* عزاء الشرطة لوالد محمد: ” إيه اللي خرج ابنك أساسا ما هو اللي غلطان.. وبعدين فيه كمان عساكر ماتوا “ كتب- مني باشا: حمل في صدره حلماً لمصر جديدة, ليس بها ظلم ولا تطلق فيها قوات الشرطة النار على المتظاهرين العزل, ولكن رصاصات الشرطة عاجلته من حيث لا يدري .. وأسقطته أمام مديرية الأمن القديمة بالمنصورة, ولكنها لم تمنع حلمه من أن يرى النور وأن يرسم خريطة جديدة لمصر, بصورة تمناها الشهيد محمد أمين الباز يوسف. محمد شاب لم يتعدى ال 22 من عمره بعد, لم يمكنه القدر من إنهاء دراسته الجامعية فاستشهد وهو في الفرقة الثانية بكلية التجارة بجامعة المنصورة برصاص رجال الشرطة في 28 يناير يوم ” جمعة الغضب “. وحول استشهاد محمد, يقول شقيقه الأصغر مصطفي: ” خرجت أنا ومحمد مع أصدقائنا للمشاركة في مظاهرات يوم الغضب لرغبتنا كشباب مصري يعشق تراب هذا الوطن في تغيير الأوضاع وبناء وطن جديد حالم وقوي, لمن نكن نهتم بالسياسة ولا ننتمي لأي تيار سياسي لكننا نهتم بمصر, وعندما وصلتنا الدعوات عن طريق الفيس بوك قررنا المشاركة في التظاهرات”. وأضاف مصطفى ” في المظاهرات تفرقنا عن بعضنا وسط مئات الآلاف من المتظاهرين خاصة بعد اعتداء الشرطة علينا بالقنابل المسيلة للدموع والرصاص المطاطي والحي, وعدت إلي المنزل في حوالي السابعة مساءا وسألت والدي عن محمد فقال انه لم يعد بعد.. انتظرناه لساعات وحاولنا الاتصال به دون جدوى وسألنا جميع أصدقائه دون جدوى”. وأدمعت عينا مصطفى .. وقال بصوت متقطع “ظللنا نبحث عنه يومي الجمعة السبت.. إلى أن رد احد الأشخاص علي تليفونه المحمول, وأخبرنا أن محمد مصاب وتم إدخاله المستشفي وانقطع الاتصال قبل أن يعلمنا باسم المستشفى.. فكررنا الاتصال عدة مرات حتى رد علينا وابلغنا أنه في المستشفي الدولي بالمنصورة”. ومضى مصطفى يقول” هرعنا إلي المستشفي وأخذنا صورة أخي معنا على أمل أن نجد من يدلنا على غرفته, لكننا صدمنا عندما وجدناه في مشرحة المستشفى بعد أن ظللنا 3 أيام نبحث عنه” وأضاف ” تقرير الطبيب الشرعي أفاد بأن محمد أُصيب بطلق ناري في كتفه واخترقت الرصاصة صدره”. توقف مصطفى قليلاً عن الكلام.. وبد وكأنه يستجمع قواه ليكمل الكلام.. قبل أن يقول لنا:” أصدقاء محمد أخبرونا فيما بعد أنه تم ضربه بالنار أمام مديرية الأمن القديمة بجوار محافظة الدقهلية من قبل أحد رجال الأمن, وأنه أصيب برصاصة وحاول الهروب ولكن عساكر الأمن المركزي قاموا بإمساكه والاعتداء عليه بالضرب مرة أخري بالهراوات التي يحملوها إلي أن استطاع البعض تخليصه من أيديهم وقاموا بنقله إلى إحدي الصيدليات بشارع قناة السويس المقابل للأحداث إلا أنهم اخبروهم انه يجب أن ينقل إلي المستشفي وتوفي في طريقه إليها. وحمل مصطفى على الشرطة بشده, وقال غاضباً ” حاول والدي أن يتقدم بشكوى إلي مركز الشرطة أو مديرية الأمن إلا أنهم ضغطوا عليه لمنعه عن ذلك, وإجباره على القول إن محمد لم يقتل برصاص الداخلية, وقالوا له بكل قسوة ” إيه اللي خرج ابنك أساسا ما هو اللي غلطان.. وبعدين فيه كمان عساكر ماتوا “. وعلق مصطفى قائلاً” بهذه الكلمات عزت الداخلية ورجالها من قتلوه بأيديهم ” هو اللي خرج “. من جهة أخرى, حصلت البديل علي صورة للشهيد محمد جمال محمد سليم 28 سنة والذي سقط أيضاً في مظاهرات المنصورة .