سوق إعلانات كرة القدم بمختلف صورها فى مصر حجمها 288 مليون جنيه سنوياً، شاملة الأموال المرصودة فى هذا الشأن للتليفزيون المصرى والملاعب والرعاية الخاصة.. والفضائيات. تليفزيون مصر يحصل على نصيب الأسد من تلك الإعلانات وقد بلغ ماحققه 85 مليون جنيه بما فيها برنامج «كرة f.m» بينما يصل دخل قنوات الحياة ومودرن ودريم من تورتة الإعلانات الرياضية بين 5.22 مليون للأولى و18 مليوناً للثانية و13 مليون جنيه للأخيرة. 22 وكالة إعلانية تعمل فى هذا المجال داخل مصر، منها 12 يمكن اعتبارها كبيرة ،10 كيانات متوسطة.. ولكل قناة فضائية وكالة إعلانية خاصة بها، فمثلا وكالة علاء والكحكى لقناة الحياة وأنطوان شويرى لمودرن. أما كبار المعلنين، وهم بيبسى وكوكاكولا وموبينيل واتصالات، فكان دخولهم السوق المصرية عن طريق شركات عالمية لها مكاتب بالقاهرة، وهى التى تقوم بالتعاقد مع شركات كوسطاء. وبالنسبة للسلع المتعلقة بكرة القدم والتى تجذب المعلنين حتى الآن فيتقدمها قميص النادى أو المنتخب الوطنى ،يأتى بعده الشورت والشراب، وهناك بعض الفرق تلعب بأحذية شركات عالمية كإعلان. ويعد النادى الأهلى أكثر الأندية أو التجمعات الرياضية جذبا لشركات الدعاية لما يتمتع به من شهرة و جماهيرية كبيرة والفارق بينه والزمالك يصل إلى عشرين مليون جنيه. لذا فمن المهم أن نتوقف عند الطفرة الرقمية المدفوعة لحقوق كرة القدم بالأهلى.. وكالة الأهرام بدورها هى المحتكرة لتسويق النادى.. و فرق كرة القدم بالنادى الأهلى كانت تحصل على 7 ملايين جنيه سنويا وارتفع المبلغ إلى 17 مليوناً مرة واحدة بعد أن أشعل المزاد محمود طاهر عضو مجلس إدارة الأهلى السابق أثناء انعقاد مجلس حسن حمدى والذى خاطب وقتها المهندس نجيب ساويرس للمزايدة على شراء حقوق الإعلان على «تى شيرت» اللاعبين وتلقى 15 مليونا، فما كان من حسن حمدى مدير عام وكالة الأهرام للإعلان إلا أن رفع المدفوع من وكالته للأهلى وقد أحدث قرار رفع قيمة إعلانات تى شيرت الأهلى صدى بين الأندية الأخرى وعلى رأسها الزمالك. وفى آخر صفقة نجحت إدارة التسويق بالأهلى فى إبرام عقود مع شركة فودافون من أجل الإعلان على قميص فريق الكرة للسنوات الثلاث القادمة مقابل 76 مليون جنيه وهو رقم يعد الأكبر فى تاريخ الأندية المصرية. وكانت العقود ذاتها خلال السنوات الثلاث الماضية قد تم إبرامها مقابل 45 مليون جنيه أى أن النادى نجح فى زيادة عقوده بقيمة 31 مليون جنيه بما يوازى 70% من قيمة العقود السابقة وهى زيادة مذهلة بطبيعة الحال. وجاء الزمالك فى الترتيب الثانى من حيث قيمة عقود الرعاية بعدما وقع عقدا لرعاية فريق الكرة مع شركة مصرية إماراتية تسمى «الميلان» ترعى شركات شهيرة على رأسها موبينيل لخدمات المحمول وبافاريا للبطاريات مقابل 50 مليون جنيه فى 3 مواسم.. على أن تتحمل الشركة الراعية نصف تكاليف معسكرات الفريق الخارجية فى فترة الإعداد خلال السنتين الأولى والثانية. كما يكون من حق الشركة الراعية وضع 67 إعلاناً خلال كل مباراة للزمالك، بخلاف الإعلانات على قمصان الفريق وحول الملعب أثناء المباريات. باقى فرق الدورى تعانى من ضعف المقابل المادى للشركات الراعية حيث لايقارن بأى حال من الأحوال بالمقابل الذى يتقاضاه الأهلى والزمالك.. فالنادى الإسماعيلى الذى يحتل المركز الثالث من ناحية الجماهيرية وقع عقد رعاية مع بداية الدور الثانى للدورى مع شركة الملابس الرياضية «بوردا» لمدة ثلاث سنوات مقابل 200 ألف دولار فى الموسم الواحد وهو فارق شاسع بالمقارنة بالأهلى والزمالك اللذين يحتكران عقود الرعاية فى مصر وهو ما تسبب مؤخرا فى حرب بين وكالات الإعلان على لاعبى الفريقين من أجل المزيد من الأرباح. وكان بطل آخر تلك الحروب «شركة اتصالات» التى أشعلت أزمة داخل النادى الأهلى بعد أن تعاقدت مع حسام البدرى ومجموعة من اللاعبين هم أحمد فتحى، شريف إكرامى، شريف عبدالفضيل، محمد فضل، أحمد على، مصطفى شبيطة، حسام عاشور، هانى العجيزى، فرانسيس دو فوركى، أحمد شكرى، عفروتو، محمد طلعت وشهاب الدين أحمد للقيام بحملة إعلانية لصالح الشركة فى الوقت الذى يدرك فيه البدرى أن النادى متعاقد مع شركة فودافون. ونص عقد البدرى على حصوله على مقابل مادى قدره 400 ألف جنيه بينما يحصل باقى اللاعبين على 110 ألاف جنيه وشريف عبدالفضيل على 125 ألف جنيه والليبيرى فرانسيس 110 آلاف جنيه، فيما حصل «أحمد على» على ما يقرب من 200 ألف جنيه. وعلمت لجنة الكرة بهذه العقود التى تم توقيعها فوجهت بدورها تحذيرا للجميع بعدم الظهور فى أى إعلانات لصالح شركة اتصالات مهما كان المقابل المادى، وإلا تحمل النادى غرامة مالية قدرها 3 ملايين و 500 ألف جنيه. ولكن لم يسفر التحذير عن أى شىء وماطل الجميع لجنة الكرة بمن فيهم البدرى. وتعددت الاحتمالات لهذه الأزمة الكبيرة، خاصة أن مسئولى فودافون أقاموا الدنيا ولم يقعدوها حتى الآن، فهناك اتجاه لتحميل البدرى واللاعبين قيمة الغرامة المالية فى حال إذا خرج هذا الإعلان إلى النور أو صدور قرار الإقالة فى نهاية الموسم للبدرى، وقد تطول القرارات اللاعبين أنفسهم الخاصة بالاستغناء مثل مصطفى شبيطة وأحمد على وهانى العجيزى وشهاب الدين أحمد وفرانسيس الليبيرى. ولم تكن هذه المرة الأولى التى تقدم فيها «اتصالات» على مثل هذه الخطوة، حيث سبق لها التعاقد مع لاعبين من الأهلى لتقديم إعلانات لها أثناء فترة رعاية فودافون للأهلى.. وكان ذلك منذ عامين عندما تعاقدت مع كل من أحمد بلال وفلافيو وطارق السعيد، ولكن يبدو أن شركة فودافون تداركت خطأ الماضى وأصرت على وضع بعض البنود فى عقد الرعاية الجديد. شركة موبينيل كان لها نصيب فى تلك الحرب على اللاعبين إثر قيامها باستغلال محمد أبوتريكة نجم الأهلى ومنتخب مصر إعلانياً وبالتحديد فى الصورة التى أظهرت أبوتريكة وهو يتسلم شيكا بمليون جنيه من نجيب ساويرس ومسئولى شركة موبينيل على الرغم من ارتباط اللاعب بعقد احتكار إعلانى مع شركة فودافون. واضطر أبوتريكة وقتها إلى إصدار بيان نشر فى جميع الصحف المصرية أعلن فيه التزامه بتعاقده مع شركة «فودافون مصر». وأعاد أبوتريكة شيك المليون جنيه إلى نجيب ساويرس لإنفاقه فى الأعمال الخيرية.. مما دفع مسئولى فودافون للتراجع عن مقاضاة اللاعب. وفى ظل عصر الاحتراف الذى لايعترف سوى بلغة المال أصبحت الإعلانات وعقود الرعاية هى الملاذ الأمثل لنجوم كرة القدم من أجل الحصول على الأموال التى تكفى لتأمين مستقبلهم قبل بلوغ سن التقاعد الكروى. عصام الحضرى حارس مرمى الأهلى السابق والإسماعيلى الحالى استطاع أن يسوق نفسه حيث يتقاضى ربع مليون جنيه فى السنة من شركة فودافون فضلا عن تعيينه فى إدارة العلاقات العامة نظير راتب شهرى قدره خمسة آلاف جنيه بخلاف المزايا المالية الأخرى من مكافآت وحوافز ونسبة من الأرباح السنوية ليضمن حوالى 320 ألف جنيه سنوياً، وتردد أن انشغال الحضرى بالإعلانات كان سبباً فى توتر علاقته بالمدير الفنى جوزيه ومن ثم الرحيل عن الأهلى، كذلك حصل عماد متعب على 900 ألف جنيه مقابل قيام شركة فودافون باستغلال صورته فى اللوحات الإعلانية لها وكذلك التليفزيونية. ويعد أحمد حسام «ميدو» أبرز من استفاد بالعمل الإعلانى وقد جمع ما يزيد على 3 ملايين جنيه من خلال القيام بحملات دعائية فى أوروبا وليس فى مصر فقط.. وهناك نماذج أخرى حققت ثروات طائلة من العمل الإعلانى يأتى على رأسها لاعب الزمالك السابق حازم إمام، فخلال احترافه بأودينيزى الإيطالى قدم 3 إعلانات تقاضى 25 ألف دولار مقابل الإعلان الواحد، وأثناء مساهمته فى الحصول على كأس الأمم الأفريقية 1998 ببور كينافاسو قدم إعلاناً رابعاً ولكن بمصاحبة أربعة نجوم آخرين وتقاضى كل لاعب من الرباعى 50 ألف جنيه بينما نال حازم أجرا 42 ألف دولار وهكذا انهالت عليه العروض قبل وبعد عودته إلى مصر. وبالعودة إلى إنجاز بوركينا فاسو نجد أنها كانت فاتحة خير على العميد حسام حسن حيث أبرم عقداً مع شركة غذائية بربع مليون جنيه وبعدها كاد أن يبرم عقداً مع شركة سكنية بالمبلغ نفسه حتى علم أن محمود الخطيب تعاقد مع الشركة المنافسة بمليون جنيه فتراجع وظل فى مفاوضات مع الشركة حتى وافقت على شروطه وهى أن يتقاضى 750 ألف جنيه وحصوله على فيللا خاصة بالمنتجع السكنى الخاص بالشركة. وبمناسبة ذكر اسم الخطيب فهو النجم الذى أحدث ثورة فى سعر نجوم الكرة بالإعلانات ويكفى أن نقول إن أول إعلان قام به الخطيب تقاضى عنه 400 جنيه وقد تميز عن باقى زملائه الذين شاركوه فى الإعلان لشعبيته وجماهيريته بمنحه سيارة «128 فيات» وذلك بالسبعينيات وكان لشركة أمواس حلاقة. أما آخر عقود الإعلانات للاعبين فكانت من نصيب هداف كأس الأمم الأفريقية محمد ناجى «جدو» لاعب الاتحاد السكندرى الذى وقع عقدا دعائيا بالشراكة مع ناديه مع شركة منصور شيفروليه مقابل 2 مليون جنيه. وعلى صعيد المدربين أصبح حسن شحاتة ملك الدعاية والإعلان بعدما حقق بطولة الأمم الأفريقية ثلاث مرات متتالية فى إنجاز تاريخى وقد أبرم مؤخرا تعاقدا مع وكالة الأهرام للإعلان لتقديم برنامج يحمل اسم «مصر والمعلم» يتناول من خلاله مشواره مع الفراعنة مقابل 4 ملايين جنيه. ويشارك فى إنتاج البرنامج وكالة «ريما ميديا» للإعلام، وفازت قناة الحياة بحقوق العرض الأول كما سيتم تسويقه لعدة قنوات أخرى بعد عرض الحياة.