د. مجدى بدران علينا أن نتعامل مع اصابه 4 آلاف شخص بقرية صنصفط التابعة لمركز منوف بمحافظة المنوفية، خلال الايام الماضية بالتسمم كجرس يدق ناقوس الخطر، لاسيما وأن الدراسات تشير الي إصابة أكثر من 052 ألف مواطن مصري سنويا بالسرطان وأمراض أخري مثل الفشل الكلوي والكبد نتيجة تلوث مياه الشرب. وكشفت دراسات عديدة أجراها المركز القومي للبحوث علي مياه الشرب أن مواتير رفع المياه والمواسير التي تستخدم في توصيل المياه إلي الأدوار العليا تؤدي إلي انجراف أعداد هائلة من كائنات طفيلية ملتصقة بجدران المواسير مع مياه الشرب. وأشارت الدراسات إلي أن ضغط الهواء يعمل علي تزايد تفاعل الكلور مع المواسير الرصاص والبلاستك، مما يمثل خطورة حقيقية علي صحة الإنسان خاصة أن هذه العوامل تؤدي إلي تكاثر أجيال من البكتيريا وظهور طفيل يدعي كريبوسبورنيم الذي يصيب الإنسان بنزلات معوية حادة ويسري في الدم منتقلاً إلي المخ ليحدث به خللاً وتلفاً ملحوظاً وأوضحت الدراسات ضرورة تفعيل حلول من شأنها الحفاظ علي صحة المواطن.. وعلي الحكومة تبني سياسات مختلفة من أجل الحفاظ علي صحة المواطن من تلوث مياه الشرب. وأكدت بعض الدراسات أن للتلوث مصادر مثل الغسيل بواسطة مياه الأمطار ودخول الصرف الصحي مع الماء الأرضي، وتلوث مباشر للمياه مع المياه السطحية من خلال الانجرافات وأيضاً بقايا مبيدات المحاصيل وماء الغسيل الناجم عن تنظيف معدات الرش.. ويأتي أيضاً استخدام الأسمدة والمخصبات الزراعية وخاصة الأسمدة النيتروجينية والفوسفاتية وإضافتها إلي التربة الزراعية وتتلقي أيضاً المصارف الزراعية مياه المجاري المحملة بالمواد العضوية والكيماويات والمبيدات الزراعية والمعادن الثقيلة والتلوث بالملوثات الإشعاعية وتجارب تطوير الأسلحة الذرية وزيادة القوة التدميرية لها والتلوث الحراري والتخلص السطحي من النفايات ومياه المجاري والبيارات. وأكدت الدراسة التي أجراها الدكتور محمود عمرو أستاذ الأمراض المهنية بالمركز القومي للسموم بطب القاهرة أن 61مليار متر مكعب من المياه محملة بالمخلفات الزراعية والصناعية يتم صبها في النيل سنوياً. وأشارت الدراسة إلي أن أكثر من نصف مليون مصري يصابون بالتسمم سنوياً نتيجة تلوث مياه الشرب، كما أن خمسة آلاف يموتون ضحية المياه الملوثة كل عام . ويقسم د. مجدي بدارن استشاري امراض الحساسية بجامعة عين شمس مسببات الأمراض من جراء تلوث مياه الشرب، إلي ثلاثة أنواع أولها : البكتريا مثل الكوليرا والسالمونيلا والشيجلا، وثانيها، الفيروسات مثل فيروس الالتهاب الكبدي الوبائي وشلل الأطفال وفيروسات مسببة للإسهال والنزلات المعوية، وثالثها: الطفيليات مثل البلهارسيا والدوسنتاريا الأميبية والدودة الكبدية.فضلاً عن أن زيادة الأملاح والمعادن الثقيلة في مياه الشرب مثل الكاديوم والزرنيخ والرصاص والزئبق قد يؤدي إلي حدوث التسمم المعدني، حيث تضر أكاسيد وأملاح الحديد بالجهاز الهضمي وتسبب عسر الهضم والإمساك.. كما تؤثر علي الجهاز البولي باعتباره من أكثر الأجهزة تأثرا بمخاطرها.. فيسبب سرطان الكلي والمثانة.. وتكوين حصوات الكلي والحالبين.. وانسداد الحالبين تماما ويؤدي إلي الفشل الكلوي الحاد.. الذي لو أهمل علاجه يسبب الفشل الكلوي المزمن، والذي أصبح يشكل الآن في مصر مشكلة قومية صحية. ويقول د. مجدي: العديد من التقارير والدراسات المتخصصة في موضوع المياه توكد أن هناك 001 ألف مصري يصابون بالفشل الكلوي سنوياً، وحوالي 051 حالة لكل 001 ألف نسمة تصاب بالسرطان سنويا، وأكثر من نصف مليون يصابون بالتسمم سنويا، وذلك نتيجة تلوث مياه الشرب. وبالنسبة للعدوي فإنها تحدث بسبب شرب الماء الملوث مباشرة أو استخداماته اليومية في الطهو والاغتسال أو الاستنشاق من الملوثات الكيماوية. وتتحدد خطورة العدوي بنمط الجرثومة وطريقة انتقالها إلي الحالة العامة للمريض، وتعد فئة الأطفال هي الأكثر تأثرا بتلوث مياه الشرب من الناحية الصحية.. حيث يمثل الماء07٪ من وزن الأطفال.. بينما لا يزيد عند الكبار علي06٪ وأي خلل في تكوين المياه قد يؤدي إلي وفاة الأطفال.. خصوصا في حالة زيادة تلوثها بالعناصر الثقيلة مثل الرصاص والهيدركربونات الحلقية.. ومكونات الصرف الصناعي والمبيدات ومادة الأنروسيانيد. وأكد أن ميكروب الأستريشيا كولار المسبب للإسهال والقيء يعد أحد أهم أسباب وفيات الأطفال.. نتيجة تلوث المياه.. إضافة إلي النزلات المعوية الحادة، كما أن تلوث مياه الشرب قد يسبب تشوهات الأجنة والتخلف العقلي في المواليد. ويستطرد د. بدران قائلا: مرض الفشل الكلوي صار من أشهر الأمراض خلال الفترة الراهنة، وأكثرها انتشاراً ومظهراً من مظاهر تلوث المياه، حيث يؤكد تقرير صادر عن برنامج الأممالمتحدة للإنماء والتنمية أن هناك 5 ملايين مصري يصابون بفيروس الالتهاب الكبدي الوبائي »سي« بسبب تلوث مياه الشرب، وتحتل مصر المرتبة الأولي عالميا في الإصابة بالمرض، وتتركز أعلي نسبة إصابة بالمرض في الريف الذي يعاني من تلوث المياه واختلاطها بالصرف الصحي.