هل تخيّلت يوما أن الولاياتالمتحدةالأمريكية رمز العدالة والمساواة والحق وخلافه من الشعارات التي تروّج لها وسائل الإعلام الأمريكية أن تندلع فيها ثورة.. نعم ثورة شعبية؟ هل تخيّلت يوما أن الحكومة الأمريكية المتهمة بالتحريض على قيام الثورات ضد الأنظمة المعادية قد تشرب من نفس الكأس قريبا ؟ نعم الثورة في الولاياتالمتحدة حدثت بالفعل وهذا ليس ضربا من الخيال حيث بدأت الاحتجاجات بشكل واسع بدأت أولاً في شارع وول ستريت الواقع في منطقة مانهاتن في مدينة نيويورك، اليوم السبت 17 سبتمبر ..والذي يعتبر رمزا لقوة رأس المال التي تسيطر على السوق الأمريكي، وتتعدّاه لتتحكم أيضا في السياسة الأمريكية وحتى في حياة المواطن الأمريكي العادي. تمّ إطلاق الدعوة عَبْر الشبكة الإعلامية غير الربحية Adbusters التي تحارب الفكر الاستهلاكي وسطوة الرأسمالية وتأثيراتها السلبية حول العالم، وتهدف الدعوة إلى حشد نحو 20 ألف متظاهر اليوم ليقوموا باحتلال شارع "وول ستريت" بمعنى الكلمة؛ حيث يُخطّط المحتجون لاصطحاب الخيام والمطابخ المتنقلة معهم؛ للإقامة في درة الرأسمالية الأمريكية؛ لإيصال صوتهم إلى الإدارة الأمريكية برفضهم الصريح لفساد الشركات، وتدخّلها في تشكيل وصياغة القرارات والسياسات الأمريكية سواء داخليا أو خارجيا، وقد أطلقت الشبكة على عملية الاحتجاج اسم Occupy Wall Street أو احتل وول ستريت، وأنشأت موقعا إلكترونيا مخصصا لهذا الاحتجاج يأمل المنظّمون للاحتجاج أن يتمكّنوا من تحقيق النجاح في حشد هذا العدد من الأشخاص، والذي يروْن أنه أكثر من كافٍ لشلّ الحركة في شارع المال الأول في العالم، والذي يحتوي على مجموعة من المراكز الرئيسية للعديد من المؤسسات المالية والبورصات الكبرى حول العالم على غرار بورصة ناسداك، وبورصة نيويورك، ومؤسسة جي بي مورجن، وقد عَبّر المنظّمون في نفس الوقت عن أمنيتهم بأن ينتفض أغلبية الشعب الأمريكي ليناصرهم في احتجاجهم الذي مِن شأنه أن يعيد حكم القوة الأولى عالميا إلى يد الشعب بدلا من حكم الشركات الساري حاليا وذلك كما جاء في البيان المنشور على الموقع الإلكتروني. ولكن ما يُهمّنا أكثر كمصريين هو ما جاء في نفس البيان بالإشارة إلى أن المحتجين الأمريكيين عليهم متابعة ما قام به المحتجون في كل من إسبانيا واليونان، ولكن الأهم هو الاقتداء بالمثال المصري الذي ضربه الإخوة والأخوات في مصر على أرض ميدان التحرير، كما جاء حرفيا في البيان، نعم استطاع المصريون التأثير في الأمريكيين تأثيرا حقيقيا، واختتم المنظّمون بيانهم على الموقع بالإشارة إلى إيمانهم بأن احتجاجهم سيكون البداية لحراك اجتماعي وسياسي جديد وشامل يعيد لأمريكا شبابها المفتقد من جميع طوائف الشعب الأمريكي باختلاف توجّهاتها السياسية والعرقية والفكرية فيما عدا القوى الرأسمالية التي لا تضع مصلحة الشعب الأمريكي ضمن أولوياتها. ويبدو أن التأثير المصري تعدّى مجرد الذكر في البيان ووصل إلى المطالب فمن ضمن أهم المطالب التي سيطرحها المحتجون اليوم هي: تأسيس مجلس رئاسي أمريكي تكون أهم مهامه هي فصل المال عن السياسة، وإبعاد باراك أوباما عن سدة الحكم.