اتفق عدد من قيادات الأحزاب السياسية على ضرورة إتباع سياسة الشدة والحزم فى التعامل مع الفاسدين داخل مؤسسات الدولة وطالبوا الرئيس عبدالفتاح السيسى بإنهاء الأزمة الاقتصادية وتوفير السلع الأساسية للفقراء والتخلص من بعض الفاسدين من الوزراء ورجال الأعمال. وأكدوا أن الرئيس قادر على إفشال مخططات إسقاط الدولة من خلال الاستمرار في سياساته التنموية وإنعاش الموارد الاقتصادية وإنهاء أزمة الزيت والسكر والأرز وتوفير الاحتياجات الأساسية للشعب المصرى والقضاء على الاحتكار . وقال المهندس ياسر قورة مساعد رئيس حزب الوفد إن منهج الإسلاميين فى وضع مخططات لإسقاط الدولة قد تغير حيث كانوا يعتمدون فى السابق على التعامل بشكل سياسي لكنهم الآن اتجهوا إلى الجانب الاقتصادى خاصة وأن هناك تقصير كبير من جانب الحكومة الحالية وهى لا تستطيع أن تنجز بعض القرارات الاقتصادية الهامة . وتابع قورة: لكى نقضى على تلك المخططات يجب على الرئيس والحكومة أن يسارعا باجراء تعديلات على الملف الاقتصادى بشكل عام والمجموعة الاقتصادية على وجه الخصوص وذلك للقضاء على موجة الغلاء المتصاعدة فى الدولة لأنها تمثل خطراً شديداً على المستوى الشعبى وربما يتمكن الإسلاميون من استقطاب الفقراء فى هذه الحالة لذلك نحتاج إلى وضع رؤية اقتصادية سريعة وعاجلة لامتصاص حالة الغضب الموجودة لدى الناس. وأكد "قورة" أن محاربة الفساد تحتاج لفكر حازم وحاسم وهنا بالتحديد يجب على الرئيس أن يخرج شخصيته العسكرية للتعامل مع الكثير من وقائع الفساد مثل الاحتكار والمتاجرة فى قوت الشعب لكن عليه أن يدرك أيضاً أن هذا لا يحدث من التجار وحدهم وإنما هناك أشخاص من داخل الوزارات المعنية بذلك يساعدونهم وهذا هو المعنى الحقيقي للفساد. وقال أحمد بهاء الدين شعبان رئيس الحزب المصرى الإشتراكى إن مواجهة المخططات التى تهدف لإسقاط الدولة يتطلب إجراءات فورية أهمها سعى النظام الحاكم لزيادة ارتباط حكمه بالشعب ولو تحقق هذا فلن تنجح أى مؤامرة فى ضرب أركان الدولة. وأضاف: فى الفترة الأخيرة تعرضت هذه العلاقة للتراجع بسبب شعور قطاعات واسعة من المصريين بأن مطالبها واحتياجاتها الأساسية مهملة وأنها بأسعار مرتفعة فى حين تنخفض قدراتهم المالية يوماً بعد آخر عن توفير الحد الأدنى للمعيشة. وأشار إلى أنه لابد وأن تعيد الحكومة والرئيس الثقة إلى الشعب من خلال إجراءات عملية وسريعة وقرارات حاسمة يتم تنفيذها بشكل جدى. وأشار "شعبان" إلى أن محاربة الفساد ليست فى حاجة لأن يكون الرئيس ذو خلفية عسكرية فهناك رؤساء مدنيون فى بلاد مثل سنغافورة والفلبين تمكنوا من القضاء على الفساد وعبروا ببلادهم إلى بر الأمان من خلال إجراءات وقوانين صارمة . وأكد أن هناك جهداً كبيراً يجب أن يبذل على المستوى الثقافى والفكرى والخطاب الدينى للقضاء على الفساد لكن للأسف من يقوم بهذا الدور فى أى المجتمعات هو الكيانات المنظمة مثل الأحزاب وهى مستبعدة من العمل فى الحياة السياسية فى بلادنا . وقال محمد الضبع المتحدث باسم حزب مستقبل وطن إنه لابد وأن تبذل الحكومة جهداً على المستويين الخارجي والداخلي للقضاء على تلك المخططات وألا يترك الأمر برمته على الرئيس كما أن الرئيس ليس بحاجة لإظهار شخصيته العسكرية فى مواجهة ذلك ويكفى إظهار شخصيته كرئيس لأنها تجب أى شخصية أخرى. وأكمل.. القضاء على الفساد لن يكون إلا بتغيير الثقافة العامة فنحن للأسف نتعامل مع الفساد على اعتبار أنه ثقافة شعبية داخلية كما أننا لا يجب أن نبرز أن الرئيس لابد وأن يكون عسكرياً ليقضى على الفساد لكن علينا أن نعول فى ذلك على الحكومة التى يجب أن تتخذ قرارات قوية لحل الأزمة. وطالب عماد المهدى القيادى بحزب النور الرئيس عبدالفتاح السيسى باتخاذ قرارات حاسمة فى التعامل مع الأزمات المفتعلة التى تمر بها الدولة المصرية وإتباع سياسات حازمة لمواجهة الفاسدين والمحتكرين. وأكد أن الرئيس قادر على إفشال مخططات بعض القوى والأشخاص لإسقاط الدولة المصرية ويستطيع أن ينفذ حملة تطهيرية للفاسدين فى كافة مؤسسات الدولة وكذلك احتكار بعض التجار لعدد كبير من السلع منها الزيت والسكر والأرز . ووجه "الضبع" رسالة للرئيس السيسى قائلًا "يا ريس أنت مش ضعيف وقادر على السيطرة على الفساد داخل الوزارات وكفاية طبطبه على الفاسدين ". كما حذره من التهاون فى التعامل مع الفاسدين أو التمسك بحكومة فاشلة وأكد على ضرورة بتر كل يد فاسدة داخل المؤسسات أو الوزارات تساهم فى اشتعال الأزمات وتسعى إلى إسقاط الدولة وتحريض المواطن البسيط على الرئيس وإحداث فوضى داخلية . وخاطب الرئيس قائلًا: "أنت رمانة الميزان فى الدولة المصرية وعليك إنهاء أزمة الزيت والسكر والأرز لأن المواطن يحتاج أن يحس بالستر ".