كشف تقرير لمديرية الصحة بالمنيا، صادر مؤخرا، عدم مطابقة مئات من عينات مياه الشرب، لمواصفات السلامة والصلاحية الصحية، بسبب ارتفاع نسبة العكار، وحاجة أحواض المحطات المرشحة، بمدن وقرى مراكز المحافظة لتوافر مادة الكلور اللازمة لتطهير وتنقية المياه وكذا للغسيل والصيانة، كما كشف تقرير آخر اختلاط مياه الصرف بمياه الشرب. وأكد التقرير وجود قرابة 20 عينة غير مطابقة لشروط الصلاحية بديرمواس بمناطق "البدرامان وعزبة محمود والعمارية الشرقية وأسمو العروس والناصرية ومرجان وتل العمارنة، والواجك وأبوخلقة وسمهان وطوخ وكفر خزام وجزيرة التل وقرية دلجا وبنى حارم". وفى مركزي أبو قرقاص وبنى مزار، تبين وجود 28 عينة غير مطابقة بمناطق "بني صامت وأشروبة وساقولتا وشلقامي ومعصرة حجاج وقري بني عبيد وساقية موسي والمحرص واتليدم والخياري والشيخ فضل وعشوائيات الجندية، وعزب البربا وجريس وشبيبة وأبو الصفا الجرنوس وطمبو وبردونة الأشراف ومنهري وزاوية حاتم". وتبين فى مركزي سمالوط وملوي، وجود قرابة 36 عينة غير مطابقة بقرى"بني سمرج شوشة وأطسا المحطة وجبل الطير وساقية داجوف وقلندول وطحا الأعمدة والأشمونين والمحرص وجلال الغربية ودير البرشا وأسطال والبيهو وهور" ومناطق "القمدير وأبوسيد والسريرية وأحمد أبوزيد وسلامة على والجلاء والشعراوي وعمار إدريس والشريعية والتوفيقية وسيف الغربية والسلام". وحصلت "البديل" علي مستندات لتقارير صحية صادرة عن مديريتي الصحة والبيئة بالمنيا أثبتت تلوث مياه النيل، لاختلاطها بمياه الصرف الناجم عن مصرف "المحيط"، والذي يصب في مياه النيل، علي امتداد 4 مراكز وهي: "المنيا – أبو قرقاص – ملوي – ديرمواس"، نتيجة زيادة نسب الحديد والمنجنيز، ووجود رواسب صفراء وعكار زائد عن المعدلات الطبيعية. وبفحص عينات مياه الشرب بعمليات (منشأة الدهب القبلية الجوفية بمركز المنيا – مياه الجوف بوسط مدينة ومركز أبو قرقاص)، تلاحظ ارتفاع بكتيري عند 37م، كما وجد عكار ورواسب صفراء بصورة غير طبيعية، وبالتالي تكون غير مطابقة للفحص البكتريولوجي، وهو ما كشفه الخطاب رقم "10729″ الصادر عن الإدارة العامة لصحة البيئة بوزارة الصحة. وكشف خطاب يحمل رقم "18449″ صادر من الإدارة المركزية للمعامل بوزارة الصحة، عدم مطابقة نتائج التحليل بقرى ومناطق منشأة الشريعي أبو يعقوب والخياري وشوشة وصفط الخمار بالمنيا وأبيوها بأبو قرقاص، للخواص الطبيعية وزيادة نسبة العكار عن الحدود المقررة بالإضافة لوجود رواسب صفراء، وكذا زيادة المعايير الكيميائية لعنصر الحديد. ويعد مصرف أو "مستنقع المحيط" كما يصفه الأهالي كارثة صحية بيئية، لكونه يستقبل طوال اليوم مخلفات الصرف الصحي والزراعي وكيماويات الإنتاج الصناعي، حيث تلجأ بعض الشركات والمصانع، لتصريف مخلفاتها في خضم المصرف، حتي أن بعض سيارات رفع القمامة التابعة لمجالس محلية تصرف مخلفاتها بالمصرف، الأمر الذي يعرض المواطنين بالقري المطلة علي المصرف للأمراض الخطيرة وفي مقدمتها الفشل الكلوي والتهاب الكبد الوبائي. "طعم ولون المياه أصبح غيرطبيعي منذ فترة..اللون يميل للأصفر وأحيانا يصبح رماديا ونادرا يكون شفافا ونرى بعيوننا العكار نازل من الحنفية" بهذا يصف عدد من قاطني قرية "تلة" التابعة لمركز المنيا معاناتهم وتخوفهم من مياه الشرب، حيث أكد عمار زكي ممدوح أحد الأهالي أن نساء القرية يلجأن في بعض الأحيان إلي ماء "الترومبة" كبديل عن مياه الصنبور لتوجثهم خيفة من إصابتهم وأبنائهم من الأمراض الناجمة عن التلوث كالالتهاب الكبدي والفشل الكلوي وغيرها. قالت الإدارة المركزية لوزارة الصحة في تقريرها عن أسباب التلوث بعملية تنقية المياه بمنطقة "كدوانا"، إن عدم تطهير الخزانات لأكثر من مرة واحدة خلال العام في حين وجوب تطهيرها مرة كل شهر بالصيف و3 مرات في فصل الشتاء، بالإضافة إلي وجود طحالب بجدران الأحواض وافتقاد معظم العاملين بالمحطة لشهادات صحية، وقد يكون من بينهم من يحمل مرضا أو فيروسا معديا بالإضافة إلي اكتظاظ السكان بمناطق الآبار المستخدمة، ما يترتب عليه اختلاط مياه الصرف الصحي بالشرب. قال المهندس إبراهيم خالد رئيس شركة مياه الشرب بالمنيا، ردا علي أسئلة "البديل" حول تلوث وعدم صلاحية مياه الشرب بعدد من المناطق، إن معظم العينات التي تم فحصها وأثبت عدم صلاحيتها خضعت للمعاينة الأولية وليست النهائية وعليه لا يمكن الجزم بعدم صلاحية تلك العينات، وأضاف أن الشركة تعمل بشكل مستمر من أجل الحفاظ علي نسب الكلور والمواد الموجودة بالعينات بما يضمن صلاحيتها.