احتلت ثورة 25 يناير التي قام بها شباب مصر معظم العناوين في الصفحات الأولي للصحف الرئيسية في جميع أنحاء العالم. ففي افتتاحيتها قالت صحيفة الجارديان البريطانية أنه بعد ثمانية عشر يوماً من الاحتجاجات المتواصلة التي بدأها في ميدان التحرير كل ما واجههم به النظام من البلطجة وإطلاق النار والاعتقالات إلي قطع خدمات الإنترنت وشبكات التليفون المحمول وملاحقة وسائل الإعلام، إلا أنه بعد كل ذلك استطاع الشباب ومن ورائه الشعب أن يفرض كلمته علي الديكتاتور. قالت الصحيفة إن أهم ما يميز تلك الثورة الشجاعة أنها بلا قائد وإذا كان لابد من قائد فستكون الروح الوطنية التي سادت الثورة حيث إن المسلمين والمسيحيين وقفوا جنباً إلي جنب ولم يرتفع فيها إلا العلم الوطني. وأظهر المصريون معاً أنهم إذا كان بإمكانهم قهر الخوف لديهم، فإن بمقدورهم أن يطيحوا بأعتي الديكتاتوريين. وقالت صحيفة وول ستريت جورنال البريطانية أن ثورة الشباب المصري فتحت الباب أمام دول أخري بالمنطقة وهزت منطقة الشرق الأوسط بأسرها، بل جعلت الأنظمة العربية الأخري باتت علي حافة الهاوية حيث تمكن هؤلاء الشباب المصريون من إجبار رئيسهم علي التنحي بعد ثلاثين عاماً من الحكم. واختارت صحيفة هافنجتون يوش عنواناً يعبر عن حالة الضياع التي كان يعيشها المصريون في ظل نظام سلطوي دام عقوداً من الزمان.. فتحت عنوان «مرحباً بعودة مصر» أشارت الصحيفة إلي احتفال المصريين والعرب علي اختلاف أعمارهم بالتغيير التاريخي الذي تشهده البلاد.. وقالت الصحيفة أن أحداً لم يشهد دموعاً تذرف من أجل هذا الرئيس الذي يمثل ذلك النظام لا في مصر ولا في أي من أنحاء العالم العربي أو الإسلامي فالجميع تقدم بالتحية للشباب المصري الذي خرج للشوارع طوال ثلاثة أسابيع رافضاً الاستسلام حتي يتنحي رمز الاستبداد. • فجر جديد لمصر تحت عنوان فجر جديد لمصر أشادت صحيفة تليجراف بما حققه الشباب المصري وأكدت أن سقوط النظام هو الحدث التاريخي الأهم لأكثر دول العالم العربي سكاناً.. والذي استطاع تفكيك النظام الفاسد.. وأضافت الصحيفة أن علي الغرب أن يكون حذراً بشأن التدخل، كي لا يتكرر سيناريو ثورة 1979 في إيران التي بدأت باسم الحركة العلمانية ثم أتي الإسلاميون ليخطفوها ويسيطروا علي البلاد. • يوم 11 فبراير علقت صحيفة الفايننشيال تايمز البريطانية بأن الشعب اكتشف سلطته علي بلاده يوم 11 فبراير وأشادت بثورة الشباب في 25 يناير وقالت إن ثورة الشباب في مصر كانت مثل القطار الذي يتحرك بسرعة فائقة ودون قائد وكان هذا جمالها وقوتها. واتفقت مجلة دير شبيجل الألمانية مع غيرها من صحف العالم الغربي مشيدة بقدرة الشباب في ميدان التحرير وقالت إن رحيل الرئيس المصري يمثل انتصاراً لهم وهزت البلاد رافضة الاستسلام، وأشارت المجلة الألمانية إلي أنه بتنحي مبارك فقد الغرب الطاغية الأكثر تفضيلاً لهم، حيث لعب دوراً بارزاً في الشرق الأوسط طوال العقود الثلاثة الماضية ونفوذه بعيد المدي في العالم العربي مما أدي إلي جعله لا غني عنه حتي بات رؤساء الولاياتالمتحدة المتعاقبون وفرنسا ورؤساء وزراء بريطانيا يعملون علي الاحتفاظ بعلاقات وثيقة معه. • المصريون ألهموا العالم ذكرت كثير من صحف العالم كلمة الرئيس الأمريكي أوباما واصفاً ثورة المصريين للشباب بأنها ألهمت العالم بفكرة أن العدالة يمكن أن تتحقق وتنجح من دون عنف وأن هذه الثورة أعادت أصداء التاريخ بمسيرة غاندي السلمية نحو العدالة ومسيرة الألمان وغيرهم نحو الحرية.. وأضاف أن العالم كله عيناه علي ميدان التحرير وآذانه مع أصواتهم، إنه شباب استطاع أن يجعل العالم ينتبه إليه. • ثورة الشباب أعادت الكرامة للمصريين صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية قالت إن الشباب المصري تمكن بمهارة بالغة من تفعيل وسائل التكنولوجيا الحديثة واستخدامها في التصدي للفقر والبطالة والفساد والتعذيب، وأن مظاهرات يوم الغضب انتصار لحركة شباب الفيس بوك وتأثيرهم علي الشارع، وقد أثبت الشباب المصري قدرته علي الصمود والتحدي سلمياً وحقق ما لم يكن ممكناً تحقيقه فقد نادي بالعدالة الاجتماعية والديمقراطية ووقف ثابتاً في إباء وشمم متمسكاً بسلميته وإعادة كرامته. • التحول نحو الديمقراطية ذكرت صحيفة الواشنطن بوست في افتتاحية عددها أن المصريين نجحوا في التعبير عن رغبتهم ليس فقط في تغيير الحكومة وإنما في إحداث ثورة ديمقراطية ومنحوا احتمال الإصلاح السياسي صدي عالياً من شأنه أن ينتشر عبقة أخيراً في منطقة طالما افتقرت إليه، وقالت الصحيفة أن الثورة الشبابية الشعبية من شأنها تغيير العالم العربي للأبد. • ثورة الشباب حكاية تحكي أشاد الكاتب الأمريكي البارز توماس فريدمان في مقاله بصحيفة «نيويورك تايمز» بأجواء البهجة والفخر والوطنية التي استشعرها كل مواطن مصري بعد تحقيق ثورة الشباب وأهدافها. وقال إن خطورة وقوة الحركة الديمقراطية تكمن في شرعيتها، الأمر الذي بات مصدراً لقلق وخوف الملوك والمستبدين في شمال أفريقيا وذلك ليس فقط لأن الشباب ومعه الشعب تمكن من إسقاط ديكتاتور، وإنما لأن الطريقة التي سقط بها من السهل جداً محاكاتها. • أفريقيا فخورة بما فعله أبناء الفراعنة فور إعلان تنحي الرئيس حسني مبارك كتبت صحيفة «ديلي ناشن» الأوغندية تحت عنوان «أخيراً تنحي مبارك» بعد ثمانية عشر يوماً من مظاهرات الشباب والشعب.. بعدها خرج المصريون إلي الشوارع يحتفلون.. وأضافت: هتف الشباب ووراءهم الشعب «الشعب أراد وأسقط النظام». وفي مقالات الرأي كتب مانيا كيبا يقول إن الكتل المتدفقة من المتظاهرين المصريين أبهرتنا فالشعب المصري عاني من الانتهاكات ضد نظام بوليسي ديكتاتوري، ولكنه نجح أخيراً بفضل شبابه. وحيا كيبا المصريين قائلاً «برافو أيها المصريون» أنتم جعلتم أفريقيا فخورة بكم. وذكرت وكالة الأنباء الفرنسية أن المتظاهرين يعبرون حول العالم عن فرحتهم بثورة شباب مصر الذي احتشد حوله الشعب، فمن لندن إلي بروكسل عبر أستراليا نزل متظاهرون إلي الشوارع يوم السبت الماضي بكل الفخر في جميع أنحاء العالم احتفالاً بنجاح ثورة الشباب الذي أعاد إليهم الفرحة والكرامة.