قدمت الباحثة رباب محمد وجدي عبد الحميد، الباحثة بقسم الهندسة البيئية التابع لكلية الهندسة بجامعة الزقازيق دراسة بحثية عن "إزالة بعض العناصر الثقيلة من المياه الملوثة". انطلقت الباحثة في دراستها من خطورة وأهمية مشكلة تلوث المياه بشكل عام، ثم حددت إطار بحثها العلمي بتلوث المياه بالمعادن الثقيلة، ثم عمدت إلى تضييق محمود لنطاق البحث، محددة إطار عملها البحثي في التلوث بعنصري الحديد والمنجنيز. واستخدمت الباحثة في دراستها تقنية "الإدمصاص" أو "الالتصاق"، وتعني بشكل مبسط الاعتماد على خاصية عنصر مضاف يقوم بامتصاص الحديد والمنجنيز من المياه، حيث تلتصق العناصر الثقيلة الموجودة بالمياه الملوثة على سطح مواد ماصة، ومن المواد الماصة التي أجرت عليها الباحثة دراستها "نشارة الخشب، مصاص القصب، نوى البلح، نوى المشمش". في المرحلة الأولى من الدراسة، قامت الباحثة بإجراء تجاربها على مجموعة من المحاليل التي تحتوي على عنصري الحديد والمنجنيز بنسب تركيز تتفاوت ارتفاعا وانخفاضًا، معتمدة في تجربتها معادلتين من معادلات الامتصاص المعروفة علميا وهما معادلة "لانجمير"، ومعادلة "فراندليش". وقامت الباحثة أيضًا بدراسة تأثير التغير في الوزن للمادة الماصة، وكذلك في الزمن اللازم للوصول إلى أعلى درجة ادمصاص، كما تم استخدام مرشح من الرمل في أعمدة، وأجرت هذه التجارب فيما بعد على عينة من المياه الجوفية. وقد أظهرت النتائج النهائية للبحث، أنه يمكن استعمال هذه المواد الطبيعية للتخلص من الحديد والمنجنيز فى مجال واسع من تركيزاتها، وصولا إلى نسبة نقاء لمياه الشرب تحقق الهدف الأول من الدراسة وهو توفير مياه شرب نظيفة. ولا شك أن هذه الدراسة تعد من الدراسات ذات النفع الكبير في البيئة المصرية، لما تعانيه العديد من الأقاليم المصرية في مشكلة مياه الشرب وتلوثها، ومن ثم فالدراسة جديرة بالاهتمام والسعي إلى الاستفادة بها على أرض الواقع الحياتي، بدلا من أرفف البحوث العلمية.