سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
السودان من دولة واحدة.. إلي دولتين شمال .. وجنوب
تراجع الجنيه السوداني واحتمال إصدار الجنوب عملة جديدة
شمال السودان يطالب بسحب القوات الدولية بعد الانفصال
يشهد يوم السبت المقبل تحولا تاريخيا، إذ يصبح السودان دولتين احداهما شمالية والاخري جنوبية.. كان هذا هو اختيار الجنوبيين بأغلبية كاسحة في الاستفتاء الذي جري في التاسع من يناير الماضي.. وهو الاستفتاء الذي نص عليه اتفاق السلام الذي وقع بين الجانبين عام 5002 وانهي حربا أهلية دامية استمرت أكثر من عشرين عاما وقتلت اكثر من مليوني شخص. ومع هذا التحول المصيري ستخرج الي النور أحدث دولة في العالم علي مساحة تساوي ربع مساحة السودان الذي عرفناه والذي لن يعود اكبر دول القارة الافريقية كما انه سيتراجع إلي المرتبة الثالثة من حيث المساحة بين الدول العربية. يصبح جنوب السودان دولة مستقلة في التاسع من يوليو الجاري لكن الاقتتال علي امتداد الحدود التي لم يتم ترسيمها جيدا بعدما أثار توترا قبل الانقسام. ولم يحسم بعد الشمال والجنوب قضايا مثل كيفية ادارة قطاع النفط وتقسيم الديون. وفيما يلي بعض الحقائق الرئيسية عن شطري السودان: - جنوب السودان: -الاسم الرسمي: جمهورية جنوب السودان (بعد التاسع من يوليو وفقا لمسودة دستور الجنوب) -العاصمة: جوبا -رئيس الدولة: سلفا كير -عدد السكان: 8.26 مليون نسمة. فقد أظهر تعداد السكان لعام 2009 أن اجمالي عدد السكان في السودان يبلغ 39.15 مليون يعيش منهم 30.89 مليون نسمة في الشمال و 8.26 مليون نسمة في الجنوب. وطعن الجنوب في هذا التعداد وقال إن أعداد سكان الجنوب أكبر من هذا الرقم. وعاد مئات الالاف من الجنوبيين الذين كانوا يقيمون في الخارج منذ التعداد. -المساحة: 640 ألف كيلومتر مربع -الديانة: أغلبهم من المسيحيين ومعتنقي المعتقدات المحلية -الاقتصاد: مثل النفط نحو 90 في المائة من اجمالي ايرادات الجنوب في 2010. ويأتي ثلاثة أرباع انتاج السودان البالغ 500 برميل يوميا من جنوب السودان لكن جميع خطوط الانابيب تمر عبر الشمال الذي يضم المصافي الوحيدة في البلاد وميناء بحري. - ايرادات النفط: يقدر محللون أن حكومة الجنوب ربما تكون قادرة علي اضافة مليار دولار الي ميزانيتها السنوية التي تبلغ نحو ملياري دولار من خلال الحصول علي المزيد من الايرادات من النفط بعد الاستقلال. - علي الرغم من امتلاك أراضي الجنوب للثروة النفطية فان ما يصل الي 90 في المائة من السكان يعيشون تحت خط الفقر اذ يبلغ دخلهم نصف دولار فقط يوميا. - في جنوب السودان أعلي معدل لوفيات الاطفال وأدني مؤشرات التعليم في العالم. ويتوفي طفل واحد من كل عشرة قبل عيد ميلاده الاول وأتم أقل من واحد في المئة من الفتيات تعليمهن الابتدائي. - السودان (الشمال): -العاصمة: الخرطوم -رئيس الدولة: عمر حسن البشير -عدد السكان: 31 مليون نسمة -المساحة: 1.86 مليون كيلومتر مربع -الديانة: أغلبية من المسلمين -الاقتصاد: مثل النفط أكثر من 50 في المائة من الايرادات المحلية وأكثر من 90 في المائة من الصادرات وكلا الرقمين يشيران الي الاجمالي بالنسبة للشطرين في 2009 - الناتج المحلي الاجمالي: 68.44 مليار دولار (2010) - نصيب الفرد من الناتج المحلي الاجمالي: 2300 (2010) - النمو: 5.1 في المائة - القوة العاملة تبعا للقطاع - الزراعة: 80 في المائة - الصناعة: سبعة في المائة- التضخم: 11.6 ٪. اديس ابابا - وكالات الانباء: اعلن السودان امس انه يريد انسحاب قوات حفظ السلام من البلاد بعد انفصال الجنوب في التاسع من يوليو الجاري رافضا ضغوطا دولية لتمديد مهمة بعثة لحماية مدنيين من قتال جديد.وينتشر أكثر من 10 الاف فرد من قوات حفظ السلام والشرطة والمراقبين في شمال وجنوب السودان يعملون في اطار بعثة الاممالمتحدة في السودان التي تشكلت لمراقبة اتفاق السلام الذي وقع عام 2005 وأنهي حربا أهلية بين الجانبين.ومن المقرر ان ينتهي التفويض الممنوح لهذه البعثة في ذروة تطبيق اتفاق السلام لدي انفصال جنوب السودان عن الشمال السبت المقبل بموجب الاستفتاء الذي أجري في يناير الماضي. وفي غضون ذلك, اعلنت الهيئة الحكومية للتنمية في شرق افريقيا (ايجاد) ان شمال وجنوب السودان وافقا علي مواصلة مفاوضاتهما حول المسائل العالقة بينهما بعد انفصال الجنوب في التاسع من يوليو الجاري.وأشادت ايجاد خلال قمة في اديس ابابا بالاتفاق وهنأت " بقوة" الرئيس السوداني عمر البشير ورئيس حكومة الجنوب سلفا كير علي "موافقتهما علي مواصلة المفاوضات" بعد التاسع من يوليو لحل كل المسائل العالقة في اطار اتفاق السلام الشامل، بما في ذلك وضع منطقة ابيي المتنازع عليها وترسيم الحدود والنفط والديون. من جانبه, انتقد الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد الدول الغربية مؤكدا انها "قطعت السودان اربا اربا" في حين تتجاهل مطالب شعوبها بالانفصال. وقال نجاد ان "الاعداء يريدون تقطيع السودان ". وتساءل "كيف يريد المهتمون بحقوق مجموعة سودانية ان يفصلوا الجنوب ليصبح مستقلا ولا يتقاسمون هموم الباسك الاسبان والايرلنديين الشماليين وسكان كورسيكا الفرنسيين وسكان جنوبالولاياتالمتحدة". من جهة اخري, قال تجار ان الجنيه السوداني يشهد هبوطا في قيمته قبل استقلال جنوب البلاد في ظل مخاوف من أن شمال السودان سيواجه تحديات اقتصادية صعبة بينما من المحتمل أن يطلق الجنوب عملة جديدة دون تنسيق. وسيخسر شمال السودان-الذي يعيش فيه 80 في المائة من سكان البلاد البالغ عددهم نحو 40 مليون نسمة- نحو 75 في المائة من انتاج البلاد النفطي البالغ 500 ألف برميل يوميا حيث تقع معظم الحقول في الجنوب. ويعد النفط بمثابة شريان الحياة لاقتصاد كل من الشمال والجنوب.ويحتاج الجنوب مصافي الشمال والميناء الوحيد في البلاد في الاعوام القادمة لبيع نفطه لكن يتوقع خبراء اقتصاديون أن تتقلص ايرادات الشمال النفطية تدريجيا الي أقل من حصة النصف التي يحصل عليها حاليا.وقال محللون ان تراجع الايرادات سيزيد من ندرة النقد الاجنبي في شمال السودان حيث يواجه المستوردون صعوبات في الحصول علي الدولارات. ويعتمد السودان علي الواردات من الخارج للغذاء ومنتجات عديدة أخري وخاصة التكنولوجيا.وفي ظل الحظر التجاري الامريكي وأعمال العنف في اجزاء عديدة من الدولة مترامية الاطراف يكافح السودان للتعامل مع معدلات مرتفعة للتضخم والبطالة اضافة الي الاعتماد علي النفط.