وكيل تعليم شمال سيناء يتفقد مدارس المحافظة استعدادًا للعام الدراسي الجديد    وزير المالية: نسير في الاتجاه الصحيح.. أداؤنا الاقتصادي يتحسن وملتزمون بالحفاظ على هذا المسار    أخبار مصر اليوم.. مدبولي يستقبل نائب رئيس الوزراء الروسي والوفد المرافق له    صافرات الإنذار تدوي في القدس وتل أبيب بعد إطلاق صاروخ من اليمن    وزير الخارجية يلتقي سكرتير عام منطقة التجارة الحرة القارية الأفريقية    ويليامز أساسيا في تشكيل بيلباو أمام أرسنال    نجم الأهلي السابق يكشف كواليس حواره مع إبراهيم عادل    كيف استعد الأهلي للجمعية العمومية المصيرية؟    الحكم في استئناف المتهمين بقتل «ممرض المنيا» 10 نوفمبر    عاجل من السياحة بشأن اختفاء إسورة ذهبية من المتحف المصري    في وداع سليمان شفيق    بفستان قصير.. مي عمر تخطف الأنظار في أحدث ظهور    الشيخ خالد الجندي: أبو هريرة أكثر الصحابة رواية للسنة النبوية    إطلاق مبادرة وطنية في مستشفيات «الرعاية الصحية» للسيطرة على عدوى مجرى الدم    وزير الصحة يبحث تعزيز التعاون بين مصر وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي    مراسل "القاهرة الإخبارية" من النصيرات: غزة تباد.. ونزوح جماعى وسط وضع كارثى    عاصم حجازي: لا إنهاء لعجز المعلمين بالحصة.. و5 آلاف جنيه للعمال والأمن تكليف مستحيل    جماهير مارسيليا ترفع علم فلسطين وتدعم غزة ضد حرب الإبادة قبل مباراة الريال    مقتل شاب بطعنة فى الرقبة أمام مدرسة بقرية تانيس بالشرقية    "حياة كريمة" تنظم قافلة طبية شاملة لخدمة أهالي القنطرة غرب بالإسماعيلية    "أهلًا مدارس" بالعمرانية.. وعضو مجلس إدارة الغرفة: المعرض يعزز التوازن بين مصلحة التاجر والمستهلك    رابط الاستعلام عن مخالفات المرور وطرق سدادها إلكترونيًا    طريقة تجديد بطاقة الرقم القومي إلكترونيًا 2025    مدبولى لرؤساء التحرير: قضية المياه مسألة وجودية ولن نتوانى عن حماية حقوقنا    أمل غريب تكتب: المخابرات العامة المصرية حصن الأمن القومي والعربى    رئيس هيئة النيابة الإدارية يلتقي معاوني النيابة الجدد    برشلونة يعلن مواجهة خيتافي على ملعب يوهان كرويف    أم كلثوم على مسرح العرائس بساقية الصاوي.. وهذه شروط الحضور    «مصر القديمة تفتح أسرارها».. تفاصيل الفيديو الترويجي للمتحف المصري الكبير استعدادًا للافتتاح الرسمي    جنايات فوه تؤجل محاكمة 8 متهمين بقتل موظف سابق بينهم 5 هاربين لنوفمبر    8 صور ترصد استقبال زوجه وأبناء حسام حسن له بعد مباراة بوركينا فاسو    حسام البدري: الأهلي يمر بمرحلة صعبة.. واستمرار الخطيب ضروري    «لماذا السردية الوطنية للاقتصاد؟».. مدبولي يجيب    هل سمعت عن زواج النفحة؟.. دار الإفتاء توضح الحكم الشرعى    موعد شهر رمضان الكريم وأول أيام الصيام فلكيًا    وزير الدفاع الإسرائيلي: سندمر غزة إذا لم تسلم حماس سلاحها وتطلق سراح المحتجزين    انتبه.. تحديث iOS 26 يضعف بطارية موبايلك الآيفون.. وأبل ترد: أمر طبيعى    تشكيل الهلال المتوقع أمام الدحيل في دوري أبطال آسيا    11 طريقة لتقليل الشهية وخسارة الوزن بشكل طبيعي دون أدوية    الأرصاد: انخفاض طفيف فى درجات الحرارة.. وبدء الخريف رسميا الإثنين المقبل    السكك الحديدية: إيقاف تشغيل القطارات الصيفية بين القاهرة ومرسى مطروح    وزيرة الخارجية البريطانية: الهجوم الإسرائيلي على غزة متهور    مهرجان الجونة يكرم منة شلبي بجائزة الإنجاز الإبداعي في دورته الثامنة    وزير التعليم: المناهج الجديدة متناسبة مع عقلية الطالب.. ولأول مرة هذا العام اشترك المعلمون في وضع المناهج    بالصور- محافظ أسيوط يتفقد مدارس ساحل سليم والبداري استعدادا للعام الدراسي    صحة المنوفية تضبط مركزًا وهميًا لعلاج السمنة بشبين الكوم    أمين الفتوى: الشكر ليس مجرد قول باللسان بل عمل بالقلب والجوارح    "أحدهم سيرحل".. شوبير يكشف تفاصيل جلسة مصارحة لاعبي الأهلي بسبب العقود    99.1% لفني صحي طنطا.. نتيجة تنسيق الثانوية التجارية 3 سنوات كاملة    مصر تتسلم جائزة الآغا خان العالمية للعمارة عن مشروع إحياء إسنا التاريخية    الغلق لمدة أسبوع كامل.. بدء تطوير نفق السمك بشبين الكوم -صور    نائبة وزير الصحة: استراتيجية لدمج "القابلات" تدريجيًا في منظومة الولادة الطبيعية    احذر.. انتحال صفة ذوي الإعاقة للحصول على الخدمات يعرضك للحبس    ارتفاع أسعار الخضروات اليوم بأسواق الإسكندرية.. الطماطم ب15 جنيها للكيلو    بلدية غزة: اقتراب موسم الأمطار يهدد بتفاقم الكارثة الإنسانية بالمدينة    9 سفن من الأسطول المغاربي تغادر تونس إلى غزة حتى اليوم    كامل الوزير: حددنا 28 صناعة وفرصة واعدة لجذب الاستثمارات لتعميق التصنيع المحلي وسد احتياجات السوق    أمين الفتوى بدار الإفتاء: الكلب طاهر.. وغسل الإناء الذي ولغ فيه أمر تعبدي    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



نوى البلح وقش الأرز تخلص النيل من السموم
نشر في الأهرام اليومي يوم 17 - 09 - 2010

إذا كان لنا أن نقدم هذا التحقيق إلى أحد فإننا نقدمه إلى النيل بإهداء خاص‏:‏ نحن هبتك وأنت ضحيتنا، فى محاولة لحماية النيل من التلوث والتخلص من المخلفات الصناعية والزراعية التى تلقى به وتدمر صحة الإنسان. توصلت دراسات مصرية بالمركز القومي للبحوث الي إمكانية التخلص من بعض ملوثات مياه النيل وذلك عن طريق استخلاص مواد معينة بطرق سهلة وتكلفة بسيطة من المخلفات النباتية والحيوانية‏,‏ ومن خلال أحد الأبحاث تم التوصل الي منتج طبيعي له دور مهم في التخلص من المواد الكيميائية الملوثة للمياه‏,‏ وتم تصنيع هذا المنتج من مادة توجد في الطبقة الطينية العليا لمياه نهر النيل وإن كانت توجد بكميات قليلة إلا أنها تكفي لحل غالبية مشاكل التلوث في المياه‏.‏
كما تمكنت دراسة أخري من إزالة بعض العناصر السامة الملوثة لمياه النيل مثل الكروميوم والكادميوم والرصاص والنحاس باستخدام بعض المخلفات الزراعية التي تمت معالجتها‏,‏ ومن أمثلتها حطب القطن والذرة وقش الأرز وكذلك نوي البلح والزيتون‏,‏ وقد أثبتت نتائج الدراسة أن بعض المواد المستخلصة من هذه المخلفات تلعب دورا مهما كحافز لإزالة الملوثات الصناعية من مياه النيل‏.‏ وقد أكدت الدراسات الحديثة تزايد حجم التلوث بمياه النيل بدرجة مخيفة تهدد صحة الإنسان الي جانب آثاره السلبية المدمرة للثروة السمكية‏,‏ وفي آخر تقرير بحثي لحجم الملوثات الصناعية والزراعية التي تشكل خطورة علي صحة الإنسان تبين أنه يلقي في النيل حوالي‏5.2‏ مليار متر مكعب سنويا من مياه الصرف الزراعي محملة بالمبيدات القاتلة‏,‏ و‏550‏ مليون متر مكعب سنويا من المخلفات الصناعية‏.‏ كما ثبت أن نسبة الرصاص في مياه النيل بلغت‏65%‏ والزئبق‏3%‏ وهي نسب تتعدي كثيرا الحدود المنصوص عليها دوليا‏.‏ وأكدت الأبحاث الطبية أن تلوث مياه النيل بالمخلفات الصناعية والزراعية وراء تزايد حالات الفشل الكلوي في مصر‏,‏ والتي تصل معدلاتها الي حوالي أربعة أضعاف مثيلاتها في العالم‏,‏ كما وجد أن عدد الأطفال الذين يموتون نتيجة الإصابة بالنزلات المعوية بسبب تلوث المياه يصل الي‏20‏ ألف طفل سنويا‏.‏
نسب التلوث
ووفقا للنتائج البحثية الحديثة يؤكد الدكتور أحمد نور الدين الباحث في قسم الأحياء المائية بالمركز القومي للبحوث أن نسبة الرصاص في النيل بلغت‏65%‏ بينما وصلت نسبة الزئبق الي‏3%‏ وهي تتجاوز بدرجة كبيرة النسب المنصوص عليها دوليا‏,‏ وتكشف الإحصاءات أن بعض الجهات الحكومية مسئولة عن تلويث النهر فتوجد‏180‏ مخالفة تابعة لوزارة الإدارة المحلية و‏1300‏ مخالفة للقطاع الخاص و‏2100‏ وحدة تجارية لنقل الركاب‏.‏
وقد تبين من الدراسات أن عدد الوحدات الصناعية التابعة للقطاع العام بلغ‏330‏ وحدة منتشرة بالمحافظة وإجمالي المياه المنصرفة والناتجة عن الاستهلاك الصناعي‏549‏ مليون متر مكعب سنويا ينصرف منها في الوجه القبلي وحده‏204‏ ملايين متر بما يمثل‏47%‏ من إجمالي الكميات المنصرفة‏,‏ وبالتالي تحتل مياه الصرف الصناعي المرتبة الأولي بين أنواع الصرف المختلفة ويحتل إقليم الوجه القبلي المرتبة الأولي في حجم الصرف الصناعي بنسبة‏33%‏ علي مستوي الجمهورية‏,‏ أما عن التلوث بمياه الصرف الزراعي‏,‏ فقد بلغت كمية المياه الملقاة في النيل من مياه الصرف الزراعي المحملة بالمبيدات‏2.5‏ مليار متر مكعب سنويا‏,‏ وهذه الكمية محملة بالمبيدات القاتلة‏,‏ كما أن هناك‏73‏ مصبا للصرف الزراعي تؤدي الي تلوث كيميائي وبيولوجي وزراعي للنيل‏.‏
الملوثات الصناعية وخطورتها
ويضيف ان إجمالي المياه المنصرفة والناتجة عن الاستهلاك الصناعي تبلغ‏549‏ مليون متر مكعب في السنة ينصرف منها في الوجه القبلي وحده‏204‏ ملايين متر مكعب في السنة‏,‏ وتمثل حوالي‏47.2%‏ من اجمالي الكميات المنصرفة‏,‏ كما تقدر كميات المياه الراجعة الي النيل كناتج للاستخدام الصناعي بحوالي‏312‏ متر مكعبا في السنة‏,‏ وبطرح هذه الكميات من إجمالي الاستهلاك الصناعي من المياه والذي يقدر ب‏638‏ مليون متر مكعب في السنة يتضح أن إجمالي المياه المستهلكة في القطاع الصناعي تبلغ حوالي‏326‏ مليون متر مكعب في السنة‏,‏ ويستأثر النيل والترع ب‏56.8%‏ من إجمالي المياه المنصرفة‏,‏ وفي منطقة حلوان علي سبيل المثال تصب جميع الصناعات مخلفاتها في النهر‏,‏ وهي نقط قريبة جدا من أخذ المياه لمحطات المعالجة لمياه الشرب‏.‏
وترجع خطورة المخلفات الصناعية إلي احتوائها علي مواد سامة يصعب التخلص منها بطرق المعالجة الشائعة كالسيانور والفنينول أو المركبات الكيميائية المختلفة‏,‏ وكذلك المخلفات الزراعية التي تضم المبيدات الحشرية والمخصبات الزراعية‏,‏ كما يمثل ورد النيل مصدرا مهما للتلوث‏,‏ حيث يتضاعف النبات الواحد‏150‏ مرة خلال ثلاثة أشهر ووجوده الكثيف في أي مسطح مائي يستهلك جزءا من مياه النيل‏,‏ كما يوفر مناخا مناسبا لنمو الكائنات التي تلعب دورا كبيرا في أمراض عديدة كالبلهارسيا والملاريا والدودة الكبدية‏,‏ كما يعرض الثروة السمكية للموت‏.‏
ويؤكد الدكتور أحمد نور الدين أن الطرق التقليدية لتنقية المياه لاتقضي علي الملوثات الصناعية مثل الهيدروكربونات والملوثات غير العضوية والمبيدات الحشرية والمركبات الكيميائية المختلفة‏,‏ ومما يزيد الأمر خطورة ان الملوثات العضوية تتفاعل مع الكلور المستخدم في تعقيم المياه لتنتج مواد كربوهيدراتية كلوروينية تسبب السرطان‏,‏ بالنسبة لفرع رشيد يوجد مصدران رئيسيان للتلوث اولهما مصرف الرهاوي الذي يصرف خلف قناطر الدلتا والمصدر الثاني بمنطقة كفر الزيات الصناعية حيث تلقي مخلفات مصانع الصابون والزيوت والملح والصودا وفي هذا المكان يزداد التلوث الي حد كبير‏.‏
وتشير الدراسات الي أن التلوث بمياه الصرف الصحي يعد أسوأ مصادر تلوث النيل والمجاري المائية‏,‏ ففي القاهرة يتم إلقاء‏300‏ ألف متر مكعب في اليوم الي مصرف الرهاوي من دون معالجة‏,‏ وهذا المصرف يصب في فرع رشيد مما يزيد من تلوث مياه الفرع‏,‏ اما الجزء الشرقي من القاهرة فيلقي معظم صرفه الصحي بلا معالجة الي مصارف الخصوص وبلبيس التي تصب في مصرف بحر البقر الذي يصب بدوره في بحيرة المنزلة فيؤدي الي تلوثها وتدمير الثروة السمكية‏.‏
وفي دراسة عن تأثير تلوث النيل علي الثروة السمكية أجرتها الدكتورة فجر خميس الباحثة في قسم تلوث المياه بمشاركة كل من الدكتور احمد الشهاوي ومحمد عبدالباعث بقسم الوراثة بكلية الزراعة جامعة عين شمس لتقدير نسب التلوث في المياه المحتوية علي اسماك البلطي والقراميط باستخدام الدلائل الوراثية‏,‏ ثبت منها ان اسماك القراميط والبلطي اكثر حساسية وتأثرا بتلوث البيئة المائية‏,‏ وأن القراميط أكثر امتصاصا لعنصر الكادميوم عن البلطي الذي كان أكثر تأثرا بعنصري النحاس والرصاص‏.‏
معالجة التلوث
وقد توصلت دراسة بقسم الأحياء المائية بالمركز القومي للبحوث الي استخلاص مواد معينة بطريقة سهلة وتكلفة رخيصة من المخلفات النباتية والحيوانية بغرض التخلص من ملوثات مياه النيل‏,‏ ومن خلال الدراسة تمكن الفريق البحثي المكون من الدكاترة مني سعد زكي واحمد نور الدين وحسين عبدالفتاح من التوصل الي منتج طبيعي له دور مهم في التخلص من المواد الكيميائية الملوثة للمياه علما بأن هذه المادة توجد في الطبقة الطينية العليا لمياه نهر النيل وان كانت بكميات قليلة إلا انها تكفي لحل غالبية مشاكل التلوث في المياه‏.‏ وفي الاتجاه نفسه قامت الدكتورة سهير عبدالعاطي الباحثة بقسم الكيمياء الفيزيائية بالمركز القومي للبحوث بإجراء دراسة لإزالة بعض العناصر السامة الملوثة لمياه النيل مثل الكروميوم‏,‏ الكادميوم‏,‏ الرصاص والنحاس وقد استخدمت بعض المخلفات الزراعية بعد معالجتها لهذا الغرض‏,‏ ومن امثلتها حطب القطن والذرة وقش وسرس الأرز وكذلك نوي البلح والزيتون‏,‏ وقد أثبتت نتائج الدراسة ان بعض المواد المستخلصة من هذه المخلفات تلعب دورا مهما كحافز لإزالة بعض الملوثات العضوية وغير العضوية من مياه صرف المصانع‏.‏


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.