تعد موائد الرحمن من أبرز مظاهر التكافل الاجتماعي، الذي تميز شهر رمضان عن باقي شهور السنة، ويرجع بعض المؤرخين البداية الحقيقية لموائد الرحمن إلى عهد هارون الرشيد، حيث كان يقيم موائد الإفطار في حدائق قصره، وكان يتجول متنكرًا بين الموائد، يسأل الصائمين رأيهم في جودة الطعام ومدي كفايته. وهناك رأي يقول إن تاريخ موائد الرحمن في مصر بدأت أيام الليث بن سعد الذي كان فقيهًا ولديه من المال الكثير حيث كان يقيم موائد الرحمن ويقدم فيها للصائمين أشهي الأطعمة وخصوصًا الهريسة حتى عرفت باسم هريسة الليث. إلا أن الكثير يعيد تاريخ مائدة رمضان في مصر إلى الأمير أحمد بن طولون مؤسس الدولة الطولونية، فهو أول من أقام مائدة الرحمن في السنة الرابعة من ولايته، وجمع التجار والأعيان على مائدة حافلة في أول يوم من شهر رمضان وخطب فيهم أني جامعكم حول تلك الأسمطة لأعلمكم طريق البر بالناس. وهناك من يقول إن الخليفة المعز لدين الله الفاطمي كان أول من وضع تقاليد المائدة في عهد الدولة الفاطمية، وأول من أقام مائدة في شهر رمضان، يفطر عليها أهل جامع عمرو بن العاص، حيث كان يخرج من قصره 1100 قدر من جميع ألوان الطعام، لتوزع على الفقراء. وأقام الفاطميون موائد خاصة للصائمين سموها "دار الفطرة" الا أنه في عصر المماليك والعثمانين تراجعت موائد الرحمن بسبب الحروب، وعندما جاء الاستعماران الانجليزي والفرنسي بدأت الجمعيات الخيرية تعيد إحياء موائد الرحمن للفقراء، حيث كانت أول مائدة رحمن قبطية، أقيمت من أجل الإفطار في رمضان في حى شبرا، وبالتحديد عام 1969 حين أقام القمص صليب متى ساويرس، راعى كنيسة مار جرجس، مائدة إفطار للمسلمين والمسيحيين في شهر رمضان بميدان الأفضل بشبرا. ومنذ مطلع السبعينيات بدأت موائد الرحمن بالازدهار وانتشرت في العديد من الدول العربية والإسلامية.