"الأونروا" اسم لا يعرفه الكثيرون على الرغم من أهميته في حياه الفلسطينيين، وتعد الأونروا أكبر مكان للاجئين الفلسطينيين، فهى هيئة تابعة للأمم المتحدة، وتعمل على إغاثة وتشغيل اللاجئين فى الشرق الأدنى. تقوم الأونروا بتوفير خدمات التعليم والصحة والإغاثة والخدمات الاجتماعية للاجئين الذين يستحقون تلك الخدمات من بينهم اللاجئون الفلسطينيون المسجلون لدى الوكالة والذين يبلغ تعدادهم 4.7 مليون لاجئ يعيشون فى منطقة عمليات الوكالة الخمس، وهى الأردن ولبنان وقطاع غزة بما فيها القدسالشرقية والضفة الغربية وسوريا. ويتم تمويل الأونروا بالكامل تقريبًا من خلال التبرعات التطوعية التي تقدمها الدول الأعضاء في منظمة الأممالمتحدة. ووفق التعريف العملياتي للأونروا، فإن لاجئي فلسطين هم أولئك الأشخاص الذين كانت فلسطين هي مكان إقامتهم الطبيعي خلال الفترة الواقعة بين يونيو 1946 ومايو 1948، والذين فقدوا منازلهم ومورد رزقهم نتيجة الصراع العربي الإسرائيلي عام 1948. وعندما بدأت الوكالة عملها في عام 1950، كانت تستجيب لاحتياجات ما يقرب من 750,000 لاجئ فلسطيني. ويعيش اليوم ثلث اللاجئيين الفلسطينيين المسجلين لدى الأونروا، أو ما يزيد عن 1,4 مليون لاجئ، في 58 مخيم معترف به للاجئين في كل من الأردن ولبنان والجمهورية العربية السورية وقطاع غزة والضفة الغربية بما فيها القدسالشرقية. ومنذ 20 يوليو 2014، تعرض تسعة موظفين يعملون لدى الأونروا للقتل، ويتم تجريد العاملين الإنسانيين من قدرتهم جراء نزاع لا يرحم. كما تعرضت مدارس الأونروا فى قطاع غزة للقصف ثلاث مرات فى أقل من أسبوعين جراء العدوان الصهوينى على غزة، المرة الأولى فى 24 يوليو الماضى، حيث ضربت قذيفة متفجرة مدرسة بيت حانون الابتدائية المختلطة؛ مما أدى إلى وقوع 15 شهيدًا و 200 إصابة من بينهم رضيع وعدد من موظفى الأممالمتحدة، وكانت هذه المدرسة واحدة من الملاجئ المخصصة للطوارئ. والمرة الثانية قصف مدفعى إسرائيلى صباح يوم 29 يوليو استهدف مدرسة تابعة للأونروا فى مخيم جباليا شمال قطاع غزة؛ مما أدى إلى قتل حوالي 20 فلسطينيًّا من الذين التجؤوا داخل هذه المنشأة التابعة للأمم المتحدة، وأصيب عشرات آخرون بجروح. وحول دور الأونراد واستهدافه على الرغم من أنه تابع للأمم المتحدة، يقول الدكتور مختار الحفناوي أستاذ الإسرائيليات بجامعة القاهرة إن الكيان الصهيوني لا يفرق بين مكان تابع للأمم المتحدة وآخر، مشيرًا إلى أن كل همهم هو استهداف الفلسطينيين بشكل مباشر. وأكد "الحفناوي" أن الكيان الصهيوني ضعيف للغاية؛ لذلك فهو يعتمد على استهداف تلك الأماكن للاجئين؛ حتى يبرر لنفسه القوة، موضحًا أن الأممالمتحدة تعلم جيدًا بانتهاكات الكيان الصهيوني، ولكنها تدعمه أمام العالم بشكل داخلي وتنتقده خارجيًّا. فيما أوضح الدكتور قدري سعيد خبير الإسرائيليات أن ما يحدث من استهداف لهذه المدارس يثير تساؤلات عديدة عن مدى تمتع مراكز الأممالمتحدة بالحصانة والحماية من قِبَل إسرائيل، مشيرًا إلى أن ما تفعله إسرائيل في الوقت الحالي هو انتهاك لكافة المواثيق التى تخص الأممالمتحدة. وأكد "سعيد" أن الأماكن التى يكون بها اللاجئون لابد أن يكون لها حماية خاصة، لا سيما أنها تحت رعاية الأممالمتحدة، مطالبًا جامعة الدول العربية بأن توقع على برتوكول بينها وبين الأممالمتحدة لتحمى اللاجئين الفلسطينيين.