مريم.. بنيتي.. اعرف أنك حزينة نتيجة حادث الكنيسة كما هو حال المصريين جميعاً لكن لا تتركي مشاعر الغضب تسيطر عليك ويكون الجفاء نصيب اختك سلمي التي تعرفينها منذ نعومة الأظافر وحتي الآن تجلسين معها علي مقعد واحد منذ كنت في الK.G وحتي المرحلة الثانوية فهي لا ذنب لها تتألم مثلما تتألمين علي ضحايا الحادث الارهابي الذي استهدف كنيسة القديسين بالاسكندرية وراح ضحيته الكثير من الأرواح الثمينة.. ابنتي.. لا مكان بيننا للادعاءات التي يرددها بعض المتشددين لانها تنطوي علي أخطر الامور وأحد هذه المخاطر التعصب الديني وثانيها الفتنة التي اذا اندلع لهيبها فلن يستطيع أحد اخمادها كالحريق يتطاير شررها إلي كل مكان.. اعلمي يا مريم.. ان هناك من يتآمرون علي مصرنا من خلال بثهم الفتن والدسائس والمكائد.. ولكن لن ينجحوا مهما حدث.. فإن أحدا لن يجرؤ وستجتث الفتنة من جذورها بفضلك انت يا مريم وسلمي وميريت وخديجة ويقظة ابناء مصر المخلصين، بنيتي.. المصريون مسلمون ومسيحيون ينتمون إلي كيان ونسيج واحد.. ومشاعر الاخوة والوجدان تخفق في قلب كل مصري مسيحياً أو مسلماً يخفق هذا القلب بحب مصر ويهفو ان تسمو وتسلم من كل سوء كلنا أبناء مصر.. نتمتع بحقوق المواطنة لا يميز بيننا الا قوة انتماءاتنا لهذا الوطن المصري الذي عاش وتربي علي ارضها لا يحمل افكاراً للتمييز الديني المتعصب لأن التعصب سيعني ابتعادنا عن القيم الروحية والأخلاقية تلك القيم التي ندين بها لأنبيائنا محمد بن عبدالله وعيسي بن مريم التي تدعو إلي التسامح والحب والمروءة والتاريخ مليء بأمثلة التسامح بين أبناء الوطن الواحد.. وعلي أية حال فقد دلت التجارب ان محاولات الارهابيين والمتعصبين لبث الفتنة ستفشل لأن الشعب المصري هو نبت وسليل الأرض الطيبة التي ارتوت بدماء مسلميها ومسيحييها عبر آلاف السنين في مواجهة الغزاة.