جامعتا المنصورة والمنصورة الأهلية تشاركان في المؤتمر الأوروبي للتعليم الدولي بالسويد| صور    «الشعبي الجزائري»: العدوان الإسرائيلي على قطر يمثل تهديدًا للأمن الإقليمي والدولي    خفض الحد الأدنى لتنسيق القبول بالصف الأول الثانوي الفني بمدارس الغربية (تفاصيل)    وزير البترول يبحث مع إنرجين اليونانية فرص استكشاف جديدة للغاز بالبحر المتوسط    الاتصالات تعقد الملتقى التعريفى ل استضافة النسخة الأول لقمة "عالم الذكاء الاصطناعى" "AI Everything فى فبراير المقبل    موعد انتهاء التوقيت الصيفي 2025 وخطوات ضبط التوقيت الشتوي على هواتف أندرويد    فتح برامج دراسية جديدة لمدارس التعليم الفني في الشرقية | صور    43 شهيدًا جراء غارات إسرائيلية على قطاع غزة بينهم 35 بمدينة غزة    ديشامب: ما فعله الجمهور غير مقبول أمام أيسلندا    الزمالك يتعاقد مع آدم موسى لتدعيم صفوف السلة    نيابة الفيوم تقرر حبس سائق ميكروباص فقد الوعي أثناء القيادة بعد تعاطي مخدرات    احتفالاً بيوم الفلاح.. قصور الثقافة تشارك بورش فنية ولقاءات بدمياط | صور    بعد تقدم فيلم الشاطر للمركز الثامن.. ترتيب جديد لقائمة الأفلام الأعلى إيرادا في تاريخ السينما المصرية    ريهام عبد الغفور تكشف كواليس مشوارها الفني والإنساني في «صاحبة السعادة» الأحد    إعلان نتيجة مسابقة جوائز الصحافة المصرية بدورة محمود عوض 2025    محافظ بورسعيد يفتتح 14 سرير عناية مركزة بمستشفى الصدر    هل احتفل أهالي غزة باستهداف قادة حماس في قطر؟ حقيقة الصورة المتداولة    قبل إعلانها.. ضوابط اختيار الأعضاء المعينين بمجلس الشيوخ من قبل رئيس الجمهورية    «اسمع قلبي وشوف دقاته».. داليدا خليل تغني لزوجها نيكولا زعتر في حفل زفافهما    4 أبراج تهتم بأدق التفاصيل وتقرأ ما بين السطور.. هل أنت منهم؟    جامعة بنها تشارك في المؤتمر والمعرض السنوي للجمعية الأوروبية للتعليم العالي بالسويد    مريم عامر منيب تفقد الوعي خلال جنازة خطيبها عمرو ستين    تعزيز التعاون الاقتصادي وتسوية الأزمات الإقليمية تتصدران لقاء السيسي ورئيسة الحكومة التونسية    شبورة مائية وحار نهارا رطب .. الأرصاد تكشف حالة الطقس غدا    مصرع شخص دهسًا تحت عجلات القطار بأسوان    غرق صغيرين في مياه ترعة قرية بكفر الشيخ    ضبط 106 آلاف مخالفة مرورية متنوعة خلال 24 ساعة    انعقاد جولة مشاورات سياسية بين مصر وأذربيجان بالقاهرة    وزير الدفاع يشهد المرحلة الرئيسية للتدريب المصري - الأمريكى «النجم الساطع»    ستوري بوت| «سبلايز» بلا منهج.. وأعباء بلا تعليم!    تقرير: ثنائي ألميريا في الطريق للدوري السعودي    خطوة غامضة تفتح الباب أمام اقتراب مدرب يونيون برلين من الأهلي    منتخب الناشئين يواجه مالي في ختام دور المجموعات ب    العائدون لدراما رمضان 2026 يشعلون المنافسة    ندوة توعوية لخطباء ههيا لنشر ثقافة ترشيد المياه في المساجد    غدًا.. ختام المرحلة الثانية من مسابقة دولة التلاوة بالأوقاف    ارتفاع قيمة معاملات المحافظ الإلكترونية إلى 943 مليار جنيه خلال 3 أشهر    أعراض مبكرة للنوبة القلبية تظهر قبل أسابيع    ريجيم البروتين، أهم المميزات والأضرار وهل يناسب الجميع أم لا؟    تحرير (130) مخالفة للمحلات التى لم تلتزم بقرار الغلق خلال 24 ساعة    ربع جنيه خرّج أجيالًا.. حكاية الشيخ إبراهيم الذي تحدى المرض بالقرآن في المنيا- فيديو وصور    الثلاثاء 23 سبتمبر.. جامعة قناة السويس تعلن موعد حفل التميز البحثي وتكريم الفائزين    خالد يوسف وداليا البحيري وبشرى وأبو العلا أعضاء لجان تحكيم مهرجان بغداد    طقس مطروح والساحل الشمالى اليوم االأربعاء. حار رطب ونشاط للرياح أحياناً    بالمجان.. انطلاق القطار ال14 للعودة الطوعية للسودانيين من «محطة رمسيس» (صور)    استعدادًا للعام الجديد.. تعليم البحيرة يطلق مبادرة المدارس الخضراء    أسهل طرق سداد فاتورة كهرباء سبتمبر 2025    وزير الصحة يستقبل رئيس الجهاز المركزي للتنظيم والإدارة لتعزيز التعاون في تطوير المنظومة الصحية    محمد كوفي: غياب مصطفى محمد سهّل المهمة على بوركينا فاسو    أسعار الحديد والأسمنت اليوم الأربعاء 10 سبتمبر 2025    مصر ترد علي افتتاح سد النهضة: إجراء أحادي مخالف للقانون ونخاطب مجلس الأمن    أسطول الصمود يشتبه ب اعتداء إسرائيلي على إحدى سفنه    استنفار بولندي بعد رصد مسيّرات روسية داخل المجال الجوي    حسام حسن: شعب مصر يثق بنا.. وحلمي المشاركة في كأس العالم لاعبا ومدربا    الحوثيون يعلنون استهداف إسرائيل بصاروخ فرط صوتي ومسيّرات    شاهد.. أهداف منتخب مصر الثانى فى ودية تونس استعدادا لكأس العرب    هل يجوز التحايل بالزواج العرفي للحصول على المعاش؟.. الإفتاء توضح    استمرار التصفيات المركزية للمرحلة الثانية بمسابقة دولة التلاوة لليوم الرابع    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



بعد سيطرة الإسلام السياسي .. اليسار المصرى إلى أين؟
نشر في الوادي يوم 19 - 05 - 2012

هل إختفي اليسار المصري عن الساحة السياسية، هل نسبة المقاعد التي حصلت عليها الأحزاب ذات الخلفية اليسارية بتعدداتها الاشتراكية منها والشيوعية تعبر عن وجود التيار اليساري في الشارع المصري، هل أنسحب اليسار من الشارع المصري واتجه إلي المقاهي المنتشرة بشوارع وسط البلد، هل يستعيد اليسار دوره في ظل تصاعد الاحتجاجات ضد الحركة الرأسمالية في العالم، وما هو مستقبل اليسار المصري في ظل تصاعد تيار الإسلام السياسي في مصر بعد الثورة، وما الذي يراهن عليه اليسار المصري في ظل الدعاية الدينية المؤثرة التي تستخدمها الأحزاب ذات المرجعية الدينية والأحزاب الليبرالية المدعومة بأموال رجال الأعمال، سؤال طرحناه علي بعض أنصار الفكر اليساري المصري؟
قال د. سيد عبد العال، أمين عام حزب التجمع، سوف يستمر اليسار طالما هناك ظلم اجتماعي، ويحاربه بمختلف أشكاله سواء الاشتراكية أو الشيوعية، منضالاً من أجل تحقيق أهدافه، وبالتالي فالتواجد اليساري في الساحة مطلوب سواء كان في شكل حركات أو أحزاب، وإن وجدت بعض الحركات التي لاتتبع اليسار لكنها تتبني جوهر المطالب الاشتراكية في تحقيق العدالة الاجتماعية، ويضيف بأن التيار اليساري في مصر علي صلة مباشرة بالعمال والفلاحين والمهنيين من خلال النقابات المستقلة، قائلا "نسعي منذ فترة لإقامة تحالف يساري معبر عن اليسار المصري، ولانزال بعد الثورة في مواجهة مع القوي ذات النزعة الليبرالية في العمل العام، وهي قوي غير إجتماعية تبرز في بعض رجال الأعمال.
وبسؤاله عن تحالف بعض القوي اليسارية ضمن تحالفات ليبرالية، أوضح أن التنسيق مع القوي الليبرالية جاء لمواجهة نفوذ الإسلام السياسي المتزايد بهدف تحقيق مجتمع مدني قائم علي التعددية واحترام الآخر، تتمكن فيه كافة قوي المجتمع الدفاع عن وجهة نظرها وماتؤمن به، ويضيف أن القوي الإسلامية لا تملك طريقة للتحاور مع اليسار سوي التكفير وذلك هروبا من مناقشة البرامج السياسية، فهم لايقدمون برامج سياسية واضحة، وإنما يغلفونها بغلاف ديني، علي حد قوله.
وتابع لكن اليسار يحتكم إلي الشعب في إنحيازه للبرامج المعبرة عن مصالح جموع وفئات الشعب المصري، وردا علي تورط بعض القوي الاشتراكية في الأحداث السابقة لقيام الانتخابات التشريعية، وطالتها الإتهامات بعد ذلك، قائلاً "لم نكن مع تأجيل الانتخابات، ولذلك أكملنا المرحلة الثالثة ونعلم أن الأصوات التي حصل عليها كلا من الحرية والعدالة وحزب النور قامت علي الدعاية السوداء، ونظرية "تكفير الأخر" وهذا النوع من الدعاية لايدوم، ويكفى مراقبة الشعب ممارسة كافة القوي السياسية داخل البرلمان، ليكتشف أن الذين انتخبوهم لايمكلون برامج تخدم مصالحهم ولا تساعد في حل مشاكلهم وبالتالي فالنضال اليساري هو النضال الحقيقي والأصعب فيجب أن تعبر عن مصالح الشعب وتدافع عنها لا أن تكون مجرد وكيلا عن الشعب.
وتوقع عصام محمد، عضو منظمة الإشتراكيين الثوريين، إزدهار اليسار مستقبلا فهو التيار الوحيد الذي يؤمن بفكرة الثورة ضمن أيدلوجياته، والدليل علي ذلك أن الثورة المصرية نادت بأكثر المطالب المعبرة عن اليسار وهي "العدالة الإجتماعية".
وأرجع إنحصار التيار اليساري في الفترة الأخيرة، إلى الملاحقات الأمنية بشكل أساسي، مما دفع بعض الحركات للعمل بشكل سري، بينما التيارات الأخري هي مجرد تيارات إصلاحية لا يوجد ضمن إيدولوجيتها فكرة التصادم المباشر مع النظام القائم في حين أن أمن الدولة في النظام البائد كان لا يسمح بتواجد أنظمه تعارضه، كذلك إنحراف الخط اليساري لدي بعض الحركات والأحزاب ساهم في إنحصار دور اليسار في الفترة الأخيرة فعلي سبيل المثال حزب التجمع إنحرف عن الخط اليساري منذ تقاعد "زكريا محي الدين" وهو يتبني خط النظام القائم.
وأضاف متسائلاً هل من المقعول أن ينادي أكبرحزب يساري في مصر بالمبادئ الليبرالية، فاليسار يراهن دائما علي الأغلبية الكادحة وساكني العشوائيات الذين يتطلعون دائما لحياة أفضل، وذلك من خلال الاتصال المباشر بهذه الفئات المهمشة والكادحة وتوعيتهم بكيفية نزع حقوقهم المشروعة من بين أنياب الطبقة الرأسمالية المسيطرة.
وأكد على تدني نفوذ التيار الديني، لأن الإصلاحات تتطلب إعادة توزيع الثروة وهو أمر غير موجود بين برامج أحزاب التيار الإسلامي، وهناك العديد من الدلائل التي تمثل عودة قوية للتيار اليساري قياسا بالفترة التي أعقبت سقوط الأتحاد السوفييتي في السبعينيات من القرن الماضي، وشهدت تراجعا ملحوظا للتيار اليساري علي مستوي العالم و منها " قيادة اليسار للحركات الاحتجاجية المناهضة للسياسات الرأسمالية في العالم ومنها مثلا قيادة الحزب الشيوعي للإضرابات في اليونان وإيطاليا وأسبانيا وأمريكا، وغيرها من الدول الأوروبية، والحركات الطلابية الاشتراكية كان لها دور فعال داخل الجامعة في الفترة الأخيرة فهي من قادت إضرابات الطلبة في الجامعة الأمريكية والجامعة الألمانية، كما يتواجد التيار الإشتراكي بشكل ملحوظ في الجامعات الحكومية، فهو من قاد حملة لإسقاط اللائحة الطلابية الموجودة في جامعة عين شمس، وطالب بلائحة بديلة يكتبها الطلاب بأنفسهم، حتي تكون معبرة عن مصالح الطلاب، كما قاد اليسار حملة داخل الجامعات تحت شعار "حملة ماتدفعش المصاريف" في جامعة القاهرة وعين شمس وحلوان، كذلك زيادة عدد الحركات الإشتراكية منها "إتحاد الشباب الإشتراكي وحركة الإشتراكيين الثوريين وغيرها من الحركات التي ذاع صيتها في الفترةالأخيرة كل ذلك يمثل قرائن علي عودة التيار اليساري بقوة مستقبلاً.
وحذر وائل توفيق، عضو حزب التحالف الشعبي الإشتراكي، من استمرار حالة التشرذم التي يعانيها اليسار حاليا، وضعف القوى اليسارية، نتيجة عدم التحالة والعمل الاشتراكي بين فئات اليسار المختلفة، خاصة بعد اندلاع الثورة وارتفاع سقف الحالة الثورية لكافة التيارات السياسية، لافتاً لوجود بعض المساعي لعمل جبهة لتوحيد اليسار في مصر وفقا لشروط التيار الاشتراكي، ليتم التركيز علي تفعيل دور أصحاب المصالح من المهمشين والذين من المفترض أن الثورة قامت لأجلهم وعلي أكتافهم، وبالتالي فهناك ضرورة لإدخالهم في العمل السياسي وذلك يتم من خلال خلق تنظيمات شعبية لها القدرة علي التعبير عن مصالح تلك الطبقات كفكرة النقابات العمالية المستقلة، وفكرة اللجان الشعبية المعبرة عن مصالح جموع الجماهير.
ولفت لوجود بعض الجهات الاشتراكية تسعي لتحالف قوى اليسار في كتلة واحدة منها مثلا "حركة الإشتراكيين الثوريين، حزب التحالف الشعبي الإشتراكي، واليسار الثوري، بهدف طرح رؤي القوي التي قامت الثورة من أجلها عبر تلك التنظيمات، وإزالة الفروق الطبقية في المجتمع، والتأكيد علي العمل من أجل مصالح الجماهير.
وأرجع وائل توفيق، أسباب إنحصار اليسار في الشارع إلى حملات التشويه التي يتعرض لها منذ السبعينيات حينما عمل السادات علي تشويه الفكر الاشتراكي بهدف السيطرة علي الحكم، وخلق نظام رأسمالي ليبرالي يخدم مصالح الفئات الحاكمة كما أن هناك حملة منظمة من المجلس العسكري لتشويه اليسار الثوري بهدف استرجاع النظام القديم، بوجوه جديدة لافتاً إلى " ماحدث من تأويل بعض الكلمات التي جاءت في إحدي ندوات مركز الدراسات الإشتراكية والتي جاء بها " ضرورة هدم نظام الدولة بأكمله" والتي فهم من سياقها بأن التيار اليساري يسعي للتخريب والهدم كذلك إتهام بعض الجماعات الإسلامية بأن اليسار يحصل علي تمويلات من المخابرات المركزية الأمريكية، وهي كلها إدعاءات باطلة الهدف منها تشويه التياراليساري في مصر، ويعد ذلك إحدي أسباب تراجع اليسار في الفترة الأخيرة، كما أثرت القوي التنظيمية للتيار الإسلامي علي مسار اليسار في مصر.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.