قال جارو جرفاريو - الباحث الإيطالي فى الشئون السياسية المصرية - إن اليسار لعب دورا مهما جداً فى الحركة الجماهيرية والوطنية ضد الاستعمار فى الاربعينيات وخمسينيات القرن الماضى، وهو كان جزءا من الحركة الوطنية وكات اهدافه التقدم، والتنمية، وبناء دولة حديثة، ثم حدث نوع من الزواج بين اليسار والقومية العربية، وهو أشبه بزواج المتعة، وأشار إلى أن العلاقة بين الشعوب والانظمة تغيرت تماماً وهو ما يكفينا لأن نسميها ثورات وليست مجرد انتفاضة. وأكد - أثناء مشاركته بمنتدى بعنوان الثورات العربية وبدائل اليسار الذى ينظمه منتدى البدائل العربى لمدة يومين 24 و25 ابريل بفندق سفير بالقاهرة - الآن الحركة اليسارية فى الالفينات مختلفة عن الستينيات، حيث إن اليسار الآن يواجه ابعادا اقتصادية واجتماعية وواقعا مختلفا، واليسار بمعنى اوسع عن التنظيمات لعب دوراً مهما جداً فى الحركة الاجتماعية الجديدة، لافتاً الى أن هناك يسارا تلقائيا عبر الحركات العمالية الجديدة والطلابية والصحافة المستقلة، حيث يمكننا ان نعرف فوراً أن شعار الثورة عيش حرية عدالة اجتماعية هو شعار يسارى بالاساس كان يرفعه الجماهير فى شتى بقاع الاحتجاجات. وشدد الباحث فى الشئون السياسية المصرية على أن اليسار يجب أن يوجه الجماهير الى رفض ديمقراطية الصندوق، والانتفاضات حول العالم سواء حركة "occupy wall street"، أوالانتفاضات المستمرة فى اليونان وغيرها من الاحتجاجات على مستوى العالم وهو ما يدل على أزمة تمرير السياسيات الاقتصادية الرأسمالية، كما أكد انه من المهم أن نربط بين هذه الازمة والحرية الصورية التى تأتى عبر الصناديق، حيث إن الأزمة الآن ازمة فكرة الليبرالية بوجه عام، وقبل كل شيء الثورات كانت قائمة لرفض السياسيات الليبرالية الجديدة، والتجربة اليونانية امامنا ليست ببعيدة كما أن هناك نماذج اوروبية ابرزها وهناك إسبانيا والبرتغال وايطاليا. وأضاف "جرفاريو" أنه يجب على يسار الوطن العربى ان يأخذ درسا من أخطاء اليسار الاوروبى، وهو من حاول تبنى فكرة الاشتراكية الديمقراطية، وكان يرحب بعناصر ليبرالية خطيرة فى نفس الوقت، لافتاً الى أن اليونان كمثال بها يمين متطرف وجماعات شبه نازية، وهناك حركات يسارية غير منظمة فى نفس الوقت، وهو كاليسار الايطالى او الإسبانى او البريطانى او المصرى الجميع يواجه نفس المشكلات. أخبار مصر – البديل