يحتفل الشعب المصر غدًا 19 مارس بالذكري ال26 لاسترداد طابًا وعودتها إلى أحضان الوطن ورفع علم مصر خفاقًا فوق أراضيها، معلنًا للعالم أجمع استرداد أخر نقطة حدود مصرية واكتمال نصر حرب أكتوبر 73. وعودة طابًا إلى حضن الوطن هي رسالة إلى كل من تسول له نفسه أن يأتي علي حبة رمل من أرض مصر، وتؤكد أن مصر لا تترك شبرًا من أراضيها لغيرها يفرض سيادته عليه. وفي هذا الصدد قال اللواء محمد مختار قنديل، رئيس جهاز تعمير منطقة القناة وسيناء الأسبق وقائد الفرع الهندسى بالجيش الثانى الميدانى سابقاً، ان ذكرى استرداد طابا تؤكد المجهود الجماعى لكل كوادر مصر القانونية والسياسية انذاك والتى استطاعت استرداد جزء غالى من الوطن . وأشار الي أن مصر نجحت في النهاية، بعد العديد من المعارك القانونية والتي استمرت لوقت طويل في استعادة طابا، وأصدرت هيئة التحكيم الدولية حكمها في 27 سبتمبر 1988 بأحقية مصر في ممارسة السيادة على كامل ترابها، وتدون الحكم في 223 صفحة وهذا حكم تاريخي. وأضاف "قنديل"، في تصريحات خاصة ل"بوابة الوفد" ان الدولة العثمانية كانت تريد احتلال طابا وقامت في عام 1906 بوضع عدد من الجنود ومدفعين على رأس طابا، مدعية أن طابا ملكًا لها إلا أنه لولا تدخل الاحتلال الانجليزي الذي اجبر الدولة العثمانية علي التراجع وإخلاء طابا، مشيرا الي ان الاحتلال الانجليزي قرر وضع حدود مرسومة ومعترف بها دوليًا لمصر التي كانت تشمل طابا والمنطقة المطلة عليها من البحر. وأوضح رئيس جهاز تعمير منطقة القناة وسيناء الأسبق، أن طابا ليست مدينة سياحية عادية، فهي تحتوي علي معالم تاريخية و محميات طبيعية فهناك متحف طابا، وادي الأخدود الملون،و الغوص ومحمية طابا، من أشهر وأكثر الأماكن زيارة من قبل السياح في طابا، لافتا الي أن مساحتها التي تبلغ 3590 كم مربع وتكوينها الإلهي العجيب من كهوف وممرات جبلية وتكوينات جيولوجية ومجموعة من الوديان مثل وادي وتير والزلجة والصوانة نخيل، اكتسبتها مكانة أثرية متميزة. ومن جانبه، قال اللواء محمد غباشي، نائب رئيس حزب حماة الوطن و الخبير العسكري، أن طابا مصرية وشهدت معركة سياسية كبيرة كان النصر حليفا لمصر بها في اخر المطاف بعد العديد من جولات من المباحثات والتحكيم الدولي وتم جلاء الإسرائيليين عنها في 19 مارس 1989، واعادها ابنا مصر المخلصين للسيادة المصرية . وتابع الخبير العسكري، "الإسرائيليين قدموا للمحكمة الدولية خرائط مزوره وكاذبة ليثبتوا ان طابا ليست مصرية"، مشيرا الي ان طابا تمثل أهمية استراتيجية وسياحية كبيرة لمصر، وهي تبعد عن مدينة شرم الشيخ حوالي 240 كم، وتجاورها مدينة إيلات وتمثل المنطقة الواقعة بين طابا شمالًا وشرم الشيخ جنوبًا أهم مناطق الجذب والتنمية السياحية بجنوب شبه جزيرة سيناء بالاضافة الي وجود ميناء دولي ومطار جوي وهي منطقة تلاقي ويجب الاستثمار هناك واقامة مصانع وتبادل السلع بين الدول العربية لمنتجات هذه المصانع. وأشار الخبير الامني إلى ان الجانب الاسرائيلي قبل ان يسلم ارض طابا للسيادة المصرية قام بعمليات تخريب وتفجيرات داخل ارض طابا، مشيرا الي ان"أم الرشراش"، طبقا للخرائط هي تابعة للسيادة المصرية وتحت سيطرة مصر في الوقت الحالي . و في سياق متصل قال اللواء فؤاد عرفة، مستشار مدير المخابرات الحربية السابق ان استرداد طابا، يُعد اكتمالا لانتصار حرب اكتوبر 73 المجيده ، مشيرا الي ان الشعب المصري ظل صامدا حتي استرداد طابا و سيناء كاملة . وأوضح "عرفة"، أن ذكري تحرير طابا هو يوم فخر لكل مصري ويوم يذكر بالمجهودات التي حدثات في ذلك الوقت من ابناء مصر المخلصين في هذه الحقبة الزمنية. وأشار مدير المخابرات الحربية السابق، الي أن طابا بعد ان اصبحت تحت السيادة المصرية، ساهمت بشكل كبير في دعم السياحة المصرية خاصة انها تتمتع بالمحميات الطبيعية وبها الكثير من عوامل الجذب السياحي .