أقر جو بايدن، نائب الرئيس الأمريكي، اليوم الأحد، في حديث لشبكة (ايه. بي. سي) أن الاستفتاء على استقلال جنوب السودان المقرر إجراؤه في يناير المقبل يثير "قلقا مشروعا"، وقال بايدن إن الولاياتالمتحدة تعمل "بشكل مستمر" على ضمان ألا يشهد الاستفتاء عمليات تزوير ومخالفات، معترفا في الوقت نفسه بوجود "قلق مشروع". ومن المقرر أن يختار السودانيون الجنوبيون في يناير المقبل من خلال استفتاء شعبي ما إذا كانوا يريدون الاستقلال أم البقاء ضمن السودان الموحد. وسيجري استفتاء آخر في الوقت نفسه في منطقة "ابيي" الواقعة على الحدود بين الشمال والجنوب ليقرر سكانها ما إذا كانوا يريدون الانضمام إلى الشمال أو الجنوب. ويعتبر هذان الاستفتاءان حجر الزاوية في اتفاق السلام الشامل الذي تم توقيعه في عام 2005 بين الحكومة السودانية والمتمردين الجنوبيين السابقين، والذي أنهى حربا أهلية استمرت 21 عاما. وقال بايدن: "نبذل كل ما في وسعنا لضمان شرعية ومصداقية هذا الاقتراع". ويأتي تعليق بايدن هذا بعد أن أبدت أكثر من 20 منظمة غير حكومية الأسبوع الماضي، قلقها من تأخر الاستعدادات للاستفتاء، داعية الدول الكبرى إلى التدخل لتجنب عودة الحرب الأهلية. وقال عثمان حميدة، مدير المركز الأفريقي لدراسات السلام والعدالة، في بيان صدر الأربعاء الماضي، إن "اتفاق السلام الشامل أبقى شمال وجنوب السودان موحدين وأنهى واحدا من أكثر النزاعات دموية في القرن العشرين، ولكن إذا لم يجر استفتاء يحظى بالمصداقية، فإن هذا يهدد بعودة الحرب في البلاد". ووقع هذا المركز مع 23 منظمة غير حكومية أخرى على تقرير بعنوان "إعادة تأكيد التزام ضامني اتفاق السلام الشامل السوداني". ومن بين المنظمات الأخرى الموقعة "سيف دارفور" و"جلوبال ويتنس" و"ريفوجييز انترناشونال". واعتبرت المنظمات في تقريرها المشترك هذا أن "استفتاءي الجنوب وابيي هما أهم حدثين يشهدهما السودان منذ استقلاله في عام 1956، غير أن ضعف مستوى الإعداد لهما مثير للقلق".