سفير مصر بتونس: اتخذنا كافة الاستعدادات اللازمة لتيسير عملية التصويت    استقرار الذهب فى مصر اليوم مع ترقب قرار الفيدرالى الأمريكى    رئيس الغرفة التجارية بالقاهرة يدعو الحكومة لمراجعة قرار فرض رسوم الإغراق على البيليت    رابطة العالم الإسلامي تدين الانتهاكات الإسرائيلية في غزة وسوريا    دوري أبطال أفريقيا.. الأهلي يكشف أسباب غياب عبد القادر وشكري عن مواجهة شبيبة القبائل    تعرف على تشكيل نيس ومارسيليا بالدوري الفرنسي    غدًا.. استكمال محاكمة رمضان صبحي لاعب بيراميدز بتهمة تزوير مستند رسمي    رانيا يوسف وزوجها يخطفان الأنظار على ريد كاربت ختام مهرجان القاهرة    8 متسابقين يشاركون اليوم فى برنامج دولة التلاوة.. من هم؟    هيئة الرعاية الصحية تطلق حملة للتوعية بمقاومة الأمراض والميكروبات خلال الأسبوع العالمي لمضادات الميكروبات    جعجع: لبنان يعيش لحظة خطيرة والبلاد تقف على مفترق طرق    سقوط عصابة تقودها فتاة استدرجت شابًا عبر تطبيق تعارف وسرقته تحت تهديد السلاح بالدقي    حلم يتحقق أخيرًا    جيش الاحتلال الإسرائيلى يعترف باغتيال جندى واعتقال آخر فى نابلس    عالم بالأوقاف: الإمام الحسين هو النور المكتمل بين الإمامة والنبوة    الشوط الأول .. الجيش الملكي يتقدم علي أسيك بهدف فى نهائى أفريقيا للسيدات    ترامب يستقبل رئيس بلدية نيويورك المنتخب زهران ممداني بعد حملة انتخابية حادة    اتحاد جدة يستعيد الانتصارات أمام الرياض في الدوري السعودي    مصطفى حجاج يستعد لطرح «كاس وداير».. تطرح قريبًا    حسين فهمى: التكنولوجيا والشباب يرسمان مستقبل مهرجان القاهرة السينمائى    الرئيس الفنزويلي يأمر بنشر صواريخ على سواحل الكاريبي ردًا على التهديدات الأمريكية    بسبب رسامة فتيات كشمامسة.. الأنبا بولس يطلب من البابا تواضروس خلوة بدير العذراء البراموس    أبرزها خسارة الزمالك.. نتائج دوري الكرة النسائية اليوم    إقبال جماهيري كبير على حفل روائع عمار الشريعي بتوقيع الموسيقار هاني فرحات    ضبط طفلان تعديا على طلاب ومعلمي مدرسة بالسب من سطح منزل بالإسكندرية    شوقي علام حول التعاملات البنكية: الفتوى الصحيحة تبدأ بفهم الواقع قبل الحكم    إقبال كثيف وانتظام لافت للجالية المصرية في الأردن بانتخابات النواب 2025    أول تعليق من نادية مصطفى على أزمة ملف الإسكان بنقابة الموسيقيين    رفع 30 طنا من القمامة والمخلفات والأتربة بمدينة ناصر بحى شرق سوهاج    بالصور.. استعدادات حفل ختام مهرجان القاهرة السينمائي الدولي في دورته ال46    ميدو عادل: خشيت فى بعض الفترات ألا يظهر جيل جديد من النقاد    كاف يدرس تعديل آلية التصويت في جوائزه بعد عتاب ممدوح عيد    أصداء إعلامية عالمية واسعة للزيارة التاريخية للرئيس الكوري الجنوبي لجامعة القاهرة    تعرف علي مواقيت الصلاة اليوم الجمعة فى سوهاج    المصري الديمقراطي يطالب خطوات "الوطنية للانتخابات" لمنع تكرار مخالفات المرحلة الأولى    ارتفاع حصيلة ضحايا زلزال بنجلاديش إلى 5 قتلى ونحو 100 مصاب    كيف يؤثر تناول السكر على مرضى السكري وما الكمية المسموح بها؟    «الزراعة» تواصل حملاتها لحماية الثروة الداجنة    انفوجراف| الحصاد الأسبوعي لوزارة الزراعة    جامعة بنها ومؤسسة حياة كريمة ينظمان قافلة بيطرية بمنشاة القناطر    مواصلة الجهود الأمنية لتحقيق الأمن ومواجهة كافة أشكال الخروج على القانون    فليك: ميسي أفضل لاعب في العقد الأخير.. وتدريبه ليس من اختصاصي    الحكومة الفرنسية: أطفالنا لن يذهبوا للقتال والموت فى أوكرانيا    بعد إحالته للجنايات.. تفاصيل 10 أيام تحقيقات مع المتهم بقتل صديقه مهندس الإسكندرية    دعاء يوم الجمعة لأهل غزة بفك الكرب ونزول الرحمة.. اللهم يا فارج الهم ويا كاشف الغم فرّج عن أهل غزة فرجًا عاجلًا    إصابة 3 شباب في حادث مروري بنجع حمادي    وزيرة التخطيط: ملتزمون بتمكين المرأة اقتصاديًا بما يتماشى مع رؤية مصر 2030    زيلينسكي يرفض إقالة أقوى مستشاريه رغم تفاقم فضيحة فساد كبرى    أفضل وقت لقراءة سورة الكهف يوم الجمعة وفضلها العظيم    رشا عبد العال: النظام الضريبي المتكامل للمشروعات التي لا يتجاوز حجم أعمالها السنوي 20 مليون جنيه    كهرباء الإسماعيلية مهتم بضم كهربا    اسعار الدواجن اليوم الجمعه 21 نوفمبر 2025 فى المنيا    الجالية المصرية بالأردن تدلي بأصواتها في المرحلة الثانية لانتخابات النواب    مرشحون يتغلبون على ضعف القدرة المالية بدعاية إبداعية    مصادر: انتهاء استعدادات الداخلية لتأمين المرحلة الثانية من انتخابات مجلس النواب 2025    أخبار مصر: مصير طعون إلغاء الانتخابات، تفاصيل اعتداء 4 عاملين بمدرسة دولية على 6 تلاميذ، أبرز بنود خطة السلام في أوكرانيا    تحذير جوي بشأن طقس اليوم الجمعة.. خد بالك من الطريق    خارجية النواب: الإخوان لم تكن يومًا تنظيمًا سياسيًا بل آلة سرية للتخريب    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



مساعد وزير الدفاع ومحافظ شمال سيناء الأسبق :
اللواء علي حفظي : جيل أكتوبر حرر سيناء وأعادها للوطن .. وشباب اليوم يحررها من الإرهاب الشعب والجيش عبرا معاً .. ودور العرب في 30 يونية لا يقل عن وقفتهم في 73
نشر في الوفد يوم 02 - 10 - 2014

جسدت حرب اكتوبر 1973 ملحمة عظيمة توحدت فيها الآمال والطموحات وامتزجت فيها الوطنية بالتضحية وعبر الجيش والشعب معاً خط المستحيل رغم التفوق العسكرى والفارق المعنوى والدعم اللامحدود للعدو.
واليوم وبعد مرور 41 عاماً على هذا النصر العظيم، فمازالت حرب اكتوبر تصنف على أنها أكبر وأشرس حرب تم تنفيذها على ساحة الميدان وفيها نفذت أكبر معركة بالمدرعات بعد الحرب العالمية الثانية، وشهدت أكبر معركة جوية استمرت لأكثر من 53 دقيقة فى قتال جوى متلاحم، وهى الحرب التى صنع فيها أبطال الجيش بأجسادهم سداً بشرياً أمام احتياطي تعبوي إسرائيلي مدرع وحولوا أسلحتهم إلي حطام.
«الوفد» تنشر سلسلة حوارات مع قادة القوات المسلحة الذين شاركوا فى صناعة نصر اكتوبر بمناسبة مرور 41 عاماً على الانتصار العظيم.
سيرة ذاتية
شغل اللواء علي حفظى مدير أعمال الاستطلاع خلف خطوط العدو في حرب أكتوبر، وحصل علي ماجستير علوم عسكرية من الاتحاد السوفييتى، ثم ماجستير العلوم العسكرية من كلية القادة والأركان، ثم زمالة كلية الحرب العليا بأكاديمية ناصر العسكرية العليا، ودورة كبار القادة، ثم تولي منصب رئيس جهاز الاستطلاع بالقوات المسلحة عام 1989، ثم عين قائداً لقوات حرس الحدود عام 1991، و مديراً لإدارة الشرطة العسكرية عام 1993، ثم مساعداً لوزير الدفاع عام 1995، وأخيرا شغل منصب محافظ شمال سيناء وحالياً عضو هيئة التدريس بكلية القادة والأركان بأكاديمية ناصر العسكرية العليا.
أكد اللواء على حفظى مساعد وزير الدفاع ومحافظ شمال سيناء الأسبق أن حرب اكتوبر المجيدة تمثل ملحمة انتصارات استمرت على مدار 22 عاماً منذ عدوان 67 حتي عودة طابا في عام 1989، بالحرب تارة والدبلوماسية والمفاوضات والتحكيم تارة أخرى.
وأضاف حفظى أن الجيش والشعب هما أصحاب الانتصار الحقيقى فى ملحمة أكتوبر 1973 وثورتى 25 يناير 2011 و30 يونية 2013، لأنهم جميعاً امتزجت فيهم ارادة الشعب والجيش مرة لتحرير الأرض واستعادة الكرامة ومرتين لتحرير الأرض والمصير.
وأشار مساعد وزير الدفاع الأسبق الى أن حرب الاستنزاف التي استمرت 1000 يوم منها 500 يوم قتال فعلي وعمليات عبور واقتحام للنقاط القوية والكمائن هي أولي الحروب التي هزمت فيها إسرائيل من الجيش المصرى، موضحاً أن اسرائيل تكبدت الكثير من الخسائر, واستغاثت بالولايات المتحدة الأمريكية لطلب وقف إطلاق النار بمبادرة روجرز في أغسطس 1972، واعترف وزير الدفاع الإسرائيلي بأن حرب الاستنزاف كان أول حرب تهزم فيها إسرائيل.
وشدد حفظى على أن الذكاء المصري في ملحمة أكتوبر خدع أعتي أجهزة المخابرات في العالم بما فيها الأمريكية والسوفيتية، وأبهر الجميع سواء فى الحرب أو فى الثورات، مؤكداً أن سيناء هى معركة الأجيال، حررها جيل اكتوبر بالدم وينطلق بها جيل اليوم الى المستقبل من خلال قناة السويس الجديدة ومشروعات ما حول القناة والتى تعد البداية الحقيقية والفعلية لتنمية وتعمير سيناء.
وفيما يلى نص حوار اللواء على حفظى مع «الوفد»:
كيف تري انتصارات أكتوبر بعد مرور 41 عاماً على الحرب؟
- أرى دائماً وأبداً منذ قيام حرب اكتوبر أن الانتصار كان جزءاً من ملحمة تحرير سيناء، حيث كانت الحرب بمثابة المفتاح لتحرير الأرض بدون تقليل من قيمتها، فسيناء تم احتلالها في 6 أيام فقط، وظلت مصر تحررها على مدار 22 عاماً منها 6 سنوات كفاح ونضال عسكرى، ثم 9 سنوات نضال وكفاح عسكرى سياسي تفاوضى، ثم 7 سنوات من خلال القانون والتحكيم الدولى.
وهنا تجدر الإشارة الى أنه بعد مرور ما يقرب من 3 اسابيع على العدوان الاسرائيلى وقعت معركة رأس العش وكانت المنطقة الوحيدة في سيناء التي لم يتم الاستيلاء عليها في بورفؤاد وحاول العدو الاستيلاء عليها فدافع عنها قوة من 30 مقاتلا من رجال الصاعقة ، وظلت بورفؤاد الجزء الوحيد من سيناء تحت السيطرة المصرية حتي حرب أكتوبر 1973، وهذا يعنى أن الجيش المصرى كانت لديه الإرادة والعزيمة لاستعادة الأرض مهما كان الثمن.
ما المشهد بعد النكسة مباشرة وكيف أعادت القوات المسلحة تنظيم صفوفها؟
- نكسة 67 مثلت إحباطا للمقاتل المصرى، فقبلها كان الجميع يعتقد انه بإمكاننا إلقاء اسرائيل فى البحر، وفجأة خسر الجيش ووجدت القوات المسلحة نفسها في وضع مأساوى فقدت فى الحرب آلاف الضباط والجنود ما بين شهداء وأسرى، وتم تدمير معظم التسليح بداية من الطيران مروراً بالأسلحة الثقيلة وصولاً إلي الذخائر، والأفجع من هذا احتلت سيناء وتعطلت القناة وتم الاستيلاء علي مصادر النفط في خليج السويس وسيناء وتوقفت السياحة فانهار الاقتصاد، ورغم كل هذه الصعاب التى جعلت الغرب يؤكد ان مصر لن تقوم لها قائمة إلا بعد 20 او 30 عاماً، أعطى الرئيس الراحل جمال عبدالناصر الأولوية القصوى لإعادة بناء القوات المسلحة واعادة تسليحها وإثبات زيف ادعاء العدو أن القوات المسلحة المصرية انتهت، وكان الرد المصرى سريعاً جداً على هذه الادعاءات فهاجمت 24 طائرة مصرية مواقع العدو فى سيناء فى أكتوبر 1967، وضربت قواعده وعادت كلها سالمة، وفى النهاية استطاع المصريون إحياء الجثة الهامدة وخلال 3 اعوام تم إعادة بناء الجيش المصرى
حدثنا عن حرب الاستنزاف .. وكيف نجحت فى تحقيق أهدافها ؟
- حرب الاستنزاف تمثل المعركة الثانية التي نجحت فيها القوات المسلحة، حيث استمرت لمدة 1000 يوم منها 500 يوم قتالى فعلى، بالاضافة إلى عمل كمائن للقوات المتحركة وقذف بالمدفعيات والدبابات وخسر خلالها العدو 1000 قتيل و4 آلاف جريح، فضلاً عن مخازن الأسلحة والمعدات التي تمت تدميرها، وكانت هذه الحرب الأولى التي يهزم فيها الجيش المصرى الجيش الإسرائيلى، وأهم ما حققته أنها نقلت الخوف من الضفة الغربية للقناة إلي الضفة الشرقية، وكانت أبلغ رسالة تقول للعدو «طالما أنتم على الضفة لابد أن تدفعوا ثمن هذا الوجود».
ولا يمكن أن نغفل أن مرحلة بناء حائط الصواريخ كانت ضمن ملحمة أكتوبر لكسر الذراع الطولي للجيش الإسرائيلي وهو الطيران، وهذه المرحلة اختلط فيها دم المدنيين بدم الجنود وأبرزت مدى التلاحم بين العسكريين والمدنيين، حيث استعان الجيش بشركات المقاولات المدنية لبناء القواعد التي أدهشت العالم بإسقاط طائرات الفانتوم يوم 30 يونيو 1970 مما اعتبر عيدا لقوات الدفاع الجوي حيث تم إسقاط 11 طائرة وأسر 5 طيارين.
وكانت هناك مرحلة أخرى ضمن ملحمة انتصارات اكتوبر تمثلت فى «المعركة الفكرية» وهزيمة العقول الإسرائيلية من خلال الذكاء المصرى وتوظيفه لهزيمة العقول الإسرائيلية والغربية، فجميع أجهزة المخابرات التي تدعم إسرائيل كانت تعلم بأن منظومة السلاح المتواجدة في مصر بعد 67 كلها دفاعية ليس بإمكانها شن هجوم موسع، وهنا برز الذكاء والعقل المصري ولعب دوراً مهماً عندما أحسن استخدام هذه الإمكانات الدفاعية في شن هجوم اعتبر مرجعاً للحروب في العالم.
فضلاً عن خطة الخداع الاستراتيجى، ويضاف الى ذلك اقتحام أكبر حصن دفاعي قوي وأكبر مانع مائي صناعي في التاريخ وتدمير 22 موقعا حصينا بها 34 نقطة قوية، وكان الذكاء المصري بإحداث الثغرات في الساتر الترابي بمدافع المياه وأتذكر مقولة رئيس الأركان السوفيتي في ذلك الوقت قبل عام 1972 عندما سأل القيادة المصرية «هل أنتم فعلا ستقومون بحرب أم أنكم تقومون بتهدئة الشعب المصري فقط؟ فكان رد القيادة «سوف نسترد الأرض من خلال الحرب» فكان رده «الإمكانيات المصرية لن تؤدي إلي نجاح ولابد من حصولكم علي عدد من القنابل الذرية التكتيكية لتدمير هذه النقط الحصينة حتي تستطيعوا إقامة الكباري والجسور لعبور الدبابات والمدفعية».
كيف استطاع الجيش تطوير منظومة السلاح من الدفاع الى الهجوم.. وخاض الحرب وانتصر فيها رغم التفوق العسكرى الإسرائيلى؟
- فى الحقيقة كان التفوق العسكرى الإسرائيلى واضحا وكبيرا وكان فارق التسليح بين الجيشين شاسعا للغاية، فمثلاً بالنسبة لسلاح الجو كان كل ما لدينا هو طيران حربى دفاعى تتراوح مدة طيرانه ما بين 30 و45 دقيقة ولا يحمل أكثر من طن من الذخيرة، وعلي الجانب الآخر كان العدو يملك عدة انواع من طيران الهجوم تصل مدة طيرانه إلى 3 ساعات وتصل حمولته من الذخيرة إلي 6 أطنان، ولكن استطاعت القوات المسلحة استخدام طائرات الهليكوبتر في القفز اليدوي لقوات المظلات وليس القفز الحر، وهي المرة الأولى التي تحدث في العالم في الحروب، وتم استخدام هذه التقنية في إلقاء مجموعات الاستطلاع خلف خطوط العدو، وبالفعل نجحت قوات الاستطلاع التي كانت تظل في سيناء لعدة شهور متواصلة في جمع معلومات دقيقة وتفصيلية عن العدو وقواته وقوات الاحتياط في سيناء.
ويكفى أن نعلم أن طائرات الاستطلاع المصرية في هذا الوقت لم تكن بإمكانها تصوير أكثر من 20 كم، وليس بإمكاننا الوصول إلي أي معلومات من خلال الطيران عما يحدث في عمق سيناء، وأذكر أنني وأنا ضابط في قوات الاستطلاع خلف خطوط العدو لم تكن لدينا أجهزة رؤية ليلية، وكنا نعمل بنظارة الميدان فقط، وبعد فترة تمكنت المخابرات من الحصول على جهاز رؤية ليلية من حلف الأطلنطى وتم إرساله إلينا لتحديد مدى الاستفادة منه وكان الجهاز يعمل علي تكثيف ضوء النجوم، وأثناء العمل بالجهاز للمرة الأولى تم استخدامه في موقع القنطرة لأنها كانت من أقوى النقاط علي خط بارليف، وأثناء المراقبة بالجهاز وجدنا الجنود اليهود يلوحون لنا بأيديهم، لأنهم يملكون تكنولوجيا أعلى وأكثر تطوراً من الجيش المصرى بكثير.
وعلى الجانب التكنولوجى كان هناك فارق كبير جداً في تكنولوجيا الاتصال المستخدمة في الجيش المصرى والجيش الإسرائيلى، وكان لأهالي سيناء دور عظيم في مساعدة قوات الاستطلاع لدرجة أن موشيه ديان قال إن المصريين نجحوا في استخدام الجنود ليعملوا ك «رادارات» بشرية تعمل علي مدار 24 ساعة، وأيضاً كنت وأنا ضابط استطلاع مسئولاً عن جمع المعلومات أقف أمام خط بارليف وأتساءل وأقول «يا رب كيف سنعبر هذا المانع الذي عجزت الطائرات والمدفعية عن إحداث أي تلفيات فيه»؟، لدرجة أننا استخدمنا المنجنيق الذي كان يستخدم في الحروب الأولى ولكنه فشل أيضاً.
كان لعنصر المفاجأة دور حاسم فى حرب أكتوبر.. حدثنا عن مظاهر تحقيق المفاجأة فى ملحمة انتصارات أكتوبر؟
- أكثر مفاجأتين استراتيجيتين في الحرب كما قالت إسرائيل هما شخصية الرئيس الراحل أنور السادات علي المستوي السياسي، و المقاتل المصري علي المستوي العسكرى، ثم بعد ذلك كانت الضربة الجوية التي أحدثت شللاً تاماً في القيادة والقوات الجوية الإسرائيلية، ثم قوات المدفعية التي كانت تطلق 10 آلاف طلقة متنوعة في الدقيقة وهو ما يسمي بالتمهيد النيراني لدرجة أن كيسنجر قال في اليوم الرابع إن إسرائيل هزمت استراتيجياً بعد أن تراوحت خسائرها ما بين 400 و500 دبابة وأكثر من 100 طائرة، في حين قال نيكسون إن الولايات المتحدة لن تسمح لإسرائيل بأن تخسر الحرب، وفتحت أمريكا بوابات الدعم لإسرائيل فكانت أحدث الدبابات الأمريكية تخرج من المخازن علي ساحة القتال ووصلت عدد الرحلات المحملة بالسلاح إلي إسرائيل إلي 600 رحلة نقلت خلالها 25 ألف طن سلاح وذخيرة و35 ألف طن بحراً، في حين حصلت مصر خلال هذه الفترة على نحو 6 آلاف طن من الاتحاد السوفيتي ليست من أولويات التسليح للقوات المسلحة تشمل ذخائر هاون ومدفعية خفيفة.
ما تقييمك للدعم العربى لمصر قبل الحرب اكتوبر وخلالها وخلال ثورة 30 يونية؟
- يجب دائماً الإشادة بالدور العربي سواء من حيث الدعم الرمزى أو استخدام البترول فى الحرب، وكان سلاح البترول إحدي أوراق الضغط السياسي في عمليات التفاوضات، ودعم الدول العربية لمصر في ثورة 30 يونية لا يقل عن الدعم في حرب أكتوبر المجيدة، والشعب المصرى دائماً هو شعب المفاجآت الاستراتيجية، فالشعب والجيش هما أصحاب الانتصار في الحرب، وكذلك هما أصحاب الانتصار في ثورتي 25 يناير و30 يونية.
كيف ترى تنظيم ما يسمى بالدولة الإسلامية فى العراق والشام «داعش»؟
- تنظيم «داعش» هو بديل الإخوان لتحقيق وتنفيذ ما يسمى بالشرق الأوسط الجديد، وعلينا أن نعلم أن ثورة 30 يونية لم تسقط الإخوان فقط ولكنها حطمت مشروع الشرق الأوسط الجديد وإعادة تقسيم المنطقة العربية بشكل خاص.
والقضاء على «داعش» لا يحتاج الى تحالف دولى وحرب طويلة، لأنه ببساطة تنظيم يوجد من يموله بالسلاح، فإذا منع عنه السلاح انهار التنظيم، ولكن «داعش» يؤدى دورا يريده من يموله.
كيف تري الأوضاع في سيناء، وقد قضيت معظم حياتك العسكرية فيها ثم توليت منصب محافظ شمال سيناء؟
- دائماً عندما أتحدث عن سيناء أتذكر وصف المفكر جمال حمدان حيث قال عنها إنها «قدس أقداس مصر»، ولذلك ظلت سيناء وسوف تظل سيناء مطمعاً لإسرائيل والغرب ولن تنتهي هذه الأطماع حالياً أو مستقبلاً، فإسرائيل تري منذ فترة طويلة أن سيناء لابد أن تكون جزءاً من الحل النهائى للقضية الفلسطينية فيما يتعلق بتوطين الفلسطينيين، إضافة إلى أن إسرائيل جربت خير سيناء وتدرك حجم مواردها ومستقبل هذه الموارد، وبالتالى تحاول بين الحين والآخر وبأشكال مختلفة أن يكون لها نصيب فيها، كما تحرص إسرائيل علي إبقاء سيناء بدون تنمية مصرية ويتضح هذا الفكر عندما سأل آرييل شارون أثناء مفاوضات طابا العسكرية ممثل مصر «ماذا ستفعلون بسيناء بعد استردادها»؟ فأجابه «سنعمرها» فرد عليه شارون وهل ستسمح لكم إسرائيل بذلك؟
ووسط هذه الأحداث التي تدور في سيناء أريد أن أطمئن المصريين إلي أن القوات المسلحة عازمة علي تعمير سيناء وستمضى في هذا الطريق دون أن يعوقها عائق وخلال فترة وجيزة ستعلن سيناء خالية من الإرهاب لنبدأ مشوار التنمية الحقيقية في أرض الفيروز.
مشروع قناة السويس الجديدة الذي أطلقه الرئيس السيسي وينتهى خلال عام واحد هو بمثابة تحول في مسار التنمية .. كيف ترى هذا المشروع العملاق وأثره على مستقبل التنمية فى سيناء؟
- هذا المشروع يعتبر أولي خطوات التنمية الحقيقية لأرض الفيروز التي ظلت تعاني من تجاهل الحكومات منذ حرب أكتوبر، ويجب الاستمرار في انشاء مشروعات في مختلف المحافظات بشكل عام وسيناء بشكل خاص للقضاء على استغلال الجماعات المسلحة التي سيطرت عليها لفترات طويلة واتخذت هذه المناطق سكنًا ومقرًّا لها.
وأرى أن قناة السويس الجديدة والمشروعات المخطط انشاؤها فى منطقة ما حول القناة بداية حقيقية وجدية للتنمية، كما أن إشراف القوات المسلحة على المشروع أمر ضرورى ولا غنى عنه لأن القوات المسلحة هى ادرى بسيناء وطبيعتها ومشكلاتها على مدار سنين طويلة، وهناك أمور كثيرة تتعلق بالأمن القومي المصري ومن الصعب إدخال أي جهة أو شركة في هذه المشروعات دون وجود القوات المسلحة التي تعتبر المختص الأول بالحفاظ على الأمن القومي.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.