ما أن تبدأ أيام الشهر الكريم، حتي تمتلئ الأحياء والقرى، بسرادق موائد الرحمن، ويرجع البعض نشأة فكرة موائد الرحمن إلى النبي صلى الله عليه وسلم، لأنه كان أول من أقام مأدبة طعام، لوفد الطائف عندما قدموا إلى المدينة، ليعلنوا إسلامهم ومبايعة الرسول صلى الله عليه وسلم، حيث كان يرسل إليهم إفطارهم وسحورهم مع بلال بن رباح، ومن بعده صار على هذا المنهج الخلفاء الراشدون، حيث كان عمر بن الخطاب أول من أقام دارًا لضيافة الصائمين. داخل مصر وذهب البعض إلي أن نشأتها داخل مصر تعود للأمير أحمد بن طولون مؤسس الدولة الطولونية، فهو أول من أقام مائدة الرحمن بمصر في أول أيام رمضان، اجتمع عليها كبار رجال الدولة من القادة والأعيان في السنة الرابعة لولايته، وأمر بأن تستمر هذه المائدة طوال الشهر الكريم. وخطب "ابن طولون" خطبته الشهيرة وقتها حيث قال "اجمعكم حول هذه الأسمطة لأعلمكم طريق البر بالناس، وأنا أعلم أنكم لستم في حاجة إلى ما أعده لكم من طعام وشراب، ولكنني وجدتكم قد أغفلتم ما أحببت أن تفهموه من واجب البر عليكم في رمضان، ولذلك فإنني آمركم أن تفتحوا بيوتكم وتمدوا موائدكم وتهيئوها بأحسن ما ترغبونه لأنفسكم فيتذوقها الفقير المحروم". رواية آخري والبعض أرجع نشأتها داخل مصر أيضا إلي الخليفة المعز لدين الله الفاطمي، حيث أقام مائدة في شهر رمضان يفطر عليها أهل جامع عمرو بن العاص، وكان يخرج من قصره 1100 قِدر بها جميع أصناف الطعام لتُوزَّع على الفقراء، وكانت تسمى هذه الموائد ب "دارالفطرة" وكانت تمتد بطول 175 مترًا وعرض 3 أمتار. وهناك رواية ثالثة، ترجح أن موائد الرحمن بدأت مع الفقيه المصرى الليث بن سعد، والذى كان يقيمها ليقدم فيها للصائمين أشهى الأطعمة، خاصة "الهريسة" حتى عُرِفَت باسم "هريسة الليث". موائد "الملك فاروق" وقبل ثورة الضباط الأحرار عام 52، كانت موائد الرحمن في وسط البلد حكرًا على الملك فاروق، الذي كان يقيم مأدبة هائلة في ساحة قصر عابدين يفتتحها بنفسه يوميًا مع أشهر قراء القرآن الكريم، ويستضيف فيها كبار المسؤولين بالقصر والوزراء ونجوم المجتمع من الباشاوات وأيضًا الفقراء وأبناء السبيل. بنك ناصر وفي عام 1967 أعاد بنك ناصر إحياء موائد الرحمن بإقامتها من أموال الزكاة بعد غيابها لسنوات، وكان أشهرها المائدة التي تقام بجوار الجامع الأزهر والتي يفطر عليها أربعة آلاف صائم يوميا. استمرار الفكرة واستمرت فكرة موائد الرحمن، في توزيع الكنافة والقطايف وتوفير الطعام للفقراء والمساكين، وتوزيع كميات من الكعك والتمر والبندق للمستحقين والفقراء، والطعام المجهز عليهم، والذي كان يشتمل على اللحم والأرز والعسل، وظل الأغنياء يتسابقون إليها كل عام، ويعدون لها العدة حتى تطورت ووصلت لوقتنا هذا. أشهر الموائد ومن أشهر الموائد الموجودة في مصر والتى يرجع تاريخها لأكثر من 25 عامًا تلك التي تقيمها أحد العائلات الشهيرة بوسط البلد، والتي يعمل القائمون عليها بتجارة التحف والأنتيكات بشارع هدى شعراوي، و المائدة التي تقام بمنطقة الكورنيش ببولاق أبو العلا بالقرب من وكالة البلح، وتستقطب العديد من الفقراء، ويساهم فيها عدد من الأقباط، كما اشتهر ميدان عابدين بإقامة مائدة ضخمة لأهالي المنطقة من الفقراء وغير القادرين، وايضا مائدة مسجد الفتح بميدان رمسيس ومائدة ميدان السيدة زينب، ومائدة شارع عبد العزيز، وايضا المائدة بميدان الدقي، ومائدة سور نادي الصيد بالدقي، ويحتشد حولها نحو 2000 صائم يوميًا. موائد المشاهير وتعتبر موائد المشاهير، علامة مميزة خلال شهر رمضان، ومنها مائدة نجمة الفوازير شيريهان، وهي من أوائل النجمات اللاتي حرصن على إقامة الموائد، فكانت أول مائدة لها فى عام 2001 بجوار عمارة ليبون الشهيرة بحى الزمالك، ومائدة فيفي عبده بشارع جامعة الدول العربية بمحافظة الجيزة، والفنانة دينا ايضا تحرص على إقامة مائدة رحمن، ومؤخرا شاركت الفنانة روبي وشيرين عبدالوهاب في عمل موائد الرحمن. إنتعاش الفراشة فيما كشف محمد فوزي رئيس شعبة تجار الفراشة بغرفة القاهرة التجارية أن هناك انتعاشا وصل إلي نسبة 60% في قطاع الفراشة بسبب موائد الإفطار التي تقام خلال شهر رمضان المبارك. جهود "الصحة" وأعلنت وزارة الصحة والسكان، تنفيذ خطة شاملة للرقابة على الأغذية خلال شهر رمضان الكريم، حرصا على صحة وسلامة المواطنين، وتكثيف الرقابة على الفنادق، والعائمات، والمطاعم، والأماكن التي تقدم وجبات الإفطار أو السحور بما فيها موائد الرحمن واتخاذ ما يلزم من إجراءات حرصا على صحة المواطنين.