سيل عارم من التساؤلات والشكوك أحاطت بالنتيجة التي آلت اليها مزايدة حقوق رعاية اتحاد الكرة، وهي التي رست علي احدي الوكالات الاعلانية مقابل ثلاثة وخمسين مليونا ونصف المليون جنيه في عامين ونصف العام، أي ما يوازي 12 مليونا في السنة الواحدة، وبطبيعة الحال كان اول هذه التساؤلات هو: كيف يقبل اتحاد الكرة هذا المبلغ في حين كانت العروض السابقة بنفس المزايدة قبل الغائها يوازي ضعف هذا المبلغ تقريبا، حيث كانت احدي الوكالات قد عرضت شراء هذه الحقوق مقابل 261 مليون جنيه في اربع سنوات أي أن السنة الواحدة تساوي 04 مليون جنيها، وبعدذلك تأتي الشكوك حول أسباب احجام معظم الوكالات الاعلانية واقتصار المنافسة علي وكالتين فقط هما الوكالة الفائزة بالشراء وهي بروموميديا ووكالة الاهرام، بل أن الشكوك ستتزايد اذا صحت الانباء المتناثرة حول عدم قدرة الوكالة الفائزة علي الوفاء بالتزاماتها المالية ومن ثم توؤل الحقوق الي وكالة الاهرام وهو الامر الذي كان يسعي اليه بعض مسئولي الاتحاد منذ اليوم الاول للتفكير في طرح الحقوق للمزايدة. وهنا لابد ان يقفز اسم المهندس محمود طاهر عضو مجلس ادارة الاتحاد السابق والذي تقدم باستقالة مسببة من عضوية الاتحاد اعتراضا علي صدور قرار من مجلس الادارة بالغاء المزايدة دون ان تكون هناك اسباب منطقية تبرر هذا الالغاء لاسيما وانه كان قد نجح في الوصول مع الوكالات الاعلانية الراغبة في شراء الحقوق الي مبلغ تاريخي وغير مسبوق وهو 261 مليون جنيه بل انه تلقي خطابات رسمية من بعض الوكالات تؤكد رغبتها في رفع قيمة العطاء الي 002 مليون جنيه.. ولأن محمود طاهر كان هو المفوض من مجلس الادارة باعداد كراسة الشروط وطرح بنود الحقوق امام الوكالات بل ونجح في الوصول معها الي هذه المبالغ الضخمة، فقد رأي ان هناك شبهة غير معلن اسبابها وراء الغاء مزايدة كانت ستجلب لاتحاد الكرة مبالغ ضخمة لم يسبق تحقيقها، فقد رأي ان لا يكتفي بالاستقالة المسببة فقط، وإنما ارسل منها صورا للجهات الرقابية للتحقيق فيها.. ويقول محمود طاهر ان ترسية حقوق الرعاية علي هذه الوكالة وبهذا المبلغ القليل، ثبت ويؤكد له نجاح المخطط الذي كان يسعي اليه البعض ممن ارادوا تعطيل المزايدة والغائها مرتين، مؤكدا ان هدف هؤلاء كان واضحا منذ البداية وهو ان ترسو المزيدة علي وكالة بعينها وبمبالغ معينة، ويشير طاهر الي ان المزايدة حتي وان رست علي وكالة بروموميديا فهي حتما ستذهب الي الاهرام وهو المطلوب اثباته، وهو لا يظن ان برومو ميديا ستقدر بظروفها وأوضاعها المعروفة علي التصدي لعملية بهذا الحجم. واذا كان محمود طاهر قد نفي وجود نية جديدة لديه لتصعيد الامر مرة اخري، مشيرا الي انه سيكتفي بالتحقيقات التي تجريها النيابة حاليا في موضوع المزايدة واسباب الغائها.. وعن رأيه في بيع الحقوق بهذا المبلغ في حين كانت قد بيعت من قبل ب261 مليونا فيقول ان هذا يمثل خسارة فادحة للكرة المصرية، سيدفع ثمنها الاندية المشاركة في مسابقات الاتحاد، اما المكسب فسيعود علي بعض مسئولي الاتحاد والذين نجحوا في مخططهم الذي خططوا له منذ البداية. هذا ومن المنتظر ان يعقد سمير زاهر مؤتمرا صحفيا ظهر اليوم وذلك للرد علي كل التساؤلات والاستفسارات الخاصة بموضوع المزايدة.. يبدأ المؤتمر الساعة الثانية عشرة ظهرا وينتظر ان يحضره بعض مسئول المجلس.. وصرح سمير زاهر انه دعا لعقد هذا المؤتمر لتوضيح الكثير من المواقف التي احاطت بشئون الاتحاد، وكذلك التي احاطت بمسابقة الدوري الممتاز، من أزمات تحكيمية وتهديدات بالانسحاب من المسابقة، واشار زاهر الي ان الفترة الاخيرة شهدت الكثير من اللغط والبلبلة حول بعض القرارات والمواقف وهي أمور حاول بعض العاملين بالقنوات الفضائية استغلالها بشكل غير مهني هدفه فقط الاساءة لاتحاد الكرة ومسئوليه.