رصدت صحيفة "فاينانشيال تايمز" البريطانية عدة اتفاقيات تجارية مع الاتحاد الجمركي لروسيا وبيلاروسيا وكازاخستان، موضحة أن هذا يؤكد سعي موسكو؛ للاستفادة من متاعب الولاياتالمتحدة في الشرق الأوسط ومحاولتها لتوسيع نفوذها في المنطقة. وأشارت إلى موافقة روسيا على بدء المحادثات بشأن اتفاق التجارة، وبينت أن هذه المحادثات والمناقشات ليست إلا جزءا من حملة أوسع من قبل موسكو؛ للاستفادة من ضعف أمريكا في الشرق الأوسط، وأشار بعض المحللين إلى أن الحكومة الروسية تشعر بعدم ارتياح بسبب انهيار حلفائها التقليديين ومحاولتهم إقامة تحالفات جديدة. وأضافت الصحيفة أن القاهرة التي كانت حليفا مقربا للاتحاد السوفيتي، قد أعادت محاولات التقارب مع روسيا مجددا خلال الأشهر الأخيرة بعد سوء علاقاتها مع واشنطن في أعقاب إطاحة الجيش ب"مرسي"، مشيرة إلى زيارة " السيسي" الشهر الماضي؛ لمحاولة تقوية العلاقات ولإظهار أن هناك بدائل لأمريكا. وأظهر الرئيس الروسي "فلاديمير بوتين" دعمه ل"السيسي" للترشح للرئاسة، وقد أعلنت صحف الدولتين عن خطط لصفقات أسلحة روسية وتصديرها لمصر، دون أي إعلانات رسمية من أي من البلدين. وأوضحت الصحيفة ما قاله وزير التجارة والصناعة المصري "فخري عبد النور" لمضيفيه الروس هذه الأيام، إن مصر تريد تنمية الصادرات من الخضار والفواكه كما أعربت روسيا عن رغبتها في توسيع الصادرات من القمح، وسوف يساعد هذا في توسيع التعاون بين البلدين، وما قد يعزز هذا اتفاق تجارة حر مع الاتحاد الجمركي. ولفتت إلى أن مصر هي المستورد لخمس إنتاج روسيا من القمح في 2013 و2014، وهذا يجعل مصر أكبر مستورد في شمال إفريقيا للقمح الروسي، حيث قال وزير الزراعة الروسي "نيكولاي فيدروف" إن الجانبين المصري والروسي قد ناقشا إنشاء منطقة للتجارة الحرة فضلا عن منطقة صناعية خاصة للاستثمارات الروسية في مصر. وأشار "فيدروف" لمشروعين جديدين بتوريد الغاز الطبيعي الروسي لمصر عن مشروع بناء محطة طاقة نووية روسية لمصر، وأن كل هذه المشاريع تحظى بدعم الدولتين.