مفتي الجمهورية يستقبل عميد كلية أصول الدين بالهند ويؤكد أهمية تعزيز التعاون    مناقشة إنجاز وحدات السكان بمجالس المدن بسيناء    زيلينسكي يصل برلين للقاء قادة أوروبا وبحث الأزمة الأوكرانية    تشكيل توتنهام ضد باريس سان جيرمان على لقب السوبر الأوروبي    وزير العمل يثمن جهود الداخلية في ضبط 10 شركات وهمية لإلحاق العمالة بالخارج    مفتي الجمهورية يستقبل مفتي «بلجراد» ويبحثان سبل تعزيز التعاون لخدمة مسلمي أوروبا    نجم المصري البورسعيدي: نستحق التتويج بالبطولات مثل بيراميدز    رئيس الأركان الإسرائيلي: نواجه حربًا متعددة الساحات ونتبنى استراتيجية جديدة    السكة الحديد تُعلن مواعيد تشغيل قطارات خط القاهرة - السد العالي    مدحت قريطم يدعو لاستئناف قوافل التوعوية بقواعد المرور بالمدارس والجامعات    انطلاق بطولة كأس مصر للتجديف الجمعة القادمة من مياه قناة السويس بالإسماعيلية    كريم محمود عبد العزيز ينتظر عرض فيلمه طلقنى خلال الفترة المقبلة.. صورة    استشاري نفسي يُحلل شخصية محمد رمضان: «يُعاني من البارانويا وجنون العظمة»    رمزى عودة: الانقسام الداخلى فى إسرائيل يضعف نتنياهو وقد يسرّع الدعوة لانتخابات    أنا زوجة ثانية وزوجى يرفض الإنجاب مني؟.. أمين الفتوى يرد بقناة الناس    أمين الفتوى: اللطم على الوجه حرام شرعًا والنبي أوصى بعدم الغضب    إجراءات صارمة وتوجيهات فورية فى جولة مفاجئة لمحافظ قنا على المنشآت الخدمية بنجع حمادي    محافظ المنيا ورئيس الجامعة يفتتحان وحدة العلاج الإشعاعي الجديدة بمستشفى الأورام    نائب نقيب الصحفيين الفلسطينيين: حماس عليها أن تقدم أولوية إنقاذ شعبنا    ارتفاع مخزونات النفط الخام ونواتج التقطير في أمريكا وتراجع البنزين    جامعة الفيوم تنظم قافلة طبية بقرية اللاهون    إخلاء سبيل 6 متهمين بالتشاجر في المعادى    خالد الجندي ل المشايخ والدعاة: لا تعقِّدوا الناس من الدين    خالد الجندي يوضح أنواع الغيب    محافظ الجيزة يعتمد تخفيض تنسيق القبول بالثانوية العامة ل220 درجة    موراتا: سعيد بالانضمام إلى كومو ومستعد لتقديم كل ما لدي    الرئيس والإعلام ورهانه الرابح    رئيس اتحاد اليد بعد التأهل التاريخي: قادرين على تخطي إسبانيا    كرة سلة.. سبب غياب إسماعيل مسعود عن منتخب مصر بالأفروباسكت    بيكو مصر تخفض أسعار أجهزتها المنزلية 20%    محمود ناجي حكما لمباراة أنجولا والكونغو في أمم إفريقيا للمحليين    لتركه العمل دون إذن رسمي.. إحالة عامل ب«صحة الباجور» في المنوفية للتحقيق    انتشار حرائق الغابات بجنوب أوروبا.. وفاة رجل إطفاء وتضرر منازل ومصانع    الصحة تستكمل المرحلة الرابعة من تدريب العاملين بمطار القاهرة على أجهزة إزالة الرجفان القلبي (AED)    هذه الأبراج دائما مشغولة ولا تنجز شيئا ..هل أنت واحد منهم؟    وزير الخارجية بدر عبد العاطي ضيف أسامة كمال الليلة على dmc    التنمية المحلية: مسار العائلة المقدسة من أهم المشروعات التراثية والدينية    تفاصيل توقيع بنك القاهرة وجهاز تنمية المشروعات عقدين ب 500 مليون جنيه لتمويل المشروعات متناهية الصغر.. صور    أتالانتا يقدم عرضًا ب40 مليون يورو لضم رودريجو مونيز من فولهام    رئيس الوزراء يؤدي صلاة الجنازة على الدكتور علي المصيلحي بمسجد الشرطة    روبيو: لا أفق للسلام في غزة مع بقاء حماس في السلطة    ثنائي العود يحيي أمسية في حب فيروز وزياد الرحباني بقصر الأمير طاز    تفاصيل أول مشروع ل راغب علامة بعد حل أزمته مع نقابة الموسيقيين    مفتي القدس: مصر تسعى جاهدة لتوحيد الصفوف وخدمة القضية الفلسطينية والوصول بها إلى برِّ الأمان    رئيس الوزراء يوجه الوزراء المعنيين بتكثيف الجهود لتنفيذ الوثائق التي تم توقيعها بين مصر والأردن وترجمتها إلى خطط وبرامج على الأرض سعياً لتوطيد أطر التعاون بين البلدين    "خايف عليك من جهنم".. مسن يوجه رسالة مؤثرة لشقيقه من أمام الكعبة (فيديو)    رغم انخفاض الأمطار وسد النهضة.. خبير يزف بشرى بأن مياه السد العالي    شروط تقليل الاغتراب لأبناء مطروح الناجحين فى الثانوية العامة    وزير الصحة يشكر النائب العام على سرعة الاستجابة في واقعة "مستشفى دكرنس"    حبس وغرامة 2 مليون جنيه.. عقوبة الخطأ الطبي الجسيم وفق "المسؤولية الطبية"    وزير التعليم يكرم الطلاب أوائل مدارس النيل المصرية الدولية    مدبولى يشهد توقيع عقد إنشاء مصنع مجموعة سايلون الصينية للإطارات    الصحة: حريق محدود دون إصابات بمستشفى حلوان العام    «الترويكا الأوروبية» تهدد بإعادة فرض عقوبات على إيران في هذه الحالة    غدًا آخر فرصة لحجز شقق الإسكان الأخضر 2025 ضمن الطرح الثاني ل«سكن لكل المصريين 7» (تفاصيل)    البيضاء تواصل التراجع، أسعار الدواجن اليوم الأربعاء 13-8-2028 بالفيوم    أرباح تصل إلى 50 ألف دولار للحفلة.. تفاصيل من ملف قضية سارة خليفة (نص الاعترافات)    كسر خط صرف صحي أثناء أعمال إنشاء مترو الإسكندرية | صور    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



سماؤنا آمنة
نشر في الأهرام اليومي يوم 30 - 06 - 2010

الدفاع الجوي القوة الرابعة هو السلاح الرابع الذي قرر الرئيس الراحل جمال عبد الناصر إنشاءه عقب نكسة يونيو‏67‏ كسلاح مستقل إضافة للقوات البحرية والبرية والجوية‏,‏ وذلك بعد أن أدرك أهميته في تكوين حائط من الصواريخ لحماية مصر وأنه الطريق الوحيد للتغلب علي تفوق العدو العسكري في الطيران‏. وذلك بعد أن كانت قوات الدفاع الجوي موزعة علي باقي القوات إذ يؤدي سلاح الدفاع الجوي دورا مهما ومؤثرا في الحروب المختلفة ويقوم بدور فعال في حسم المعركة بالتعاون مع الأسلحة الأخري‏.‏ وفي الثلاثين من يونيو عام‏1970‏ كتب رجال الدفاع الجوي المصري بدمائهم صفحات مضيئة في تاريخ العسكرية المصرية‏,‏ حيث أتموا بناء حائط الصواريخ المصري رغم الهجوم الشديد المكثف من الطيران الإسرائيلي ليصبح حائط الصواريخ المصري بداية إنهاء أسطورة القوات الجوية الاسرائيلية‏..‏
وفي هذا التاريخ من كل عام تحتفل مصر والقوات المسلحة بعيد قوات الدفاع الجوي‏,‏ ولهذا كان لقاؤنا مع الفريق عبد العزيز سيف الدين قائد قوات الدفاع الجوي لنشاركه اليوم 30‏ يونيو‏2010‏ الاحتفال بالعيد الأربعين لقوات الدفاع الجوي‏..‏ وكان هذا الحوار علي هامش المؤتمر الصحفي الذي عقده بهذه المناسبة‏...‏
‏****‏
نشأة الدفاع الجوي
‏*‏ ظهرت معدات الدفاع الجوي لأول مرة في بداية عام‏1938‏ بتكوين بطارية مدفعية مضادة للطائرات ثم تطورت عام‏1939‏ لتصبح باجمالي‏(2)‏ وحدة مدفعية‏(‏ م ط‏)‏ وبطارية أنوار كاشفة وكانت مهمة هذه الوحدات هي توفير الدفاع‏(‏ م ط‏)‏ عن مدينة القاهرة والاسكندرية في الحرب العالمية الثانية‏.‏
وتطور إستخدام المدفعية‏(‏ م ط‏)‏ بنهاية عام‏1945‏ من خلال دعمها بأجهزة رادارية تستخدم لضبط نيران المدفعية‏,‏ وبنهاية الحرب العالمية الثانية خرجت المدفعية‏(‏ م ط‏)‏ وقد أرست قواعد استخداماتها العسكرية التي لانزال نعمل بها حتي اليوم طبقا لأسس الاستخدام القتالي‏.‏
وكان لوحدات المدفعية‏(‏ م ط‏)‏ دور كبير في الاشتراك لصد العدوان الثلاثي علي مصر في عام‏1956.‏
ثم بدأ الإعداد لدخول الصواريخ المضادة للطائرات بمسمي‏(‏ مشروع عامر‏)‏ في أوائل عام‏1961,‏ وبدأ تشكيل وتدريب وحدات الصواريخ الموجهة‏(‏ م ط‏)‏ مع بداية عام‏1962‏ بواسطة الخبراء السوفيت والأطقم المصرية الذين حصلوا علي دورات تخصصية في الصواريخ الموجهة المضادة للطائرات بروسيا
وبدأ أول ظهور لمنظومة الدفاع الجوي بأنظمته المتعددة بنهاية عام‏1963‏ لحماية سماء مصر بدءا من حرب الاستنزاف وروعة الأداء في تنفيذ مهامها القتالية بنجاح خلال تلك الفترة وحتي حرب أكتوبر المجيدة‏1973..‏ والتي تمكنت خلالها من الإطاحة بالذراع الطويلة للقوات الإسرائيلية‏.‏
الاستنزاف وتساقط الفانتوم
‏**............‏
‏*‏ عقب حرب يونيو‏67‏ وما أحدثته من خسائر وعلي ضوء قرارات القيادة العامة بإعادة بناء القوات المسلحة المصرية لاستعادة الأراضي المصرية التي تم احتلالها‏..‏ صدر القرار الجمهوري رقم‏199‏ في فبراير عام‏1968‏ الخاص بإنشاء قوات الدفاع الجوي كقوة رابعة بالقوات المسلحة‏..‏ إلا أننا نحتفل بعيد الدفاع الجوي في الثلاثين من يونيو من كل عام‏.‏ ذلك لأن يوم الثلاثين من يونيو‏1970‏ هو يوم الميلاد الحقيقي لهذه القوات يوم أن قامت قوات الدفاع الجوي بكسر الذراع الطويلة للقوات الجوية الاسرائيلية التي تساقطت معها استراتيجية الردع التي طالما تغنت بها إسرائيل‏.‏
ومنذ ذلك التاريخ بدأت ملحمة الدفاع الجوي في خوض أشرس وأصعب معارك التحدي وإثبات الذات الذي لم يتوقف يوما واستمر حتي الآن في مختلف مجالات التطوير والتحديث سواء في التسليح أو التخطيط أو التدريب‏,‏ فلقد تم تدريب عناصر الدفاع الجوي خلال حرب الإستنزاف علي أعمال إعادة التمركز والمناورة والاشتباك مع الأهداف المعادية تحت مختلف الظروف وطبقا لخطة تم إعدادها بعناية فائقة وكان من نتائجها دفع عدد من كتائب الصواريخ لتنفيذ كمائن حققت نتائج مبهرة ونجحت في إسقاط العديد من طائرات العدو‏,‏ إلي أن تم اتخاذ قرار دفع كتائب الصواريخ إلي الجبهة علي مرحلتين علي ان تكون هذه الكتائب جاهزة بالنيران يوم‏30‏ يونيو‏1970‏ وهنا بدأ أسبوع تساقط الفانتوم وكان حصاد يومه الأول إسقاط أول طائرتين فانتوم وطائرتين سكاري هوك‏,‏ ثم توالت الخسائر فقررت القيادة الإسرائيلية عدم اقتراب قواتها الجوية من قناة السويس‏,‏ واعتبر يوم الثلاثين من يونيو‏1970‏ هو البداية الحقيقية لاسترداد الأرض والكرامة واستحق أن يتخذ عيدا للدفاع الجوي‏,‏ وتجلت روعة الأداء في حرب أكتوبر‏73‏ حيث نجحت قوات الدفاع الجوي في صد وتدمير الطائرات المعادية ومنعها من الإقتراب لمسافة‏15‏ كم شرق القناة‏.‏
‏}‏ تطوير وتحديث قوات الدفاع الجوي يعتمد علي منهج علمي مدروس بعناية فائقة بما يحقق تنمية القدرات القتالية للقوات وإجراء أعمال التطوير والتحديث الذي تتطلبه منظومة الدفاع الجوي المصري وطبقا لعقيدة القتال المصرية بالإضافة إلي أعمال العمرات وإطالة أعمار المعدات الموجودة بالخدمة حاليا في إطار خطة طويلة ومستمرة ونحن دائما مشغولون بتطوير منظومة الدفاع الجوي الذي يرتبط ارتباطا وثيقا بالتطور الهائل الذي يشهده العالم في تكنولوجيا التسليح‏.‏
‏}‏ الدفاع الجوي هو مجموعة من الإجراءات التي تهدف إلي منع وتعطيل العدو الجوي عن تنفيذ مهمته أو تدميره بوسائل دفاع جوي ثابتة ومتحركة طبقا لطبيعة الهدف الحيوي والقوات المدافع عنها‏.‏
وتنفيذ مهام الدفاع الجوي يتطلب اشتراك أنظمة متنوعة لتكون منظومة دفاع جوي متكاملة وهي تشتمل علي أجهزة الرادار المختلفة التي تقوم بأعمال الكشف والإنذار بالإضافة الي عناصر المراقبة الجوية بالنظر وعناصر إيجابية من صواريخ مختلفة المدايات والمدفعية‏(‏ م ط‏)‏ والصواريخ المحمولة علي الكتف والمقاتلات وعناصر الحرب الإلكترونية‏.‏
وتتم السيطرة علي منظومة الدفاع الجوي بواسطة نظام متكامل للقيادة والسيطرة من خلال مراكز قيادة وسيطرة علي مختلف المستويات وفي تعاون وثيق مع القوات الجوية والحرب الالكترونية بهدف الضغط المستمر علي العدو الجوي وإفشال فكره في تحقيق مهامه وتكبيده أكبر نسبة خسائر ممكنة‏.‏
‏}‏ عقب حرب يونيو‏67‏ كانت هناك عدة مراحل مختلفة للصراع المسلح هي‏:‏
‏**‏ مرحلة الصمود‏(‏ يوليو‏67‏ أغسطس‏68‏ كان هدف هذه المرحلة هو سرعة إعادة البناء ووضع الهيكل الدفاعي عن الضفة الغربية لقناة السويس وكان ذلك يتطلب هدوء الجبهة حتي يتم إعداد خطة الدفاع موضع التنفيذ‏.‏
مرحلة الدفاع النشاط‏(‏ سبتمبر‏68‏ فبراير‏69‏
بهدف تنشيط الجبهة والإشتباك بالنيران وتقييد حركة القوات الإسرائيلية علي الضفة الشرقية وتكبيدها خسائر كبيرة في الأفراد والمعدات‏.‏
حرب الاستنزاف مارس‏69‏ أغسطس‏70:‏
كان هدف هذه المرحلة هو إصابة آلة الحرب الإسرائيلية في سيناء بقدر مؤثر يكون كافيا لإقناع إسرائيل بأن بقاءها في الأرض العربية المحتلة سوف يكلفها ثمنا غاليا‏.‏
ومن جانب آخر إعادة الثقة للمقاتل المصري في نفسه وقيادته وسلاحه فضلا عن تحسين قدراته القتالية ورفع مستوي أدائه الميداني‏.‏
مرحلة التخطيط والإعداد والتجهيز لحرب أكتوبر‏:‏
بعد إستكمال بناء حائط الصواريخ والبداية الحقيقية لإنهاء أسطورة القوات الجوية الإسرائيلية في‏1970/6/30‏ كان لزاما عني قوات الدفاع الجوي أن تخرج بالدروس المستفادة من المرحلة السابقة وكانت أهم إنجازاتها خلال هذه الفترة‏:‏
مجابهة جميع التهديدات من خلال منظومة متكاملة رادار وإنذار مدفعية وصواريخ مضادة للطائرات حرب إلكترونية‏.‏
تنفيذ أعمال الفتح التعبوي وإعادة التمركز لوحدات الدفاع الجوي‏.‏
مبادرة روجرز‏..‏ والأسري الإسرائيليين
‏}‏ تمكنت قوات الدفاع الجوي خلال الاسبوع الأول من شهر يوليو‏1970‏ من إسقاط عدد‏2‏ طائرة فانتوم‏+‏ عدد‏(2)‏ طائرة سكاي هوك خلال هذا الهجوم‏,‏ وتم أسر ثلاثة طيارين إسرائيليين وكانت هذه أول مرة تسقط فيها طائرة فانتوم وفي ذلك الوقت قدمت الولايات المتحدة مبادرة لوقف القتال أطلق عليها مبادرة‏(‏ روجرز‏)‏ علي إسم وزير خارجيتها والتي تنص علي تسكين الموقف في جبهة القناة‏,‏ ومنع تحرك المزيد من وحدات الصواريخ أرض‏/‏ جو إليها وتقريب التجميع الحالي من القناة‏,‏ وقبل طرفي الصراع هذه المبادرة علي أن يبدأ سريانها إعتبارا من من متصف لليلة‏8/7‏ أغسطس‏1970‏ واكتسبت مصر ثقة عالية برجال قوات الدفاع الجوي في نهاية حرب الإستنزاف والتي كان لها الأثر في إقناع إسرائيل بفشلها في إسكات شبكة الدفاع الجوي ولم يصبح للسلاح الجوي الإسرائيلي حرية العمل كما كان من قبل‏.‏
وعبر الجنرال وايزمان‏(‏ وزير الدفاع فيما بعد‏)‏ عن ذلك في مذكراته‏(‏ علي أجنحة النسور‏)‏ حيث كتب يقول سنظل نذكر أن حرب الإستنزاف هي الحرب الأولي التي لم تنتصر فيها إسرائيل‏,‏ وهي حقيقة مهدت الطريق أمام المصريين لشن حرب يوم كيبور‏(‏ حرب أكتوبر‏1973).‏
الدفاع الجوي ومصير حرب‏73‏
‏}‏ بعد نهاية حرب الإستنزاف والتي تمت في ظروف شديدة القسوة حيث خاضت قوات الدفاع الجوي معارك شرسة مع الطيران الإسرائيلي لم تعد الحرب بالنسبة له شيئا جديدا بل تحديا خطيرا يتوقف علي أدائه مصير الحرب كلها واستمرار هذا الدور خلال حرب أكتوبر‏73‏ وكانت قوات الدفاع الجوي تؤدي دورها بكل إقتدار وثقة بالنفس‏.‏
وفي ذلك الوقت كان قد مضي علي حرب الإستنزاف أكثر من ثلاث سنوات أضاف الدفاع الجوي فيها الكثير إلي إمكانياته القتالية‏.‏
وفي الساعة‏1400‏ الثانية ظهرا يوم السادس من أكتوبر عبرت‏(250)‏ طائرة مصرية القناة وقامت بقصف مجموعة من الأهداف العسكرية في سيناء شملت المطارات ومواقع الدفاع الجوي ومحطات الإعاقة الإلكترونية ومراكز القيادة الإسرائيلية‏.‏
وكان من المتوقع أن تقوم القوات الاسرائيلية الجوية بهجوم شديد مكثف لتدمير قوات الدفاع الجوي المصري والقوات الجوية المصرية وقصف القوات البرية لإجهاض عملية الهجوم المصري بالإضافة إلي قصف أكثر الأهداف الحيوية تأثيرا علي سير الحرب وقد حاولت القوات الجوية الاسرائيلية تنفيذ هذه المهام ولكنها تكبدت خسائر كبيرة‏.‏
سقوط‏44‏ طائرة اسرائيلية في يومين
وفي مساء يوم‏8‏ أكتوبر عندما عاد رئيس الأركان الجنرال ديفيد إلعازر إلي مكتبه وإطلع علي تقارير القتال إكتشف أن خسائر قواته الجوية بلغت‏44‏ طائرة وكان هذا يعني أن إسرائيل ستخسر قواتها الجوية خلال أيام‏.‏
وقد اختلفت التقديرات في عدد الطائرات التي خسرتها إسرائيل أثناء حرب أكتوبر حيث أعلنت إسرائيل أنها خسرت‏102‏ طائرة فقط وقدرت المصادر الغربية أن عدد الطائرات التي دمرها الدفاع الجوي المصري‏180‏ 200‏ طائرة وأعلنت المصادر الشرقية أن إسرائيل فقدت‏280‏ طائرة‏.‏
والواقع أن المشكلة الحقيقية بالنسبة لإسرائيل لم تكن في فقدان الطائرات فقد إستعوضتها بالفعل ولكن المشكلة الحقيقية كانت هي فقدان الطيارين ورغم إختلاف الآراء حول الخسائر في الطائرات الإسرائيلية في الحرب فقد شهد العالم أن الدفاع الجوي المصري قد استطاع أن يحيد القوات الجوية الإسرائيلية ومنعها من تنفيذ مهامها القتالية‏.‏
معركة الأسلحة المشتركة
‏**...............‏
أود أن أوضح شيئا مهما أنه لايمكن لأي قوة أن تنفذ مهامها بمعزل عن باقي الأسلحة الأخري ومثال ذلك ما تم تنفيذه في حرب أكتوبر‏1973‏ حيث إن المعركة الحديثة أصبح يطلق عليها معركة الأسلحة المشتركة وهذا يعني عندما نفذت الجيوش الميدانية مهامها القتالية في تعاون تام ووثيق مع القوات الجوية والبحرية والدفاع الجوي وباقي هيئات وإدارات القوات المسلحة مما جعلنا نطلق عليها سيمفونية حرب أكتوبر‏.1973‏
ويعتبر هذا من أسباب وجود عناصر الدفاع الجوي في أي نشاط أو التزام تدريبي رئيسي بالقوات المسلحة وهو أن أي قوة سواءا كانت جوية أو بحرية أو برية لايمكن أن تنفذ مهامها دون تغطية من وسائل الدفاع الجوي لاكتشاف أي العدائيات جوية وإنذار القوات عنها ويلي ذلك تدمير هذه العدائات حالة دخولها في مدي وسائل الدفاع الجوي الإيجابية من الصواريخ والمدفعية‏.‏
‏**...............‏
إن الدور الذي تقوم به قوات الدفاع الجوي في ظل انتشار بؤر التوتر علي الصعيدين الدولي والإقليمي واعتماد المعركة الحديثة علي القصف الجوي واستخدام التكنولوجيا المتقدمة في منظومة القتال أوجب علينا وضع تصور واضح لاستمرار تطوير قوات الدفاع الجوي في المرحلة القادمة ولابد أن يكون التطوير مبنيا علي فكر علمي‏.‏
وأن نحافظ علي قدرات قوات الدفاع الجوي حتي يمكننا تحقيق المهام القتالية المكلفين بها ومجابهة العدائيات الجوية الحديثة من خلال تحديث المنظومة أو امتلاك معدات وأنظمة متطورة قادرة علي تحقيق التوازن‏,‏ والذي يتم تحقيقه حاليا من خلال الارتقاء بمستوي الاستعداد القتالي العالي والدائم لقوات الدفاع الجوي هو وصولها لتشكيل منظومة متكاملة من وسائل الاستطلاع والإنذار والصواريخ والمدفعية والحرب الالكترونية للتعامل مع العدائيات الجوية الحديثة بالتعاون مع القوات الجوية علي مختلف الارتفاعات وفي كافة الظروف علي أن يتم السيطرة علي جميع عناصر المنظومة من خلال نظام متطور للقيادة والسيطرة‏.‏
التطوير والتحديث المستمر
‏**...............‏
لقد انتهجت قوات الدفاع الجوي نهجا علميا للتطوير يضاهي بل يتفوق علي منظومات الدفاع الجوي الحديثة في العديد من الدول المتقدمة‏..‏ بحيث يكون الهدف النهائي للتطوير والتحديث هو تنمية القدرات القتالية للقوات‏..‏ وفي هذا الإطار ركزنا علي مجال البحث العلمي بغرض إجراء عمليات التحديث طبقا لمتطلبات منظومة الدفاع الجوي المصري وطبقا لعقيدة القتال المصرية‏.‏
ولتدعيم البحث العلمي يتم إيفاد ضباط الدفاع الجوي إلي الخارج لتبادل العلم والمعرفة مع الدول الأخري والحصول علي الدرجات العلمية المتقدمة‏(‏ الماجستير الدكتوراه‏)‏ لمواكبة أحدث ما وصل إليه العلم‏.‏
تنويع مصادر السلاح
‏**...............‏
انتهجت قواتنا المسلحة سياسة تنوع مصادر السلاح وتطوير المعدات والأسلحة بالاستفادة من التعاون العسكري بمجالاته المختلفة وتحرص قوات الدفاع الجوي علي التواصل مع التكنولوجيا الحديثة واستخدامتها في المجال العسكري من خلال تطوير وتحديث مالدينا من اسلحة ومعدات‏,‏ بالإضافة إلي الحصول علي أفضل الأسلحة في الترسانة العالمية حتي نحقق الهدف الذي ننشده‏.‏
‏**...............‏
نحن نحرص دائما علي التدريبات المشتركة مع الدول العربية الشقيقة والأجنبية الصديقة التي تعود بالفائدة علي جميع القوات المشتركة للتعرف علي أحدث ما وصل إليه العلم في مجال تكنولوجيا التسليح‏,‏ وخاصة في مجال القوات الجوية‏..‏ ولما تضيفه من خبرات جديدة في مجال التسليح والاستخدام الفني والتكتيكي للأسلحة والمعدات‏..‏ ولقوات الدفاع الجوي دور أساسي في هذه التدريبات المشتركة‏,‏ وذلك من خلال التعامل مع الهجمات الجوية بالطائرات الحقيقية علي الأهداف الحيوية منفردة أو بالتعاون مع القوات الجوية ولايقتصر دورا قوات الدفاع الجوي علي الاشتراك في التدريب المشترك بل يتعدي دورها إلي القيام بتنفيذ مهام التأمين للقوات الجوية المصرية أو الصديقة المشتركة في التدريب بدءا من وصول الطائرات الصديقة ودخولها المجال الجوي المصري وحتي مغادرتها لمصر بعد انتهاء التدريبات المشتركة‏.‏


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.