اللواء علي حفظي بطل من ابطال حرب أكتوبر1973 وكان المسئول عن فرق الاستطلاع التي كانت تعمل خلف خطوط الجيش الإسرائيلي داخل عمق سيناء واستطاع هو ورجاله ان يتغلبوا علي الامكانات الفنية القليلة وعملت رجاله كردارات بشرية في حرب استعادة الكرامة اكتوبر1973 وكان معه هذا اللقاء. في البداية يؤكد اللواء علي حفظي ان نصر اكتوبر هو جزء من خطوات ملحمة تحرير سيناء لان تكمن في قوة وتصميم ارادة الانسان المصري علي استعادة الكرامة المصرية واستعادة ارض سيناء بعد ان استولي عليها الجانب الاسرائيلي في6 ايام وخلال22 عاما من يونيو67 حتي مارس1989. كيف كانت حرب اكتوبر جزء من استعادة سيناء? يوضح لنا اللواء علي حفظي ان ذلك تم من خلال منظومة ثلاثية الابعاد الاولي قتالية عسكرية واستمرت6 سنوات والثانية تفاوضية سياسية عسكرية واستمرت9 سنوات والثالثة من خلال التحكيم الدولي واستغرقت7 سنوات. ماذا عن المنظومة العسكرية القتالية بعد يونيو67 ؟ المنظومة العسكرية بدأت بالنجاح في احياء معركة الجثة الهامدة لان مصر بعد عدوان67 قال عليها الجانب الاسرائيلي والجانب الغربي بانها اصبحت جثة هامدة ولن تقوم لها قائمة قبل30 عامأ, واستطاع الانسان المصري خلال عدد من السنوات لا يتعدي اصابع اليد الواحدة في إعادة بناء القوات المسلحة مرة اخري وكان يتم ارسال رسالة شبه يومية الي القوات الاسرائيلية بانه لابد ان يعود ليدفعوا ثمن وجودهم علي ارض سيناء, واطلق علي هذه المرحلة مرحلة حرب الاستنزاف والتي استمرت1000 يوم منها500 يوم قتال فعليه تكبدت فيها اسرائيل الاف القتلي ةتدمير الكثير من العتاد العسكري في سيناء مما جعل اسرائيل ان تلجأ الي أمريكا من اجل ايقاف النيران في هذه الحرب. ويأتي بعد ذلك معركة التلاحم العسكري المدني المصري بكسر الذراع الطولي للقوات الاسرائيلية والذي كانت تتمثل في قوة الطيران الاسرائيلي الذي كانت لدية الامكانات وان يصل الي اي بقعة من ارض مصر ونجحت القوات المسلحة المصرية في بناء حائط الصواريخ المضادة للطائرات وقدمت العديد من الشهداء حتي تم النجاح في بناء هذا الحائط والذي كان له دور بارز في كسر اليد الطولي للطيران الاسرائيلي. وويواصل اللواء علي حفظي حديثه ويقول بعدها ياتي هزيمة معركة العقول الاسرائيلية والامريكية والتي نجحت فيها مصر في خداع اجهزة المخابرات الاسرائيلية والغربية بأن مصر ليس في مدروها القيام بعمليات عسكرية لاستيرداد سيناء. وتاتي المفاجأة الاستيراتيجية في6 اكتوبر19763 وتقوم القوات المسلحة في أقتحام اقوي حصن دفاعي عبر مانع مائي في التاريخ حيث استطاع الجيش المصري وخلال8 ساعات من الاستيلاء علي معظم النقاط القوية علي خط بارليف ويتواجد80 الف مقاتل مصري علي الضفة الشرقية للقناة ثم نجاح القوات المصرية خلال ايام القتال الاولي في قهر الجيش الذي كان يطلق عليه من جانبهم الجيش الذي لا يقهر وتم تكبيده حجم كبير من الخسائر وصل من400 الي500 دبابة و100 الي120 طائرة مما جعل القيادة السياسية والعسكرية الاسرائيلية تستنجد وتمدها بأحدث ما لديها من خلال جسر جوي وبحري بالاسلحة والعتاد المتطور والذي بلغ اجماليه60 الف طن ختي لا تهزم اسرائيل هزيمة كاملة في هذه الحرب. كيف استطاع القوات المسلحة التغلب علي الامكانات الدفاعية المحدودة وتحقيق النصر في حرب التحرير ؟ يقول اللواء علي حفظي هنا تكمن مقولة عظمة اكتوبر لانها تتجسدت في كيف استطاعت القوات المسلحة بالامكانات الدفاعية المتوافرة لديها ان تقوم بعملية هجومية استيراتيجية بهذا الحجم الهائل من القوات بافروعها المختلفة. وكيف استطاعت فرق الاستطلاع الحصول علي المعلومات في ظل نقص الامكانات الفنية ؟ كان علينا ان نحصل علي معلومات عن نشاط القوات الإسرائيلية ولم يكن لدينا وسائل كافية سوي ان نحاول استقلال الطائرات الهليوكبتر الفردية للطيران علي الضفة الغربية حتي لا نتعرض لنيران الاسلحة المضادة لطائرات القوات الاسرائلية المتواجدة, واتذكر الطيار سعد خليف الذي كان علي درجة عالية من الشجاعة حيث كان يطير دائما فوق القناة واستطاع ان يساعدنا في جمع العديد من المعلومات خلال الحرب وكان يوجد لدينا اجهزة لا نستطيع بها رؤية الجانب الاسرائيلي ووصلت الينا بجهاز يوضخ لنا الرؤية بالتكثيف علي ضوء النجوم بما يجعلنا نري ليلا, وخرجنا الي منطقة القنطرة التي كان بها4 دفاعات قوية للجانب الاسرائيلي وتسللنا الي الجانب الامامي لهذه المنطقة وقمنا بفتح شباك لاستطلاع العدو وكانت المفاجأة وجدناه يلوح لنا بالاشارة, وهذا ما دفعنا ان نستخدم الافراد كردارات بشرية من خلال دفع مجموعات لرؤية ما يتم داخل مواقع العدو واستطعنا ان نحصل علي70 الي80% من المعلومات الاسرائلية في سيناء. وهذا ما جعل بعض الاطراف تطلق ما يسمي بالاعجاز علي حرب اكتوبر لان نقص الامكانات كان لايمكن من خلاله تحقيق الانتصارات الكبيرة التي حدثت والتي اثبت فيها الانسان المصري انه البطل الحقيقي لهذه الملحمة.