مازل مسلسل الفصل التعسفى يعرض حلقاته، لا يعترف بثورة أو غلابة، كالقطار القشاش الذى يلتهم كل من يعترضه، فبعد ثورة الشعب المصرى على الظلم والفساد وإزاحة نظام مبارك، توقع العاملون بكافة المؤسسات المصرية انتهاء مسلسل الفصل والتشريد، لكنهم صدموا بمن يضرب بكل آمالهم عرض الحائط. رصدت «البديل» تصاعد وتيرة الفصل التعسفى فى قطاع واحد ضد العمال في الفترة الأخيرة على مستوى الجمهورية، والتي تتمثل في قرارات نقل وفصل تعسفي وخصم من الراوتب، وغيرها من أشكال قطع الأرزاق المستمر، دون النظر الظروف الاقتصادية للعمال المطحونين. ففي وزارة الأوقاف، فُصل 11ألف عامل على مستوى الجمهورية، و6 آلاف عامل فى محافظة الإسكندرية فقط؛ بحجة عدم انتظامهم وإهمالهم لواجباتهم، فى الوقت الذى نفى فيه العمال ادعاء الإهمال، وأن لديهم ما يثبت من مستندات تفيد تأديتهم لعملهم على أكمل وجه. يقول أيمن عبد الستار، 47 عامًا وأحد المفصولين من مديرية أوقاف الإسكندرية، إن الوزارة تمارس ضدهم قرارات تعسفية بفصلهم من وظائفهم، والتنازل عن مستحقات مدة خدمتهم السابقة، والتى لا تقل عن 10 سنوات دون نزاعات قانونية، والتغاضى عن مستحقاتهم ومدخراتهم خلال ال10 سنوات الماضية، وأن يقبلوا تعيينهم فى أى مكان بالجمهورية بعد إعادة صياغة اللجنة بالوزارة بمصوغات تعين جديدة. ويضيف ياقوت محمد، 52 سنة وأحد المفصولين، أن تأميناتهم الصحية متوقفة منذ عام 2007 بالرغم من خصم مستحقات التأمينات كل شهر على مدار ال10 سنوات، لافتا إلى تقديم بلاغات رسمية فى نيابة المنشية بمحضر إدارى رقم4536 سنة 2014، وبرج العرب، ونقطه العامرية، والناصرية، والدخيلة بمحضر رقم15751 سنة 2014. وأوضح باسم عبدالله طايل، 31 سنة وأحد المفصولين، أن هناك كثيرا من الموظفين غيره قاموا بتغيب أولادهم عن المدارس؛ وذلك بسبب الظروف المالية السيئة التى يمرون بها؛ ولأنهم لم يجدوا من يطالب بحقوقهم.