بين الشباب. وتطرقت الدراسة إلي أهم شباب الإخوان المنشقين عن الجماعة ومنهم أبوالعلا ماضي رئيس حزب الوسط، والذي يؤمن بضرورة الفصل بين العمل السياسي والدعوي للجماعة وهذه النقطة تحديدا هي الخلاف الرئيسي بينه وبين الجماعة ورغم انشقاقه إلا أنه لايزال يؤمن بفكر حسن البنا. وتوضح الدراسة أن كل الأحزاب المنشقة عن الجماعة مثل الوسط والنهضة والريادة وغيرها لا تحمل فقط فكرا إصلاحيا ولكنها تحمل أفكارا تقدمية مثل ممارسة المرأة والأقليات للسياسة الأمر الذي يجعلها مرشحة لتكون أكثر انفتاحا مع الولاياتالمتحدة. وأشارت الدراسة إلي أنه مع وجود مثل هذه الأفكار التقدمية لشباب الجماعة وحاجتها للانخراط أكثر في المجتمع لدعمها سياسيا اضطرت الجماعة للاعتراف بالأقباط بل وصل الأمر إلي أن من الأقباط من أصبح عضوا بالجماعة. وأشارت الدراسة إلي أن الفجوة بين شباب الجماعة وقياداتها اتضحت خلال المؤتمر الطلابي السنوي للجماعة تحت عنوان (جيل يبني أمة تنهض) عام 2011، حيث سأل أحد الطلاب عن موقف الجماعة من أبوالفتوح وجاء الرد حاسما بأن كل من سيدعم أبوالفتوح من داخل الجماعة سوف يعد مفصولا عنها بسبب تخليه عن مبدأ السمع والطاعة الذي تربي عليه داخل الإخوان. وأضافت الدراسة أن الفجوة اتسعت بين شباب الجماعة وقياداتها بعد تراجع الأولي عن موقفها فيما يتعلق بعدولها عن عدم المنافسة علي الموقع الرئاسي والدفع بمرشح استطاع الوصول إلي سدة الحكم في مصر حيث اعتبر الشباب أن هذا الأمر يخل بمصداقية الجماعة وإن رفض خوض الانتخابات الرئاسية في باديء الأمر كان من قبيل النفاق الظاهر للإخوان حتي يتم فصل أبوالفتوح. ووفقا للدراسة هناك محاولات داخل الجماعة لاسترضاء الشباب قبل أن تتسع الفجوة أكثر ومن بين هذه المحاولات تعيين رفيق حبيب القبطي نائبا للحزب ومحاولة إشراك المرأة كعضو بمكتب الإرشاد وأيضا تخفيض سن الانضمام لمكتب الإرشاد لكن لم يتم التصديق علي كل هذه المقترحات بشكل كامل. وأضافت الدراسة: بالتوازي مع هذه الخطوات الإصلاحية تحاول القيادات خلق حالة من الحوار بينها وبين الشباب وهذا يفسر التركيز علي الشباب في الفترة الأخيرة من خلال المؤتمر الطلابي السنوي ومحاولة المرشد العام محمد بديع التحدث مع أكبر عدد من شباب الجماعة خلال تجوله بالمحافظات. وتساءلت الدراسة عن كيفية إنشاء علاقة بين جماعة الإخوان المسلمين التي سيطرت علي السلطة في مصر والولاياتالمتحدة علي الرغم من وجود حذر بين الجانبين؟ وأشارت الدراسة إلي أن العلاقة بين الإخوان وأمريكا ستصبح "قاعدة" خصوصا بعد ان دعا مسئول أمريكي رفيع المستوي إلي ثورة في السياسة الخارجية الأمريكية بعد سقوط نظام مبارك والواقع يقول إن وتيرة انخراط الولاياتالمتحدةالأمريكية مع جماعة الإخوان المسلمين قد تزايدت بقوة والدليل أن هيلاري كلينتون وزيرة الخارجية الأمريكية أكدت في يوليو 2012 أن العلاقات بين واشنطن والجماعة نوع من الاعتراف بالواقع. فيما أشار مسئول أمريكي آخر إلي أنه من الغريب أن تكون اللقاءات مع الجماعة جزءاً من الدبلوماسية الأمريكية العادية، حيث إن واقع وجود محمد مرسي كرئيس يلزم واشنطن بالتعامل مع الجماعة مباشرة. ولكن السؤال الذي يطرح نفسه بحسب الدراسة كيف يمكن لصناع القرار أن يكونوا علي قدر كبير من الفعالية لإشراك هذا اللاعب الجديد (الإخوان المسلمون)؟ من أجل التواصل في مجالات الاهتمام الحاسمة للسياسة الأمريكية ومن أجل فهم أكبر للنظام الجديد. وقد اقترحت الدراسة أن يكون هناك اتساع أكبر للجهود الأمريكية في مجال التواصل مع الجماعة ليشمل أكبر عدد من اللقاءات مع القيادات الأمريكية. وقالت الدراسة: وفقا للبيانات فإن توطيد العلاقات مع شباب الإخوان الذين يمثلون حوالي ثلث أعضاء الجماعة سيكون أكثر إفادة للسياسة الأمريكية في المستقبل رغم أنهم لا يمثلون بشكل جيد داخل القيادة الحالية للجماعة إلا أنهم يلعبون دورا سياسيا متزايد الأهمية في القاعدة السياسية ويعد اكتشاف الشباب في هذا الشأن أمرا جديدا يتعلق باكتشاف الطرق المستقبلية للتواصل مع الجماعة في العهد الجديد. ولفتت الدراسة إلي أن العلاقات بين أمريكا والجماعة بدأت منذ عصر مبارك وكانت جيدة قبل الثورة ولكن كان الحوار بينهما مقيدا في ظل النظام السابق فقد كان مبارك يخشي أن تقوي العلاقات بين أعضاء الجماعة المحظورة والولاياتالمتحدة الأمر الذي أدي إلي توقف الحوار بينهما بأمر من الحكومة في نهاية التسعينات من القرن الماضي وكان مسئولون أمريكيون أيضا قد أبدوا قلقهم من نوايا الجماعة حيث كانوا يعتقدون أن خطابهم الموجه للغرب ما هو إلا رسائل تطمينية كما أنهم كانوا يتطلعون إلي مساعدة النظام السابق في عملية السلام بالشرق الأوسط. ونقلت الدراسة تصريحاً لمسئول سابق بالخارجية الأمريكية وهو أرون ميلر حيث قال" إن صناع القرار في الولاياتالمتحدة كانوا مترددين في معاداة نظام مبارك عن طريق التحدث مع الإخوان المسلمين علي الرغم من أنهم كانوا يرغبون في ذلك ولكن أتيحت الفرصة لإعادة الحوار بين الجماعة وأمريكا مرة أخري عن طريق أعضاء مجلس الشعب من الإخوان والذين كانوا يحتلون 88 مقعدا ببرلمان 2005، حيث كان هذا الانتصار للجماعة بمثابة وسيلة شرعية لإعادة الحوار عن طريق السفارة الأمريكيةبالقاهرة. وتابعت الدراسة: حتي إن هذه اللقاءات استمرت أيضا في عهد الرئيس الأمريكي السابق جورج بوش ووصل عددها إلي 6 لقاءات وفي عام 2007 تم إجراء لقاءين بشكل علني حيث اجتمع الدكتور محمد سعد الكتاتني في لقاءين منفصلين مع عضوين بالكونجرس الأمريكي هما ستيني هوير و ديفي برايس وقد تم وصف هذه اللقاءات بالتفاعلات البرلمانية بدلا من أن تسمي بمسماها الحقيقي كلقاءات بين أعضاء الجماعة والولاياتالمتحدة وكانت هذه اللقاءات وفقا للدراسة مفيدة جدا حيث أتاحت فرصة لأعضاء الجماعة بلقاء الأمريكيين دون الحاجة للحصول علي إذن من الخارجية المصرية فوفقا للكتاتني كانت تتم هذه اللقاءات في إطار دور أعضاء الجماعة كبرلمانيين ومندوبين عن مجلس الشعب المصري وليس عن الجماعة. وأشارت الدراسة إلي أن الجماعة وصفت التواصل مع الولاياتالمتحدة بأنه نوع من الدبلوماسية الشعبية وهو أمر يختلف عن الدبلوماسية السياسية التي تقوم بها الخارجية المصرية. ولفتت الدراسة إلي وجود أدلة من داخل السفارة الأمريكيةبالقاهرة علي أن هذه اللقاءات تمت في عهد مبارك إلي جانب بعض الأدلة الواضحة ومن بينها دعوة أعضاء الجماعة لحضور الخطاب الذي ألقاه أوباما في جامعة القاهرة وعلي الرغم من معارضة الجماعة لسياسة الولاياتالمتحدة في الشرق الأوسط لاسيما فيما يتعلق بفلسطين والعراق إلا أنهم كانوا يوضحون للمسئولين الأمريكيين أن هذه القضايا مطروحة دائما للحوار. وأكدت الدراسة أن تعامل الجماعة مع أمريكا خلال عهد مبارك أكسبها الشرعية الدولية وبالنسبة للولايات المتحدة فقد استفادت ببعض المزايا الاستراتيجية حيث كانت هذه الاتصالات نوعاً من الحيطة والمراهنة علي الجماعة علي الرغم من قبضة مبارك القوية علي السلطة بالإضافة إلي ذلك كان هناك مصلحة أمريكية للضغط علي مصر من أجل تنفيذ أجندتها للحرية لتعزيز الإصلاحات والانفتاح الإقليمي السياسي الأمر الذي كان يتطلب تعبئة شعبية للمعارضة الداخلية وهو الأمر الذي ساهمت فيه الجماعة. وأشارت الدراسة: بالإضافة إلي ذلك يمثل موقف الإخوان المعتدل خطا مواجها لفكر الحركات الراديكالية، وهو الأمر الذي استغلته إدارة أوباما من خلال توطيد علاقتها مع الإسلاميين قبل ثورة 25 يناير وبعد الثورة استطاعت الجماعة إحراز نجاحات كبيرة بعد حصولها علي الأغلبية في البرلمان الأمر الذي دفع الولاياتالمتحدة للإعلان صراحة بأنها تتعاون معها باعتبارها الجماعة التي اختارها الشعب المصري ولكن شباب الثورة تولد عندهم شعور بأن هناك تحالفاً من قبل بلاد العم سام والجماعة عن طريق صفقة ما لفرض السيطرة علي مصر الأمر الذي جعل العلاقات بعد الثورة تتم في حذر شديد. وأوضحت الدراسة أن ظهور أعضاء الجماعة مع المسئولين الأمريكيين بعد الثورة كان يمثل لهم نوعا من إضفاء الشرعية الدولية علي وصولهم للحكم في مصر وهو الأمر الذي احتفوا به وكان الرد مجانياً من قبل الجماعة حيث تدخلوا لإنهاء أزمة منظمات المجتمع المدني وقد توجه الأمريكيون بالشكر للجماعة الأمر الذي يثبت تورطهم في الأمر. وأوضحت الدراسة أن هذا الحدث كان درسا قويا للجماعة التي علمت بأن عليها الحذر في تعاملها مع الولاياتالمتحدة وبعض الخبراء كانوا يرون لقاءات المسئولين الأمريكيين بأعضاء الجماعة اعترافاً أمريكياً واضحاً بأن الجماعة هي القوة الرئيسية في مصر حيث وصفت اللقاءات من الجانب الأمريكي بالاستثنائية كما أن زيارة وفد من قادة الإخوان لواشنطن في ابريل 2012 جعلت العديد من المراكز البحثية الأمريكية تقول بأن الجماعة ستقوم بفتح مكتب لها في واشنطن. ووفقا للدراسة فقد تم إثارة موضوع العلاقات بين الولاياتالمتحدة والجماعة في العديد من المؤتمرات الأمريكية، ووصف بعض المسئولين الأمريكيين هذه العلاقة بالخطيرة. وأشارت الدراسة : علي الرغم من وجود بعض المنعطفات خلال علاقة الولاياتالمتحدة مع الإخوان وكان من أبرزها موقف الجماعة من الفيلم المسيء للرسول حيث وصل الأمر لتوبيخ أعضاء الجماعة للولايات المتحدة لكن الأمر لم يرتق إلي محاولتها قطع العلاقات مع واشنطن، وقد أكد محللون أمريكيون أن الإخوان عليهم التعامل مع الولاياتالمتحدة وأن شروط العلاقات مع مصر بشكل عام لن تتغير بمجرد انتقال الجماعة للسلطة فالولاياتالمتحدة تريد من مصر حماية حقوق المرأة والأقليات وإعلاء العملية الديمقراطية والحفاظ علي معاهدة السلام وفي المقابل تؤمن واشنطن استمرار المساعدات الأمريكية ودعم مصر في الإقراض الدولي وتحقيق الاعتراف بحزب الحرية والعدالة كممثل شرعي لمصر لتجنب ذلك النوع من العزلة المفروضة علي حماس من قبل المجتمع الدولي بعد فوزها بالانتخابات عام 2006. ولفتت الدراسة إلي أن علاقة الجماعة بحماس ستكون هي نقطة الاحتكاك المحتملة بينها وبين الولاياتالمتحدة فمنذ أن فقدت حماس مكتب قيادتها بدمشق بسبب أحداث الثورة السورية تسعي الحركة لنقل مكتبها للقاهرة وهو الأمر الذي سيشكل معضلة كبيرة لواشنطن كما يري بعض المحللين أن الزيارات المستمرة لقيادات حماس للقاهرة تعني بشكل أو بآخر نقل قيادتهم للقاهرة لكن هذا الأمر قد لا يؤدي إلي قطع العلاقات ولكن ما قد يؤدي إلي ذلك هو اندلاع الحرب بين حماس وإسرائيل الأمر الذي يدفع الجماعة لاتخاذ موقف معاد ضد إسرائيل يستلزم التدخل الأمريكي كما أن الدعم الفعلي لحماس من قبل الإخوان سوف يكون خطاً أحمر بالنسبة للولايات المتحدة ومع ذلك فهناك بعض النصائح من قبل المحللين السياسيين الأمريكيين بأن تحاول أمريكا تجنب الظروف التي تعيق استمرارعلاقاتها مع الإخوان ولكن القاعدة العامة لهذه العلاقة وفقا للدراسة انه طالما التزمت الجماعة باللاعنف وسمحت للولايات المتحدة بالانخراط في بعض الأمور فإن العلاقات سوف تستمر وتمتد علي مدار الزمن. وقد قدمت الدراسة بعض التوصيات التي يجب أن تتبعها الولاياتالمتحدة مع الجماعة في المستقبل أهمها أن بعض شباب الإخوان اللامعين قد انشقوا عن الجماعة ولكن هؤلاء لا يمثلون إلا نسبة بسيطة من شباب الجماعة بالإضافة إلي ذلك فهؤلاء المنشقون عبارة عن مجموعات مهمشة في المشهد السياسي الجديد، كما أنهم فشلوا في تأمين ولو مقعد واحد في البرلمان المصري الذي تم انتخابه بعد الثورة لكن لابد من الأخذ في الاعتبار أن لهم أفكاراً تتوافق مع ما يريده الغرب والولاياتالمتحدة ولذلك يجب التعامل معهم بالإضافة إلي توسيع نطاق التعامل مع الشباب الذين لا يزالون داخل الجماعة وحزب الحرية والعدالة وقد يكون هؤلاء الشباب مفيدين في إرسال رسائل معينة للقيادات كما أن توسيع العلاقات مع الشباب سيتيح فرصة المضي قدما لمواصلة العلاقات خارج نطاق القادة. وأوصت الدراسة بضرورة فهم الانشقاقات داخل الجماعة ومحاولة التقرب من الأطراف الفاعلة فيها والتواصل معها مع الحرص علي عدم تفضيل طرف علي الآخر. وأضافت الدراسة انه يجب عدم وجود سقف محدد لتوقع ردود الأفعال الإخوانية لاسيما فيما يتعلق بالأمور الاجتماعية وليس فقط السياسية خاصة فيما يتعلق بإسرائيل. كما شددت الدراسة علي عدم تحديد مجموعة أو قيادة بعينها للتعامل معها من داخل الشباب حتي لا تتعرض للاتهام من قبل المجتمع المصري لاسيما أن المصريين سينظرون للولايات المتحدة في هذه الحالة علي أنها تريد اختيار النخبة المصرية الجديدة. وحذرت الدراسة من الاعتماد فقط علي العناصر الشابة المنشقة عن جماعة الإخوان المسلمين وهي عديمة التأثير في السياسة المصرية قد يأتي بنتائج عكسية بالنسبة لمصالح أمريكا. كما اقترحت الدراسة أن تتركز العلاقات علي العناصر البرلمانية حتي لا يتم تسييس الجهود لتوطيد العلاقات من قبل الشارع المصري خصوصا أن العلاقات في هذه الحالة ستكون أكثر انتظاما وتطبيعا كما أن هذه العلاقات لن تكون هدفا في هذه الحالة للهجمات السياسية في الولاياتالمتحدة بل سينظر لها الجميع علي أنها المسار الطبيعي للدبلوماسية. كما شددت الدراسة علي ضرورة توسيع العلاقات علي النطاق الشعبي عن طريق عمل لقاءات بين القيادات الشابة واتحادات الطلاب بالخارج وأغلبهم من الإخوان المسلمين وقد سعت الولاياتالمتحدة لهذا الأمر منذ صيف 2011 وفقا للدراسة لكن الاتصالات بهذا الأسلوب لاتزال محدودة. وأكدت الدراسة علي ضرورة إيجاد طرق جديدة للمشاركة في تطوير أداء زعماء الحرية والعدالة عن طريق عقد لقاءات واجتماعات مستمرة لاسيما مع رئيس لجنة الدفاع والأمن الوطني علي أن تتطور أيضا العلاقة مع القيادات الشابة المقيمة خارج القاهرة والمدن الرئيسية والإسكندرية. وقد أشارت الدراسة إلي تصريح أحد المحللين السياسيين الأمريكيين والذي قال بإنه يجب البحث علي القيادات الصاعدة داخل جماعة الإخوان المسلمين لإقناعهم بالتعاون مع الغرب الأمر الذي يعني أن الفئة المستهدفة بالنسبة للولايات المتحدة تشمل القيادات الطلابية والشبابية داخل الجماعة. وأوضحت الدراسة أن الطريق الأقل مقاومة لهذا الهدف هو التعامل مع الشباب من خلال لجنة الشئون الخارجية بالجماعة وهي اللجنة المسئولة عن تنظيم العلاقات مع الغرب وتشمل العديد من الشباب الذين درسوا في الجامعات الأجنبية أو مدارس اللغات. ووفقا للدراسة فإنه تم بالفعل اختيار عدد من الشباب للتواصل معهم في السفارة الأمريكيةبالقاهرة وقد كانت هناك ملاحظة بأن المسئول عن الاختيار كان يفضل الأشخاص المقربين لخيرت الشاطر النائب الأول للجماعة. وأشارت الدراسة إلي أن من يجيدون اللغة الإنجليزية داخل الجماعة يكونون أكثر ألفة مع الثقافة الغربية ولكنهم لا يمثلون قاعدة عريضة داخل الجماعة. مشيرة إلي أن الولاياتالمتحدة بحاجة إلي أن يكون من يمثلها في هذه المهام ناطقين جيدين للغة العربية حتي يمكنهم التواصل مع الشباب الذين لا يجيدون اللغة الإنجليزية وهو أمر تفتقر إليه الولاياتالمتحدة حاليا. وأضافت الدراسة أن القادة المصريين لن يعارضوا مثل هذه البرامج الأمريكية بل قد يعتبرونها أمرا إيجابيا خاصة أن هذه البرامج سوف تبدو وكأنها بدون سياسة واضحة وتقدم الشباب المصريين ليس فقط للدراسة في الولاياتالمتحدة ولكن أيضا لإكسابهم خبرة مع المنظمات غير الحكومية ذات الصلة بشأن قضايا التنمية والاقتصاد خصوصا أن المزيد من هذه التبادلات التدريبية سوف يكون له تأثير علي العلاقات المصرية الأمريكية وسوف يلقي بظلاله علي الاجتماعات الرسمية بين كبار المسئولين.