«مستقبل وطن».. أمانة الشباب تناقش الملفات التنظيمية والحزبية مع قيادات المحافظات    تفاصيل حفل توزيع جوائز "صور القاهرة التي التقطها المصورون الأتراك" في السفارة التركية بالقاهرة    200 يوم.. قرار عاجل من التعليم لصرف مكافأة امتحانات صفوف النقل والشهادة الإعدادية 2025 (مستند)    سعر الذهب اليوم الإثنين 28 أبريل محليا وعالميا.. عيار 21 الآن بعد الانخفاض الأخير    فيتنام: زيارة رئيس الوزراء الياباني تفتح مرحلة جديدة في الشراكة الشاملة بين البلدين    محافظ الدقهلية في جولة ليلية:يتفقد مساكن الجلاء ويؤكد على الانتهاء من تشغيل المصاعد وتوصيل الغاز ومستوى النظافة    شارك صحافة من وإلى المواطن    رسميا بعد التحرك الجديد.. سعر الدولار اليوم مقابل الجنيه المصري اليوم الإثنين 28 أبريل 2025    لن نكشف تفاصيل ما فعلناه أو ما سنفعله، الجيش الأمريكي: ضرب 800 هدف حوثي منذ بدء العملية العسكرية    الإمارت ترحب بتوقيع إعلان المبادئ بين الكونغو الديمقراطية ورواندا    استشهاد 14 فلسطينيًا جراء قصف الاحتلال مقهى ومنزلًا وسط وجنوب قطاع غزة    رئيس الشاباك: إفادة نتنياهو المليئة بالمغالطات هدفها إخراج الأمور عن سياقها وتغيير الواقع    'الفجر' تنعى والد الزميلة يارا أحمد    خدم المدينة أكثر من الحكومة، مطالب بتدشين تمثال لمحمد صلاح في ليفربول    في أقل من 15 يومًا | "المتحدة للرياضة" تنجح في تنظيم افتتاح مبهر لبطولة أمم إفريقيا    وزير الرياضة وأبو ريدة يهنئان المنتخب الوطني تحت 20 عامًا بالفوز على جنوب أفريقيا    مواعيد أهم مباريات اليوم الإثنين 28- 4- 2025 في جميع البطولات والقنوات الناقلة    جوميز يرد على أنباء مفاوضات الأهلي: تركيزي بالكامل مع الفتح السعودي    «بدون إذن كولر».. إعلامي يكشف مفاجأة بشأن مشاركة أفشة أمام صن داونز    مأساة في كفر الشيخ| مريض نفسي يطعن والدته حتى الموت    اليوم| استكمال محاكمة نقيب المعلمين بتهمة تقاضي رشوة    بالصور| السيطرة على حريق مخلفات وحشائش بمحطة السكة الحديد بطنطا    بالصور.. السفير التركي يكرم الفائز بأجمل صورة لمعالم القاهرة بحضور 100 مصور تركي    بعد بلال سرور.. تامر حسين يعلن استقالته من جمعية المؤلفين والملحنين المصرية    حالة من الحساسية الزائدة والقلق.. حظ برج القوس اليوم 28 أبريل    امنح نفسك فرصة.. نصائح وحظ برج الدلو اليوم 28 أبريل    أول ظهور لبطل فيلم «الساحر» بعد اعتزاله منذ 2003.. تغير شكله تماما    حقيقة انتشار الجدري المائي بين تلاميذ المدارس.. مستشار الرئيس للصحة يكشف (فيديو)    نيابة أمن الدولة تخلي سبيل أحمد طنطاوي في قضيتي تحريض على التظاهر والإرهاب    إحالة أوراق متهم بقتل تاجر مسن بالشرقية إلى المفتي    إنقاذ طفلة من الغرق في مجرى مائي بالفيوم    إنفوجراف| أرقام استثنائية تزين مسيرة صلاح بعد لقب البريميرليج الثاني في ليفربول    رياضة ½ الليل| فوز فرعوني.. صلاح بطل.. صفقة للأهلي.. أزمة جديدة.. مرموش بالنهائي    دمار وهلع ونزوح كثيف ..قصف صهيونى عنيف على الضاحية الجنوبية لبيروت    نتنياهو يواصل عدوانه على غزة: إقامة دولة فلسطينية هي فكرة "عبثية"    أهم أخبار العالم والعرب حتى منتصف الليل.. غارات أمريكية تستهدف مديرية بصنعاء وأخرى بعمران.. استشهاد 9 فلسطينيين في قصف للاحتلال على خان يونس ومدينة غزة.. نتنياهو: 7 أكتوبر أعظم فشل استخباراتى فى تاريخ إسرائيل    29 مايو، موعد عرض فيلم ريستارت بجميع دور العرض داخل مصر وخارجها    الملحن مدين يشارك ليلى أحمد زاهر وهشام جمال فرحتهما بحفل زفافهما    خبير لإكسترا نيوز: صندوق النقد الدولى خفّض توقعاته لنمو الاقتصاد الأمريكى    «عبث فكري يهدد العقول».. سعاد صالح ترد على سعد الدين الهلالي بسبب المواريث (فيديو)    اليوم| جنايات الزقازيق تستكمل محاكمة المتهم بقتل شقيقه ونجليه بالشرقية    نائب «القومي للمرأة» تستعرض المحاور الاستراتيجية لتمكين المرأة المصرية 2023    محافظ القليوبية يبحث مع رئيس شركة جنوب الدلتا للكهرباء دعم وتطوير البنية التحتية    خطوات استخراج رقم جلوس الثانوية العامة 2025 من مواقع الوزارة بالتفصيل    البترول: 3 فئات لتكلفة توصيل الغاز الطبيعي للمنازل.. وإحداها تُدفَع كاملة    نجاح فريق طبي في استئصال طحال متضخم يزن 2 كجم من مريضة بمستشفى أسيوط العام    حقوق عين شمس تستضيف مؤتمر "صياغة العقود وآثارها على التحكيم" مايو المقبل    "بيت الزكاة والصدقات": وصول حملة دعم حفظة القرآن الكريم للقرى الأكثر احتياجًا بأسوان    علي جمعة: تعظيم النبي صلى الله عليه وسلم أمرٌ إلهي.. وما عظّمنا محمدًا إلا بأمر من الله    تكريم وقسم وكلمة الخريجين.. «طب بنها» تحتفل بتخريج الدفعة السابعة والثلاثين (صور)    صحة الدقهلية تناقش بروتوكول التحويل للحالات الطارئة بين مستشفيات المحافظة    الإفتاء تحسم الجدل حول مسألة سفر المرأة للحج بدون محرم    ماذا يحدث للجسم عند تناول تفاحة خضراء يوميًا؟    هيئة كبار العلماء السعودية: من حج بدون تصريح «آثم»    كارثة صحية أم توفير.. معايير إعادة استخدام زيت الطهي    سعر الحديد اليوم الأحد 27 -4-2025.. الطن ب40 ألف جنيه    خلال جلسة اليوم .. المحكمة التأديبية تقرر وقف طبيبة كفر الدوار عن العمل 6 أشهر وخصم نصف المرتب    البابا تواضروس يصلي قداس «أحد توما» في كنيسة أبو سيفين ببولندا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الفريق سيف الدين: دور بطولي ل"الدفاع الجوي" بحرب أكتوبر.. والتطوير ما زال مستمرا
نشر في بوابة الأهرام يوم 29 - 06 - 2011

أشاد الفريق أ.ح/ عبدالعزيز سيف الدين قائد قوات الدفاع الجوي في عيد قواته ال 41 أن قوات الدفاع الجوى تمكنت خلال الأسبوع الأول من شهر يونيه عام 1970 من إسقاط طائرتين من طراز فانتوم، سكاى هوك وتم أسر ثلاثة طيارين إسرائيليين، فكان ذلك عيدًا للدفاع الجوي، موضحا أن قواته طورت معداتها وإمكانياتها خلال السنوات الثلاثة التى أعقبت حرب الاستنزاف مما مكنها من صد الهجمات الجوية المعادية فى حرب أكتوبر 1973، مشيرا أن قوات الدفاع الجوى تعى جيداً أن الفرد هو أساس نجاح المعركة وعلى ذلك فإن عملية التطوير والتحديث تسير فى محاور متعددة، موضحًا حرص قوات الدفاع الجوى على الاشتراك مع دول عربية شقيقة وأجنبية صديقة فى بعض التدريبات المشتركة حيث يتم التعرف على الحديث فى مجال تكنولوجيا التسليح.
وإلى نص الحوار:
0 كيف نشأت وتطورت قوات الدفاع الجوى؟
- ظهرت معدات الدفاع الجوى لأول مرة فى بداية عام 38 بتكوين بطارية مدفعية مضادة للطائرات ثم تطورت عام 39 لتصبح بإجمالى (2) وحدة مدفعية مضادة للطائرات وبطارية أنوار كاشفة وكانت مهمة هذه الوحدات هي توفير الدفاع عن مدينة القاهرة والإسكندرية فى الحرب العالمية الثانية، وتطور استخدام المدفعية المضادة للطائرات بنهاية عام 45 بدعمها بأجهزة رادارية تستخدم لضبط النيران وأرست المدفعية قواعد استخداماتها العسكرية التى لا نزال نعمل بها حتى اليوم طبقاً لأسس الاستخدام القتالى.
وكان لوحدات المدفعية المضادة للطائرات دور كبير فى الاشتراك فى صد العدوان الثلاثى على مصر فى عام 56، وبدأ الإعداد لدخول الصواريخ المضادة للطائرات بمسمى (مشروع عامر) فى أوائل عام 61، وبدأ تشكيل وتدريب وحدات الصواريخ الموجهة المضادة للطائرات فى بداية عام 62 بواسطة الخبراء الروس والأطقم المصرية من الحاصلين على دورات تخصصية فى الصواريخ الموجهة المضادة للطائرات في روسيا، وبدأ ظهور أول منظومة الدفاع الجوي بأنظمته المتعددة بنهاية عام 63 لحماية سماء مصر.
وعقب نكسة 67 صدر القرار الجمهورى بإنشاء قوات الدفاع الجوى فى فبراير 68، وبدأت عملية بناء حائط الصواريخ إلى أن تم استكماله بسواعد رجال الدفاع الجوى وبطولاتهم وتضحياتهم فى الثلاثين من يونيه عام 70 حيث تمكنت خلالها من بتر الذراع الطولية للقوات الإسرائيلية وتمثلت روعة الأداء فى تنفيذ مهامها القتالية بكفاءة واقتدار خلال تلك الفترة حتى تحقيق نصر أكتوبر المجيد.
0 كيف صمد رجال الدفاع الجوى خلال حرب الاستنزاف حتى اكتمال بناء حائط الصواريخ؟
- بعد الإعلان عن بدء إنشاء قوات الدفاع الجوى لتمثل القوة الرابعة فى قواتنا المسلحة الباسلة، لم يأل رجالها جهداً ولم يدخروا وسعاً فى سبيل إعداد أنفسهم ومرءوسيهم وتدريبهم بأقصى طاقة، بالتزامن مع إنشاء حائط الصواريخ الحصين، وذلك تحت ضغط هجمات العدو الجوية المتواصلة فى أوقات متفرقة بأحدث الطائرات (فانتوم ، سكاى هوك) ذات الإمكانات العالية مقارنة بوسائل الدفاع المتيسرة فى ذلك الوقت، ومع ذلك وبالتدريب الواقعى فى ظروف المعارك الحقيقية، تمكنت قوات الدفاع الجوى خلال الأسبوع الأول من شهر يونيه عام 70 من إسقاط طائرتين من طراز فانتوم، سكاى هوك وتم أسر ثلاثة طيارين إسرائيليين.
وكانت هذه أول مرة تسقط فيها طائرة فانتوم وعلى أثر ذلك قدمت أمريكا مبادرة لوقف القتال أطلق عليها مبادرة (روجرز) على اسم وزير خارجيتها بقبول المبادرة فى ليله 7-8 أغسطس 1970 أدى الأمر إلى تسكين الموقف فى جبهة القناة، ومنع تحرك المزيد من عناصر الصواريخ.
واكتسبت مصر ثقة عالية برجال الدفاع الجوى فى نهاية حرب الاستنزاف والتى كان لها الأثر فى إقناع إسرائيل بفشلها فى إسكات شبكة الدفاع الجوى ولم تصبح للسلاح الجوى الإسرائيلى حرية العمل كما كان من قبل. وعبر الجنرال وايزمان (وزير الدفاع فيما بعد) عن ذلك فى مذكراته (على أجنحة النسور) حيث كتب يقول "سنظل نذكر حرب الاستنزاف، فهى الحرب الأولى التى لم تنتصر فيها إسرائيل وهى حقيقة مهدت الطريق أمام المصريين لشن حرب يوم كيبور (حرب أكتوبر 1973)" .
0 ما الدور الذي قامت به قوات الدفاع الجوى فى حرب أكتوبر المجيدة؟
- خاضت قوات الدفاع الجوي معارك شرسة وغير متكافئة مع القوات الجوية الإسرائيلية خلال حرب الاستنزاف وكانت فنون الحرب والقتال التى يجيدها رجال الدفاع الجوى إحدى التحديات المستمرة التى يتوقف عليها مصير الحرب كلها واستمرت قوات الدفاع الجوى فى تأدية جميع المهام المكلفة بها قبل وأثناء وبعد حرب أكتوبر المجيدة بكل ثقة واقتدار.
واستطاعت قوات الدفاع الجوى أن تحظى بتطوير معداتها وإمكاناتها خلال السنوات الثلاث التى أعقبت حرب الاستنزاف، مما مكنها من صد الهجمات الجوية المعادية فى حرب أكتوبر المجيدة. ففي الساعة الثانية بعد ظهر يوم السادس من أكتوبر قامت القوات الجوية المصرية بتنفيذ عبور(250) طائرة مصرية لقناة السويس وقامت بتنفيذ مهام محددة شرق القناة اشتملت على تدمير مطارات ومواقع الدفاع الجوى ومحطات الإعاقة الإلكترونية ومراكز القيادة المعادية، وفى ضوء نتائج أعمال قتال اليوم الأول كان من المتوقع أن يتركز الهجوم الإسرائيلي على تدمير عناصر الدفاع الجوى فى أماكن احتلالها، وتدمير الطائرات المصرية فى قواعدها، بالإضافة إلى قصف القوات البرية المصرية وإجهاض عملية الهجوم مع قصف أكثر الأهداف الحيوية، للتأثير على سير الحرب.
وحاولت القوات الجوية الإسرائيلية تنفيذ هذه المهام ولكنها تكبدت خسائر كبيرة بلغت 44 طائرة ويتضح ذلك من تقارير القتال التى صدرت يوم 8 أكتوبر، التى اضطلع عليها رئيس الأركان الإسرائيلي الجنرال ديفيد إلعازر ( وكان هذا يعنى أن إسرائيل ستخسر قواتها الجوية خلال أيام ).
وفي إطار تنفيذ قوات الدفاع الجوي لمهامها خلال حرب أكتوبر 1973 تعرضت لهجمات جوية يومية مستمرة وهاجمت الطائرات الإسرائيلية مواقع الرادار مرات عديدة لإحداث ثغرات فى الحقل الرادارى وبالتالى مفاجأة عناصر الدفاع الجوى الإيجابية حيث تحقق الصمود في وجه العدو بتجنب حدوث ثغرات فى شبكة الإنذار، واختلفت التقديرات فى عدد الطائرات التى خسرتها إسرائيل أثناء حرب أكتوبر حيث أعلنت إسرائيل أنها خسرت (102) طائرة فقط وقدرت المصادر الغربية أن عدد الطائرات التى دمرها الدفاع الجوى المصري ما بين (180-200) طائرة إسرائيلية وأعلنت المصادر الشرقية أن إسرائيل فقدت (280) طائرة.
والواقع أن المشكلة الحقيقية بالنسبة لإسرائيل لم تكن في فقدان الطائرات حيث تم استعواضها ولكن المشكلة الحقيقية كانت هى فقدان الطيارين، ورغم اختلاف الآراء حول الخسائر فى الطائرات الإسرائيلية فى الحرب فقد شهد العالم أن الدفاع الجوى المصري قد استطاع أن يحيد القوات الجوية الإسرائيلية ويمنعها من تنفيذ مهامها القتالية.
بعد نكسة 67 كانت إسرائيل تتباهى بقواتها الجوية ووصفتها بأنها الذراع الطولي وأنها أسطورة لا تقهر، فكيف قامت قوات الدفاع الجوى ببتر هذه الذراع وتحطيم هذه الأسطورة؟
خرجت القوات المسلحة المصرية بعد هزيمة يونيه 67 بالعديد من الدروس المستفادة أهمها سرعة بناء القوات المسلحة المصرية لاستعادة الأراضي المصرية التي تم احتلالها وذلك بالتخطيط والتنظيم العملي السليم فكان قرار إنشاء قوات الدفاع الجوي كقوة رابعة ضمن قواتنا المسلحة تكون مسئولة عن حماية الأهداف الحيوية بالدولة وتجميعات القوات المسلحة بمناطق التمركز على الجبهة المصرية شرق وغرب قناة السويس وفي العمق الاستراتيجي للدولة، وبدأ أول اختبار حقيقي لقوات الدفاع الجوي، حينما بدأت غارات الطيران الإسرائيلي على جبهة القناة وبعض الأهداف الحيوية في العمق، حيث تمكنت قوات الدفاع الجوي خلال هذه المرحلة من تكبيد القوات الإسرائيلية خسائر مستمرة في طائراته المروحية التي تقوم بالاستطلاع من الجانب الشرقي للقناة وتصحيح نيران مدفعية الميدان علاوة على إسقاط مقاتلاته التي كانت تهاجم مواقع الدفاع الجوي غرب القناة، مع تنفيذ كمائن بواسطة كتائب الصواريخ التى نجحت في إسقاط العديد من طائرات العدو.
وفي عام 73 وبعبور طائراتنا لقناة السويس إلى أهدافها المحددة ووسط هدير آلاف المدافع على امتداد جبهة القتال تدمر خط بارليف ونقاطه الحصينة، وبدأت معركة الدفاع الجوي أثناء العبور وأثناء إدارة أعمال القتال قامت قوات الدفاع الجوي بتأمين أعمال قتال المقاتلات.. خاصة خلال تنفيذ الضربة الجوية الأولى وهذا الأداء المتجانس والمتكامل أحدث تغييراً فى المفاهيم العسكرية العالمية، فرغم تطور الطائرات المعادية إلا أننا قد تمكنا من تحطيم أسطورة القوات الجوية الإسرائيلية.. حيث أثبت رجال الدفاع الجوي أن التدريب الشاق والواقعي قبل المعركة كان أهم وأقوى أسلحتهم، وأن نجاح قوات الدفاع الجوي في هذا اليوم، أكد أن ما حدث في يونيه 67 لن يتكرر وأن التاريخ لن يعيد نفسه.
نحتفل يوم 30 يونيه بعيد الدفاع الجوي، وفي فبراير 68 صدر قرار جمهوري بإنشاء الدفاع الجوى كقوة رابعة، فما أهمية هذا اليوم؟
عقب حرب يونيه 67 وما أحدثته من خسائر وعلى ضوء قرار القيادة العامة بإعادة بناء القوات المسلحة المصرية، لاستعادة الأراضي المصرية التي تم احتلالها، وصدر القرار الجمهوري رقم (199) في فبراير عام 68 (إنشاء قوات الدفاع الجوي كقوة رابعة بالقوات المسلحة)، إلا أننا نحتفل بعيد الدفاع الجوي في الثلاثين من يونيه من كل عام حيث يعتبر هذا اليوم عام 1970، هو يوم الميلاد الحقيقي لهذه القوات، يوم أن قامت قوات الدفاع الجوي ببتر الذراع الطويلة للقوات الجوية الإسرائيلية التي تساقطت معها إستراتيجية الردع، التي طالما تغنت بها إسرائيل.
فمنذ ذلك التاريخ بدأت ملحمة الدفاع الجوي في خوض أشرس وأصعب معارك التحدي وإثبات الذات. ولم تتوقف هذه الملحمة يوماً، حيث تستمر مسيرة التطوير والتحديث سواء في التسليح أو التخطيط أو التدريب، وتم تدريب عناصر الدفاع الجوى خلال حرب الاستنزاف على أعمال إعادة التمركز والمناورة، والاشتباك مع الأهداف المعادية تحت مختلف الظروف وطبقاً لخطة تم إعدادها بعناية فائقة وكان من نتائجها دفع عدد من كتائب الصواريخ لتنفيذ كمائن حققت نتائج مبهرة ونجحت في إسقاط العديد من الطائرات المعادية إلى أن تم اتخاذ قرار دفع كتائب الصواريخ إلى الجبهة على مرحلتين على أن تكون هذه الكتائب جاهزة بالنيران يوم 30 يونيه 1970، وهنا بدأ أسبوع تساقط الفانتوم وكان حصاد يومه الأول إسقاط أول طائرتين فانتوم وطائرتي سكاي هوك، ثم توالت الخسائر، فقررت القيادة الإسرائيلية عدم اقتراب قواتها الجوية من قناة السويس واعتبر يوم الثلاثين من يونيو 1970 هو البداية الحقيقية لاسترداد الأرض والكرامة، واستحق أن يكون عيداً للدفاع الجوى وتجلت روعة الأداء في حرب أكتوبر 73 حيث نجحت قوات الدفاع الجوي، في صد وتدمير الطائرات المعادية ومنعها من الاقتراب لمسافة 15 كم شرق القناة.
0 يشهد العالم الآن طفرة هائلة للتطور التكنولوجي في مجال التسليح، هل تواكب قوات الدفاع الجوى عمليات التطوير فى هذا المجال؟
- تطوير وتحديث قوات الدفاع الجوي يعتمد على منهج علمي مدروس بعناية فائقة، بما يحقق تنمية القدرات القتالية للقوات وإجراء أعمال تطوير وتحديث تتناسب مع متطلبات منظومة الدفاع الجوي المصري.. طبقاً لعقيدة القتال المصرية، وأود أن أوضح أن قوات الدفاع الجوى، تعى جيداً أن الفرد هو أساس نجاح المعركة وعلى ذلك فإن عملية التطوير والتحديث تسير فى محاور متعددة؛ تبدأ باختيار الطالب قبل التحاقه بكلية الدفاع الجوى طبقاً لأسس ومعايير دقيقة لتقييم وتحديد العناصر التى تصلح للعمل كضابط بقوات الدفاع الجوى ويتم تنفيذ سياسة تعليمية راقية لإعداد وتدريب الطلبة بكلية الدفاع الجوى؛ تعتمد على استخدام طرق ووسائل تدريب حديثة ويستمر تدريب وتأهيل الضباط بعد التخرج بمعهد الدفاع الجوى من خلال الفرق الحتمية ودورة القادة ودورة أركان حرب التخصصية مع إيفاد الضباط فى بعثات خارجية للتدريب على المعدات الحديثة وصقل مهاراتهم العلمية والتعرف على مختلف العقائد العسكرية وفنون الحروب المختلفة، والوصول إلى درجة الاحتراف فى استخدام وتطوير المعدات..
كذلك تدريب ضباط الصف والجنود بمراكز التدريب التخصصية لقوات الدفاع الجوي، ومن خلال معسكرات التدريب التى تنتهى بتنفيذ رماية بالذخائر الحية، ويتم ذلك مع المتابعة المستمرة والدراسة الجادة لكل ما هو موجود، وينتج حديثاً على الساحة العالمية من نظم الدفاع الجوى، والسعى لامتلاكها إذا كان متوافقاً مع احتياجاتنا، ودائماً يرتبط تطوير منظومة الدفاع الجوي ارتباطاً وثيقاً بالتطور التكنولوجى المتلاحق فى أسلحة الهجوم الجوى الحديثة والعدائيات الجوية المختلفة.
0 ما هى عناصر وملامح ومتطلبات بناء منظومة الدفاع الجوى؟
- يتكون الدفاع الجوى من منظومة متكاملة تقوم بتوفير الدفاع عن حدود الدولة والأهداف الحيوية داخلها والتجميعات الرئيسية للقوات المسلحة ضد العدائيات الجوية وتتكون هذه المنظومة من عناصر قتال رئيسية تشمل عناصر استطلاع وإنذار عن العدو الجوى ونظم قتال إيجابية تشمل المقاتلات وأنظمة الصواريخ الموجهة أرض/ جو وأنظمة المدفعية المضادة للطائرات بالإضافة إلى أنظمة الحرب الإلكترونية، وأنظمة القيادة والسيطرة والعناصر الفنية والإدارية والتأمينات المختلفة وتنتشر عناصر الدفاع الجوى فى جميع ربوع الدولة فى مواقع ثابتة أو بعضها متحركة طبقاً لطبيعة الأهداف الحيوية والتجميعات المطلوب توفير الدفاع الجوى عنها ويتطلب تنفيذ مهام الدفاع الجوى اشتراك هذه الأنظمة المتنوعة فى منظومة متكاملة يؤدى كل عنصر فيها دوره بكفاءة تامة.
ويشتمل نظام الاستطلاع والإنذار على أجهزة رادار مختلفة الأنواع والمديات تقوم بأعمال الاستطلاع والإنذار ونظم قيادة وسيطرة (يدوية/ آلية) بالإضافة إلى الأنظمة المعاونة من عناصر المراقبة الجوية بالنظر والإنذار المحمول جواً والاستطلاع الإلكترونى وتتم السيطرة على أعمال قتالها مع نظم القتال الإيجابية من صواريخ مختلفة المديات والمدفعية المدفعية للطائرات والصواريخ المحمولة على الكتف والمقاتلات بواسطة نظام متكامل للقيادة والسيطرة من خلال مراكز قيادة وسيطرة على مختلف المستويات فى تعاون وثيق مع القوات الجوية والحرب الإلكترونية بهدف الضغط المستمر على العدو الجوى ومنعه من تحقيق مهامه وتكبيده أكبر نسبة خسائر ممكنة.
ويتحقق بناء منظومة الدفاع الجوى بتحقيق توازن لجميع عناصرها وفاعليتها وقدرتها على مجابهة جميع العدائيات الجوية مع تحقيق تكامل أفقى بضرورة توافر جميع العناصر والأنظمة الأساسية وتكامل رأسى بتوافر أنظمة تسليح متنوعة داخل العنصر الواحد.
0 يتردد مفهوم "معركة الأسلحة المشتركة"، فهل يرتبط هذا المفهوم باشتراك عناصر الدفاع الجوى مع باقى أفرع القوات المسلحة فى المعارك؟
- أود أن أوضح شيئاً مهماً هو، أنه لا يمكن لأى سلاح أن ينفذ مهامه بمعزل عن باقى الأسلحة الأخرى وقد ظهر ذلك جلياً أثناء حرب أكتوبر 73 حيث نفذت الجيوش الميدانية مهامها القتالية فى تعاون تام ووثيق مع القوات الجوية والبحرية والدفاع الجوى مما جعلنا نطلق عليها سيمفونية حرب أكتوبر 73، بما يوضح اشتراك جميع عناصر القتال فى المعركة، ولا يمكن لأى قوات سواء كانت جوية أو بحرية أو برية أن تنفذ المهام المكلفة بها، دون توفر تغطية ووقاية من وسائل الدفاع الجوى بدءاً من اكتشاف أى عدائيات جوية وإنذار القوات عنها إلى أن يتم تدمير هذه العدائيات حالة دخولها فى مدى وسائل الدفاع الجوى الإيجابية، من الصواريخ والمدفعية.
ويتم استغلال فترة السلم فى التدريب على تنفيذ المهام العملياتية المشتركة، من خلال اشتراك عناصر الدفاع الجوى مع باقى الأفرع الرئيسية بالقوات المسلحة وأجهزة القيادة العامة فى الأنشطة أو الالتزامات التدريبية الرئيسية المختلفة بالقوات المسلحة، حيث تقوم عناصر الدفاع الجوى بتوفير التأمين الحقيقى للعناصر المنفذة ضد أى عدائيات جوية مفاجئة، ويعتبر التنفيذ العملى للأنشطة التدريبية هو أعلى مستويات التدريب القتالى لجميع العناصر المشتركة، بما يحقق أحد أهم وأبرز مبادئ التدريب وهو الواقعية فى التدريب فى ظروف مشابهة للعمليات الحقيقية.
0 نسمع ونشاهد اشتراك دول متعددة فى تدريبات عسكرية مشتركة بما يعود بالنفع على القوات المسلحة، هل تشترك قوات الدفاع الجوي في مثل هذه التدريبات ؟
- تحرص قوات الدفاع الجوى دائماً على الاشتراك مع دول عربية شقيقة وأجنبية صديقة فى بعض التدريبات المشتركة التي تعود بالنفع على جميع القوات المشتركة فيها حيث يتم التعرف على الحديث فى مجال تكنولوجيا التسليح خاصة فى مجال القوات الجوية ويعتبر ذلك ذا أهمية رئيسية للدفاع الجوى حيث يضيف خبرات في مجال التسليح والاستخدام الفني والتكتيكي للأسلحه والمعدات. ولقوات الدفاع الجوي دور أساسى في التدريبات المشتركة وذلك من خلال التعامل مع الهجمات الجوية بالطائرات الحقيقية على الأهداف الحيوية منفردة أو بالتعاون مع القوات الجوية، ولا يقتصر دور قوات الدفاع الجوي علي الاشتراك في التدريب المشترك بل يتعدي دورها إلى القيام بتنفيذ مهام التأمين للقوات الجوية المصرية أو الصديقة المشتركة في التدريب، بدءاً من وصول الطائرات الصديقة ودخولها المجال الجوي المصري وحتى مغادرتها لمصر، وبعد انتهاء التدريبات المشتركة ويشمل هذا التدريب جميع الإجراءات التي تتخذها الوحدات الفرعية في العمليات الحقيقية مع تنفيذ الاشتباكات بالمقلدات، علاوة على تدريبات مشتركة ثنائية متعددة مع العديد من الدول العربية الشقيقة أو دول حوض البحر المتوسط وبذلك يكون قد تم تدريب أطقم القتال فى المستويات المختلفة فى ظروف مشابهة نسبياً للعمليات مع الاستفادة من تشغيل الأجهزة والمعدات المختلفة واختبارها وقياس مستوى الأداء لمراكز القيادة على جميع المستويات.
0 كيف يتم تدعيم مجال البحث العلمى لقوات الدفاع الجوى ؟
- نحن نؤمن بأن العلم والبحث العلمى هو أساس تقدم الأمم والشعوب ويعتبر مركز البحوث الفنية والتطوير بقوات "دفاع جوى" هو الجهة المنوطة بالتحديث والتطوير وإجراء التعديلات التى تناسب الاستخدام العملياتى لمعدات الدفاع الجوى بالاستفادة من خبرات الضباط المهندسين المؤهلين بالدرجات العلمية العليا (الدكتوراة/ الماجستير) / الفنيين / وأطقم القتال المستخدمة للأجهزة والمعدات من خلال مراحل متكاملة بالاستفادة من التطور العلمى والتكنولوجى العالمى فى تعاون وثيق مع مراكز البحوث الفنية المماثلة على مستوى القوات المسلحة.
انتهجت قوات الدفاع الجوى نهجاً علمياً للتطوير من خلال التركيز على مجال البحث العلمى يضاهى بل يتفوق على منظومات الدفاع الجوى الحديثة فى العديد من الدول المتقدمة لتحقيق الهدف النهائى للتطوير والتحديث وهو تنمية القدرات والإمكانات القتالية للقوات، وتتعدد مجالات البحث العلمى لضباط الدفاع الجوى، أذكر منها قيام كلية الدفاع الجوى بعقد الكثير من الندوات والمحاضرات التى يشارك فيها الأساتذة المدنيون من الجامعات المصرية من مختلف التخصصات، كذلك اشتراك ضباط الدفاع الجوى فى الندوات التى تقيمها هيئة البحوث العسكرية وأكاديمية ناصر العسكرية العليا والمعارض الفنية والمؤتمرات العلمية التى يتم تنفيذها بالكلية الفنية العسكرية، ودعماً لتطوير البحث العلمى يتم إيفاد ضباط الدفاع الجوي إلى الدول الشقيقة والصديقة لتبادل العلم والمعرفة مع الدول الأخرى والحصول على درجات علمية متقدمة ( الماجستير الدكتوراة ) لمواكبة أحدث ما وصل إليه العلم فى المجالات المختلفة.
0 تحرص القوات المسلحة على التعاون العسكرى مع الدول الصديقة سواء عربية أو أجنبية فى مجال التدريب أو التسليح، فما هى آفاق التعاون فى مجال الدفاع؟
- انتهجت قواتنا المسلحة سياسة تنويع مصادر السلاح وتطوير المعدات والأسلحة بالاستفادة من أطر التعاون مع الدول المختلفة، وتحرص قوات الدفاع الجوى على التواصل مع التكنولوجيا الحديثة واستخداماتها في المجال العسكري من خلال تطوير وتحديث ما لدينا من أسلحة ومعدات.. بالإضافة إلى الحصول على أفضل الأسلحة في الترسانة العالمية حتى نحقق الهدف الذي ننشده وفي هذا الإطار يتم تنظيم التعاون العسكري في مجالين أساسيين: الأول هو التعاون فى تطوير وتحديث الأسلحة والمعدات بما يحقق تنمية القدرات والإمكانات القتالية للقوات وإجراء أعمال التطوير والتحديث الذى تتطلبه منظومة الدفاع الجوى المصرى وطبقاً لعقيدة القتال المصرية.. بالإضافة إلى أعمال العمرات وإطالة أعمار المعدات الموجودة بالخدمة حالياً فى خطة محددة ومستمرة.
أما الثاني، فهو التعاون مع الدول الشقيقة والصديقة فى تنفيذ التدريبات المشتركة لاكتساب الخبرات والتعرف على أحدث أساليب التخطيط وإدارة العمليات فى هذه الدول وتسعى قوات الدفاع الجوى دائماً لزيادة محاور التعاون فى جميع المجالات سواء فى مجال التدريب أو التطوير أو التحديث.
ويتم التحرك على هذه المحاور طبقاً لتخطيط يتم إعداده مسبقاً بما يؤدى إلى استمرار أعمال التطوير لقوات الدفاع الجوى سواء على مستوى المعدات أو أسلوب الاستخدام.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.