في بهو قاعة كبيرة علي أحد الكراسي التي تكشف القاعة بأكملها.. جلس اللواء علي حفظي مساعد وزير الدفاع ومحافظ شمال سيناء الأسبق يرتدي نظارته السوداء وبصوت عال أمتلأ بكل معاني الثقة بدأ يسترجع ذكريات تحرير سيناء قائلا: مصر تخوض حرباً جديدة في سيناء وهي معركة الحياه مع الإرهاب الغاشم الذي لم يستطع في اي لحظة ان ينتزع عزيمتنا أو ينال من وحدتنا. يؤكد اللواء حفظي أن الإرهاب ليس لديه أغراض أو مبادئ دينية إنما كل أهدافه سياسية ويتخفي خلف الدين لتحقيق أغراضه المليئة بالسموم .. ويقول: يجب علينا ان نتعامل في سيناء بقاعدة مهمة وهي »الوعي الذي يعطي القوة التي تعطي الصمود» والذي من خلاله نستطيع أن نواجه تحديات الإرهاب في شبه جزيرة سيناء. وعن نظرة اللواء علي حفظي كضابط محارب بين صفوف القوات المسلحة في حرب أكتوبر قال: هناك حقائق تاريخية يجب أن تعرفها الأجيال القادمة أولها أنه عندما نتذكر الملحمة الوطنية العظيمة في حرب أكتوبر لأسترداد سيناء، وما بعدها من إصرار وجد من الشعب المصري بكل فئاته ، وعزيمة مصرية حتي تمكنا بحمد الله من استرداد طابا و يجب أن ننظر للعديد من الزوايا في استرداد ارض الفيروز، أولها أن الكيان الاسرائيلي نجح في الاستيلاء علي سيناء في حرب الأيام الستة كما انهم استغرقوا 6 أيام اخري حتي احتلوها، لكن الشعب المصري رفض الاستسلام لهذا العدو الغاشم أو حتي المساس بكرامتهم، وعملوا علي استعادتها بكل السبل الممكنة حتي استرددناها كاملة بما فيها طابا في مارس 1989، حتي إن الجانب الإسرائيلي قال لنا في المفاوضات التي جرت لتحرير طابا انكم استرددتم 60 كيلومتراً من أراضيكم إلا كيلومتراً فاركوا لنا لهم الكيلومتر الباقي لكننا رفضنا وقلنا لهم إن مصر لا تفرط في ذرة رمل من أراضيها.. أما الحقيقة التاريخية الثانية بمجرد ان توليت منصبي كمحافظ لشمال سيناء وجدت جيشا من العلماء المصريين المخلصين الذين أعدوا مشروعا كبيرا عن التنمية الشاملة لسيناء إيمانا منهم بأن تعمير مصر وازدهارها اقتصاديا وفي كل المجالات يبدأ بالإقليم الشرقي وهو شمال وجنوب سيناء ومدن القناة.. وبعد هذا قامت الحكومة بتحويل هذا المشروع الي خطة خمسية ترتكز 70% منها في التعمير علي رجال الأعمال و 30% يقع علي عاتق الحكومة من خلال توصيل البنية التحتية لتكون سيناء مؤهلة لاستقبال كم كبير من المشروعات التي تحولها إلي منطقة صناعية . وعن تأخر تعمير سيناء قال اللواء علي حفظي محافظ شمال سيناء الأسبق إن سيناء كانت منذ زمن قديم مركزا للدفاع عن مصر ضد أي عدو قادم من الخارج لذلك تحولت الي مسرح عمليات حتي وقتنا هذا في محاربتنا ضد الارهاب الغاشم.. وعلي الرغم من ذلك احتوت سيناء علي 500 منشأة تعليمية مع بداية الألفية الجديدة بالإضافة الي ان رفح تحتوي علي اجود المزارع لزراعة الخضراوات والفاكهة كل ذلك وسط الصراع القائم هناك في تلك الفترة التي نحارب فيها الإرهاب الذي تأتي جذوره من الخارج والذي دائما ما يفتعل لمصر الأزمات.. وعلي الرغم من كل هذا قال »احنا المصريين خلطة سرية ما يعرفهاش غيرنا».. واختتم اللواء علي حفظي مساعد وزير الدفاع ومحافظ شمال سيناء الأسبق حديثه معنا بأننا يجب ان نسير في خطي مواجهة الارهاب والتنمية الشاملة لسيناء بالتوازي حتي نصل بسيناء إلي بر الأمان.. ووجه رسالة للشعب المصري قائلا »تفاءلوا بالخير تجدوه».