الفنان حسام عزت يتقدم ببلاغ ضد مصطفى كامل بسبب انتخابات الموسيقيين    مفتي الجمهورية يشارك في اجتماع اللجنة الاستشارية لجامعة سنغافورة للدراسات الإسلامية    «القومي للمرأة» يهنئ إيمان أنيس لتنصيبها نائباً للأمين العام للاتحاد الأفروآسيوي    أستاذ اقتصاد: ملف الطاقة يشكل قضية محورية وحماية للأمن القومي المصري    مرشحة بانتخابات البورصة: سأعمل على تعزيز التوعية المالية    «رحمي»: القيادة السياسية حريصة على النهوض بقطاع «المشروعات» وتطويره    قاصد محمود: مشروع إيران النووى قائم.. ونتنياهو فشل في فرض السيطرة الكاملة    وزير الداخلية ونظيره الصربي يشهدان توقيع مذكرة تفاهم للتعاون في مكافحة الجريمة    «مارك روته»: البيان الختامي للناتو يؤكد التزام الحلف بدعم أوكرانيا ماليا    الزمالك يجدد محاولاته لضم حارس الأهلي    تقارير- موقف مدافع الهلال من مواجهة باتشوكا    نجم الزمالك السابق: زيزو أفضل لاعب أهلاوي في مونديال الأندية    سقطت من شرفة منزلها.. مصرع طفلة بالعمرانية    القبض على عاطل يقوم بالاتجار في المواد المخدرة بنجع الخطباء في الأقصر    لماذا نشعر بدرجات حرارة أعلى من المعلنة؟.. هيئة الأرصاد توضح    حكومة الانقلاب فشلت في مواجهتها..الكلاب الضالة تهدد حياة المواطنين فى الشوارع    إيرادات الإثنين.. "المشروع X" يواصل تصدره و"في عز الضهر" يتجاوز 2 مليون جنيه    بالعلم الفلسطيني وصوت العروبة.. صابر الرباعي يبعث برسالة فنية من تونس    تفاصيل ظهور شيرين رضا في فيلم «الشاطر» بطولة أمير كرارة    الأزهر يعرب عن تضامنه مع قطر الشقيقة ويطالب بضرورة احترام استقلال الدول    لجنة تفتيش مكبرة لمراجعة أعمال مستشفى أحمد ماهر والجمهورية    وكيل صحة القليوبية: يجب تكثيف الجهود لتحسين الخدمات المقدمة للمرضى    محافظ المنوفية يشهد عدد من الافتتاحات بمستشفى أشمون العام    الهروب إلى النوافير.. درجات الحرارة تقارب ال 100 درجة بواشنطن الأمريكية    شركة طيران العال الإسرائيلية تنظم جسرا جويا لإعادة آلاف الإسرائيليين بعد وقف إطلاق النار مع إيران    رئيس الوزراء يتابع موقف تنفيذ المشروعات والفرص الاستثمارية بمحافظة دمياط    تأجيل جلسة محاكمة «توربيني كفر الدوار» لجلسة الغد    «بزعم إجراء عملية جراحية لنجلتها».. ضبط «مستريحة المحلة الكبرى» بعد الاستيلاء على 3 ملايين جنيه    «ثورة 30 يونيو وبناء الجمهورية الجديدة» في احتفالية ب أسيوط    هالة السعيد: 5.5% نموًا في شركات التكنولوجيا المالية منذ 2018 بدعم من الشمول المالي    رسميًا.. أحمد سامي مديرًا فنيًا لنادي الاتحاد السكندري    يجمع محمد فراج وزينة لأول مرة.. التفاصيل الكاملة لمسلسل «في رواية أحدهم: ورد وشيكولاتة»    «بحبكم برشا».. أول تعليق من مي عمر على تكريمها من مهرجان الإذاعة والتلفزيون بتونس    قاصد محمود: مشروع إيران النووى قائم.. ونتنياهو فشل فى فرض السيطرة الكاملة    هيمنة بلا فاعلية.. الأهلي يدفع ثمن إهدار الفرص أمام بورتو (فيديو وصور)    ضعف لياقة مبابي يؤخر عودته لتشكيلة ريال مدريد    تغيير موعد المؤتمر الصحفي للإعلان عن مدرب منتخب اليد الإسباني باسكوال    «السياحة» تشارك في اجتماعات الهيئات الفرعية لاتفاقية الأمم المتحدة لتغير المناخ    جامعة القاهرة تطلق خريطة أنشطتها الصيفية لدعم إبداعات الطلاب واكتشاف مواهبهم    "مصر.. متحف مفتوح".. فعالية جديدة لصالون نفرتيتي الثقافي في قصر الأمير طاز    دمشق تودّع شهداء كنيسة مار إلياس.. صلاة رحيلهم وزيارات للمصابين    استئصال ورم ليفي ضخم يزن أكثر من 3 كجم من رحم سيدة بمستشفى قنا العام    الأمن الاقتصادي: ضبط 1257 قضية ظواهر سلبية.. و1474 سرقة تيار كهربائي    هل القرض حلال أم حرام؟.. أمين الفتوى يجيب    المفوضية الأوروبية ترحب بالإعلان عن وقف إطلاق النار بين إيران وإسرائيل    مركز البحوث الطبية والطب التجديدي يوقع بروتوكول تعاون مع جامعة المنصورة الأهلية    انتهاء اختبار مادة اللغة الأجنبية الثانية لطلاب الثانوية العامة النظام القديم    قبل الإعلان الرسمي.. كيركيز يجتاز الكشف الطبي في ليفربول    تنسيق القبول بالصف الأول الثانوي محافظة الغربية للعام الدراسي الجديد    إزالة 10 تعديات على الأراضي الزراعية وأملاك الدولة ضمن الموجة 26 بالشرقية    رئيس "المستشفيات التعليمية" يقود حملة تفتيش ب"أحمد ماهر" و"الجمهورية" لرفع كفاءة الخدمة    «هانتونج» الصينية توقع عقد بناء سفينتين جديدتين للصب الجاف في مصر    تكرّيم 231 حافظًا لكتاب الله في احتفالية كبرى بالمراشدة بقنا    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم الثلاثاء 24-6-2025 في محافظة قنا    البحرين وبريطانيا تؤكدان ضرورة تكثيف الجهود الإقليمية والدولية لوقف التصعيد العسكري    سلمى أبو ضيف: «مش مقتنعة بالخطوبة واتجوزت على طول عشان مضيعش وقت»    غدا ميلاد هلال شهر المحرم والخميس بداية العام الهجري الجديد 1447 فلكيا    سى إن إن عن مسئول إيرانى: إسرائيل تواصل الهجمات ولم نتلق مقترحات لوقف إطلاق النار    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



سماؤنا آمنة
نشر في الأهرام اليومي يوم 30 - 06 - 2010

الدفاع الجوي القوة الرابعة هو السلاح الرابع الذي قرر الرئيس الراحل جمال عبد الناصر إنشاءه عقب نكسة يونيو‏67‏ كسلاح مستقل إضافة للقوات البحرية والبرية والجوية‏,‏ وذلك بعد أن أدرك أهميته في تكوين حائط من الصواريخ لحماية مصر وأنه الطريق الوحيد للتغلب علي تفوق العدو العسكري في الطيران‏. وذلك بعد أن كانت قوات الدفاع الجوي موزعة علي باقي القوات إذ يؤدي سلاح الدفاع الجوي دورا مهما ومؤثرا في الحروب المختلفة ويقوم بدور فعال في حسم المعركة بالتعاون مع الأسلحة الأخري‏.‏ وفي الثلاثين من يونيو عام‏1970‏ كتب رجال الدفاع الجوي المصري بدمائهم صفحات مضيئة في تاريخ العسكرية المصرية‏,‏ حيث أتموا بناء حائط الصواريخ المصري رغم الهجوم الشديد المكثف من الطيران الإسرائيلي ليصبح حائط الصواريخ المصري بداية إنهاء أسطورة القوات الجوية الاسرائيلية‏..‏
وفي هذا التاريخ من كل عام تحتفل مصر والقوات المسلحة بعيد قوات الدفاع الجوي‏,‏ ولهذا كان لقاؤنا مع الفريق عبد العزيز سيف الدين قائد قوات الدفاع الجوي لنشاركه اليوم 30‏ يونيو‏2010‏ الاحتفال بالعيد الأربعين لقوات الدفاع الجوي‏..‏ وكان هذا الحوار علي هامش المؤتمر الصحفي الذي عقده بهذه المناسبة‏...‏
‏****‏
نشأة الدفاع الجوي
‏*‏ ظهرت معدات الدفاع الجوي لأول مرة في بداية عام‏1938‏ بتكوين بطارية مدفعية مضادة للطائرات ثم تطورت عام‏1939‏ لتصبح باجمالي‏(2)‏ وحدة مدفعية‏(‏ م ط‏)‏ وبطارية أنوار كاشفة وكانت مهمة هذه الوحدات هي توفير الدفاع‏(‏ م ط‏)‏ عن مدينة القاهرة والاسكندرية في الحرب العالمية الثانية‏.‏
وتطور إستخدام المدفعية‏(‏ م ط‏)‏ بنهاية عام‏1945‏ من خلال دعمها بأجهزة رادارية تستخدم لضبط نيران المدفعية‏,‏ وبنهاية الحرب العالمية الثانية خرجت المدفعية‏(‏ م ط‏)‏ وقد أرست قواعد استخداماتها العسكرية التي لانزال نعمل بها حتي اليوم طبقا لأسس الاستخدام القتالي‏.‏
وكان لوحدات المدفعية‏(‏ م ط‏)‏ دور كبير في الاشتراك لصد العدوان الثلاثي علي مصر في عام‏1956.‏
ثم بدأ الإعداد لدخول الصواريخ المضادة للطائرات بمسمي‏(‏ مشروع عامر‏)‏ في أوائل عام‏1961,‏ وبدأ تشكيل وتدريب وحدات الصواريخ الموجهة‏(‏ م ط‏)‏ مع بداية عام‏1962‏ بواسطة الخبراء السوفيت والأطقم المصرية الذين حصلوا علي دورات تخصصية في الصواريخ الموجهة المضادة للطائرات بروسيا
وبدأ أول ظهور لمنظومة الدفاع الجوي بأنظمته المتعددة بنهاية عام‏1963‏ لحماية سماء مصر بدءا من حرب الاستنزاف وروعة الأداء في تنفيذ مهامها القتالية بنجاح خلال تلك الفترة وحتي حرب أكتوبر المجيدة‏1973..‏ والتي تمكنت خلالها من الإطاحة بالذراع الطويلة للقوات الإسرائيلية‏.‏
الاستنزاف وتساقط الفانتوم
‏**............‏
‏*‏ عقب حرب يونيو‏67‏ وما أحدثته من خسائر وعلي ضوء قرارات القيادة العامة بإعادة بناء القوات المسلحة المصرية لاستعادة الأراضي المصرية التي تم احتلالها‏..‏ صدر القرار الجمهوري رقم‏199‏ في فبراير عام‏1968‏ الخاص بإنشاء قوات الدفاع الجوي كقوة رابعة بالقوات المسلحة‏..‏ إلا أننا نحتفل بعيد الدفاع الجوي في الثلاثين من يونيو من كل عام‏.‏ ذلك لأن يوم الثلاثين من يونيو‏1970‏ هو يوم الميلاد الحقيقي لهذه القوات يوم أن قامت قوات الدفاع الجوي بكسر الذراع الطويلة للقوات الجوية الاسرائيلية التي تساقطت معها استراتيجية الردع التي طالما تغنت بها إسرائيل‏.‏
ومنذ ذلك التاريخ بدأت ملحمة الدفاع الجوي في خوض أشرس وأصعب معارك التحدي وإثبات الذات الذي لم يتوقف يوما واستمر حتي الآن في مختلف مجالات التطوير والتحديث سواء في التسليح أو التخطيط أو التدريب‏,‏ فلقد تم تدريب عناصر الدفاع الجوي خلال حرب الإستنزاف علي أعمال إعادة التمركز والمناورة والاشتباك مع الأهداف المعادية تحت مختلف الظروف وطبقا لخطة تم إعدادها بعناية فائقة وكان من نتائجها دفع عدد من كتائب الصواريخ لتنفيذ كمائن حققت نتائج مبهرة ونجحت في إسقاط العديد من طائرات العدو‏,‏ إلي أن تم اتخاذ قرار دفع كتائب الصواريخ إلي الجبهة علي مرحلتين علي ان تكون هذه الكتائب جاهزة بالنيران يوم‏30‏ يونيو‏1970‏ وهنا بدأ أسبوع تساقط الفانتوم وكان حصاد يومه الأول إسقاط أول طائرتين فانتوم وطائرتين سكاري هوك‏,‏ ثم توالت الخسائر فقررت القيادة الإسرائيلية عدم اقتراب قواتها الجوية من قناة السويس‏,‏ واعتبر يوم الثلاثين من يونيو‏1970‏ هو البداية الحقيقية لاسترداد الأرض والكرامة واستحق أن يتخذ عيدا للدفاع الجوي‏,‏ وتجلت روعة الأداء في حرب أكتوبر‏73‏ حيث نجحت قوات الدفاع الجوي في صد وتدمير الطائرات المعادية ومنعها من الإقتراب لمسافة‏15‏ كم شرق القناة‏.‏
‏}‏ تطوير وتحديث قوات الدفاع الجوي يعتمد علي منهج علمي مدروس بعناية فائقة بما يحقق تنمية القدرات القتالية للقوات وإجراء أعمال التطوير والتحديث الذي تتطلبه منظومة الدفاع الجوي المصري وطبقا لعقيدة القتال المصرية بالإضافة إلي أعمال العمرات وإطالة أعمار المعدات الموجودة بالخدمة حاليا في إطار خطة طويلة ومستمرة ونحن دائما مشغولون بتطوير منظومة الدفاع الجوي الذي يرتبط ارتباطا وثيقا بالتطور الهائل الذي يشهده العالم في تكنولوجيا التسليح‏.‏
‏}‏ الدفاع الجوي هو مجموعة من الإجراءات التي تهدف إلي منع وتعطيل العدو الجوي عن تنفيذ مهمته أو تدميره بوسائل دفاع جوي ثابتة ومتحركة طبقا لطبيعة الهدف الحيوي والقوات المدافع عنها‏.‏
وتنفيذ مهام الدفاع الجوي يتطلب اشتراك أنظمة متنوعة لتكون منظومة دفاع جوي متكاملة وهي تشتمل علي أجهزة الرادار المختلفة التي تقوم بأعمال الكشف والإنذار بالإضافة الي عناصر المراقبة الجوية بالنظر وعناصر إيجابية من صواريخ مختلفة المدايات والمدفعية‏(‏ م ط‏)‏ والصواريخ المحمولة علي الكتف والمقاتلات وعناصر الحرب الإلكترونية‏.‏
وتتم السيطرة علي منظومة الدفاع الجوي بواسطة نظام متكامل للقيادة والسيطرة من خلال مراكز قيادة وسيطرة علي مختلف المستويات وفي تعاون وثيق مع القوات الجوية والحرب الالكترونية بهدف الضغط المستمر علي العدو الجوي وإفشال فكره في تحقيق مهامه وتكبيده أكبر نسبة خسائر ممكنة‏.‏
‏}‏ عقب حرب يونيو‏67‏ كانت هناك عدة مراحل مختلفة للصراع المسلح هي‏:‏
‏**‏ مرحلة الصمود‏(‏ يوليو‏67‏ أغسطس‏68‏ كان هدف هذه المرحلة هو سرعة إعادة البناء ووضع الهيكل الدفاعي عن الضفة الغربية لقناة السويس وكان ذلك يتطلب هدوء الجبهة حتي يتم إعداد خطة الدفاع موضع التنفيذ‏.‏
مرحلة الدفاع النشاط‏(‏ سبتمبر‏68‏ فبراير‏69‏
بهدف تنشيط الجبهة والإشتباك بالنيران وتقييد حركة القوات الإسرائيلية علي الضفة الشرقية وتكبيدها خسائر كبيرة في الأفراد والمعدات‏.‏
حرب الاستنزاف مارس‏69‏ أغسطس‏70:‏
كان هدف هذه المرحلة هو إصابة آلة الحرب الإسرائيلية في سيناء بقدر مؤثر يكون كافيا لإقناع إسرائيل بأن بقاءها في الأرض العربية المحتلة سوف يكلفها ثمنا غاليا‏.‏
ومن جانب آخر إعادة الثقة للمقاتل المصري في نفسه وقيادته وسلاحه فضلا عن تحسين قدراته القتالية ورفع مستوي أدائه الميداني‏.‏
مرحلة التخطيط والإعداد والتجهيز لحرب أكتوبر‏:‏
بعد إستكمال بناء حائط الصواريخ والبداية الحقيقية لإنهاء أسطورة القوات الجوية الإسرائيلية في‏1970/6/30‏ كان لزاما عني قوات الدفاع الجوي أن تخرج بالدروس المستفادة من المرحلة السابقة وكانت أهم إنجازاتها خلال هذه الفترة‏:‏
مجابهة جميع التهديدات من خلال منظومة متكاملة رادار وإنذار مدفعية وصواريخ مضادة للطائرات حرب إلكترونية‏.‏
تنفيذ أعمال الفتح التعبوي وإعادة التمركز لوحدات الدفاع الجوي‏.‏
مبادرة روجرز‏..‏ والأسري الإسرائيليين
‏}‏ تمكنت قوات الدفاع الجوي خلال الاسبوع الأول من شهر يوليو‏1970‏ من إسقاط عدد‏2‏ طائرة فانتوم‏+‏ عدد‏(2)‏ طائرة سكاي هوك خلال هذا الهجوم‏,‏ وتم أسر ثلاثة طيارين إسرائيليين وكانت هذه أول مرة تسقط فيها طائرة فانتوم وفي ذلك الوقت قدمت الولايات المتحدة مبادرة لوقف القتال أطلق عليها مبادرة‏(‏ روجرز‏)‏ علي إسم وزير خارجيتها والتي تنص علي تسكين الموقف في جبهة القناة‏,‏ ومنع تحرك المزيد من وحدات الصواريخ أرض‏/‏ جو إليها وتقريب التجميع الحالي من القناة‏,‏ وقبل طرفي الصراع هذه المبادرة علي أن يبدأ سريانها إعتبارا من من متصف لليلة‏8/7‏ أغسطس‏1970‏ واكتسبت مصر ثقة عالية برجال قوات الدفاع الجوي في نهاية حرب الإستنزاف والتي كان لها الأثر في إقناع إسرائيل بفشلها في إسكات شبكة الدفاع الجوي ولم يصبح للسلاح الجوي الإسرائيلي حرية العمل كما كان من قبل‏.‏
وعبر الجنرال وايزمان‏(‏ وزير الدفاع فيما بعد‏)‏ عن ذلك في مذكراته‏(‏ علي أجنحة النسور‏)‏ حيث كتب يقول سنظل نذكر أن حرب الإستنزاف هي الحرب الأولي التي لم تنتصر فيها إسرائيل‏,‏ وهي حقيقة مهدت الطريق أمام المصريين لشن حرب يوم كيبور‏(‏ حرب أكتوبر‏1973).‏
الدفاع الجوي ومصير حرب‏73‏
‏}‏ بعد نهاية حرب الإستنزاف والتي تمت في ظروف شديدة القسوة حيث خاضت قوات الدفاع الجوي معارك شرسة مع الطيران الإسرائيلي لم تعد الحرب بالنسبة له شيئا جديدا بل تحديا خطيرا يتوقف علي أدائه مصير الحرب كلها واستمرار هذا الدور خلال حرب أكتوبر‏73‏ وكانت قوات الدفاع الجوي تؤدي دورها بكل إقتدار وثقة بالنفس‏.‏
وفي ذلك الوقت كان قد مضي علي حرب الإستنزاف أكثر من ثلاث سنوات أضاف الدفاع الجوي فيها الكثير إلي إمكانياته القتالية‏.‏
وفي الساعة‏1400‏ الثانية ظهرا يوم السادس من أكتوبر عبرت‏(250)‏ طائرة مصرية القناة وقامت بقصف مجموعة من الأهداف العسكرية في سيناء شملت المطارات ومواقع الدفاع الجوي ومحطات الإعاقة الإلكترونية ومراكز القيادة الإسرائيلية‏.‏
وكان من المتوقع أن تقوم القوات الاسرائيلية الجوية بهجوم شديد مكثف لتدمير قوات الدفاع الجوي المصري والقوات الجوية المصرية وقصف القوات البرية لإجهاض عملية الهجوم المصري بالإضافة إلي قصف أكثر الأهداف الحيوية تأثيرا علي سير الحرب وقد حاولت القوات الجوية الاسرائيلية تنفيذ هذه المهام ولكنها تكبدت خسائر كبيرة‏.‏
سقوط‏44‏ طائرة اسرائيلية في يومين
وفي مساء يوم‏8‏ أكتوبر عندما عاد رئيس الأركان الجنرال ديفيد إلعازر إلي مكتبه وإطلع علي تقارير القتال إكتشف أن خسائر قواته الجوية بلغت‏44‏ طائرة وكان هذا يعني أن إسرائيل ستخسر قواتها الجوية خلال أيام‏.‏
وقد اختلفت التقديرات في عدد الطائرات التي خسرتها إسرائيل أثناء حرب أكتوبر حيث أعلنت إسرائيل أنها خسرت‏102‏ طائرة فقط وقدرت المصادر الغربية أن عدد الطائرات التي دمرها الدفاع الجوي المصري‏180‏ 200‏ طائرة وأعلنت المصادر الشرقية أن إسرائيل فقدت‏280‏ طائرة‏.‏
والواقع أن المشكلة الحقيقية بالنسبة لإسرائيل لم تكن في فقدان الطائرات فقد إستعوضتها بالفعل ولكن المشكلة الحقيقية كانت هي فقدان الطيارين ورغم إختلاف الآراء حول الخسائر في الطائرات الإسرائيلية في الحرب فقد شهد العالم أن الدفاع الجوي المصري قد استطاع أن يحيد القوات الجوية الإسرائيلية ومنعها من تنفيذ مهامها القتالية‏.‏
معركة الأسلحة المشتركة
‏**...............‏
أود أن أوضح شيئا مهما أنه لايمكن لأي قوة أن تنفذ مهامها بمعزل عن باقي الأسلحة الأخري ومثال ذلك ما تم تنفيذه في حرب أكتوبر‏1973‏ حيث إن المعركة الحديثة أصبح يطلق عليها معركة الأسلحة المشتركة وهذا يعني عندما نفذت الجيوش الميدانية مهامها القتالية في تعاون تام ووثيق مع القوات الجوية والبحرية والدفاع الجوي وباقي هيئات وإدارات القوات المسلحة مما جعلنا نطلق عليها سيمفونية حرب أكتوبر‏.1973‏
ويعتبر هذا من أسباب وجود عناصر الدفاع الجوي في أي نشاط أو التزام تدريبي رئيسي بالقوات المسلحة وهو أن أي قوة سواءا كانت جوية أو بحرية أو برية لايمكن أن تنفذ مهامها دون تغطية من وسائل الدفاع الجوي لاكتشاف أي العدائيات جوية وإنذار القوات عنها ويلي ذلك تدمير هذه العدائات حالة دخولها في مدي وسائل الدفاع الجوي الإيجابية من الصواريخ والمدفعية‏.‏
‏**...............‏
إن الدور الذي تقوم به قوات الدفاع الجوي في ظل انتشار بؤر التوتر علي الصعيدين الدولي والإقليمي واعتماد المعركة الحديثة علي القصف الجوي واستخدام التكنولوجيا المتقدمة في منظومة القتال أوجب علينا وضع تصور واضح لاستمرار تطوير قوات الدفاع الجوي في المرحلة القادمة ولابد أن يكون التطوير مبنيا علي فكر علمي‏.‏
وأن نحافظ علي قدرات قوات الدفاع الجوي حتي يمكننا تحقيق المهام القتالية المكلفين بها ومجابهة العدائيات الجوية الحديثة من خلال تحديث المنظومة أو امتلاك معدات وأنظمة متطورة قادرة علي تحقيق التوازن‏,‏ والذي يتم تحقيقه حاليا من خلال الارتقاء بمستوي الاستعداد القتالي العالي والدائم لقوات الدفاع الجوي هو وصولها لتشكيل منظومة متكاملة من وسائل الاستطلاع والإنذار والصواريخ والمدفعية والحرب الالكترونية للتعامل مع العدائيات الجوية الحديثة بالتعاون مع القوات الجوية علي مختلف الارتفاعات وفي كافة الظروف علي أن يتم السيطرة علي جميع عناصر المنظومة من خلال نظام متطور للقيادة والسيطرة‏.‏
التطوير والتحديث المستمر
‏**...............‏
لقد انتهجت قوات الدفاع الجوي نهجا علميا للتطوير يضاهي بل يتفوق علي منظومات الدفاع الجوي الحديثة في العديد من الدول المتقدمة‏..‏ بحيث يكون الهدف النهائي للتطوير والتحديث هو تنمية القدرات القتالية للقوات‏..‏ وفي هذا الإطار ركزنا علي مجال البحث العلمي بغرض إجراء عمليات التحديث طبقا لمتطلبات منظومة الدفاع الجوي المصري وطبقا لعقيدة القتال المصرية‏.‏
ولتدعيم البحث العلمي يتم إيفاد ضباط الدفاع الجوي إلي الخارج لتبادل العلم والمعرفة مع الدول الأخري والحصول علي الدرجات العلمية المتقدمة‏(‏ الماجستير الدكتوراه‏)‏ لمواكبة أحدث ما وصل إليه العلم‏.‏
تنويع مصادر السلاح
‏**...............‏
انتهجت قواتنا المسلحة سياسة تنوع مصادر السلاح وتطوير المعدات والأسلحة بالاستفادة من التعاون العسكري بمجالاته المختلفة وتحرص قوات الدفاع الجوي علي التواصل مع التكنولوجيا الحديثة واستخدامتها في المجال العسكري من خلال تطوير وتحديث مالدينا من اسلحة ومعدات‏,‏ بالإضافة إلي الحصول علي أفضل الأسلحة في الترسانة العالمية حتي نحقق الهدف الذي ننشده‏.‏
‏**...............‏
نحن نحرص دائما علي التدريبات المشتركة مع الدول العربية الشقيقة والأجنبية الصديقة التي تعود بالفائدة علي جميع القوات المشتركة للتعرف علي أحدث ما وصل إليه العلم في مجال تكنولوجيا التسليح‏,‏ وخاصة في مجال القوات الجوية‏..‏ ولما تضيفه من خبرات جديدة في مجال التسليح والاستخدام الفني والتكتيكي للأسلحة والمعدات‏..‏ ولقوات الدفاع الجوي دور أساسي في هذه التدريبات المشتركة‏,‏ وذلك من خلال التعامل مع الهجمات الجوية بالطائرات الحقيقية علي الأهداف الحيوية منفردة أو بالتعاون مع القوات الجوية ولايقتصر دورا قوات الدفاع الجوي علي الاشتراك في التدريب المشترك بل يتعدي دورها إلي القيام بتنفيذ مهام التأمين للقوات الجوية المصرية أو الصديقة المشتركة في التدريب بدءا من وصول الطائرات الصديقة ودخولها المجال الجوي المصري وحتي مغادرتها لمصر بعد انتهاء التدريبات المشتركة‏.‏


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.