حالة من الحزن الشديد ممزوجة بالبكاء المستمر خيمت علي اسرة عادل عزيز غطاس »54 سنة« صاحب مصنع ملابس بمنطقة سيدي بشر وأحد ضحايا حادث كنيسة ماري مرقص الاليم.. في العقار رقم 43 بشارع مسجد السلام تسكن اسرة الشهيد توجهت الاخبار الي منزل الضحية وشاركت اسرته احزانها بعد فقدانهم رب الاسرة وعائلهم الوحيد.. حيث تجمع الاقارب بالمنزل لتقديم واجب العزاء ومواساة اسرة الضحية.. التقت الأخبار بزوجة الضحية سحر صبحي عبدالنور »04 سنة« ربة منزل الدموع لا تفارق عينها بعد فقدان زوجها.. وقالت والكلمات تتساقط منها بصعوبة انها تزوجت بالشهيد منذ اكثر من 32 عاما وانجبت مارينا »81 سنة« طالبة وميريام »21 سنة« طالبة بالاعدادية وولد يدعي فادي »22 سنة« طالب بكلية التجارة قسم لغة انجليزية بجامعة الاسكندرية. واضافت والدموع تملأ عينيها ما ذنب زوجها لكي يموت بهذه الطريقة الوحشية من قبل معدومي الدين؟ فكان زوجها يتمتع بالسيرة الطيبة ولا يتمني الاذي لاي شخص سواء كان مسلما أو مسيحيا ولا يفرق بين جميع المصريين ولا يوجد فرق بين قبطي ومسلم ونعيش علي ارض واحدة.. وقالت يوم الحادث خرجنا جميعا الي الكنيسة للصلاة في حوالي الساعة العاشرة مساء والاحتفال بالعام الجديد وكانت الفرحة تعم الجميع والسعادة مرسومة علي وجوهنا. وبعد الصلاة سبقنا زوجي في الخروج من الكنيسة بينما كنت واولادي مازلنا في الداخل ثم وقع الانفجار الشديد الذي هز ارجاء المكان.. فخرجت مهرولة الي الخارج لأري مشهدا لم اره من قبل حيث العشرات ملقون علي الارض في برك من الدماء ولن اري زوجي فظللت ابحث عنه واولادي ولكن دون جدوي وقمت بالبحث عنه في المستشفيات املا في العثور عليه حيا.. ولكن دون جدوي وعلمت في الصباح ان زوجي كان من ضمن الجثث التي تحولت الي اشلاء وتم نقلها الي المشرحة وتمكن احد اقاربي من دخول المشرحة وتعرف عليه وهو عبارة عن اشلاء. وتقول ابنة الضحية مارينا »81 سنة« وهي تبكي بحرقة غير مصدقة ما حدث لوالدها.. ما ذنب والدي في هذا؟ ولماذا يتم حرماني واشقائي منه فقد كان الحضن الدافيء لنا ويمثل الامن لي ولاسرتي وفجأة فقدت كل شيء في لحظة.. وقد كان صدره يتسع همومنا ومشاكلنا التي كنا نتعرض لها في حياتنا ويشرح لنا كيف نواجهها ونجد لها ابسط الحلول والطرق.. فمن الان يستطيع ان يحمينا ويشعر بمعاناتنا ولا يوجد هناك شخص في هذا العالم بأكمله يستطيع ان يعوضنا عن حنان والدي وطيبته ونشير الي وجود قصور امنية في تأمين الكنيسة وقت الحادث. وتضيف ليليان ثروت »22 سنة« بكالوريوس سياحة والتي كانت متواجدة في الكنيسة التي وقع بها الحادث وشاهدت الانفجار والمأساة.. ما الذنب الذي اقترفناه لكي نعامل بهذه الطريقة وماذا يريد الجناة منا فقد تحول عيدنا الي مأساة وكيف سنقضي العيد بعد ان ملأنا الحزن قلوبنا وفقداننا لاعز اصدقائنا واقاربنا.. وتقول ليليان لن انسي مشهد الدماء والجثث والاشلاء المتناثرة طوال حياتي بعد ان تحول الشارع الي بحر من الدماء.. فكان بيني وبين الموت خطوات بسيطة حيث كنت داخل الكنيسة بالقرب من الباب ووقع الانفجار وتطاير زجاج نوافذ الكنيسة علي وجهي فارتميت علي الارض واختبأت اسفل احد المقاعد لاري بعيني مشاهد كثيرة حزينة ومؤسفة وكأننا في مشهد سينمائي. فقد رأيت سيدة عجوزا لا اعرفها والدماء تغطي وجهها وتطلب مني الاتصال بابنتها التي كانت بصحبتها بعد ان افتقدتها ولم تعرف عنها شيئا ولكن لم استطع مساعدتها حيث اصابتني صدمة كبيرة ولم اتخيل وقتها ما يحدث من حولي.. كما رأيت ايضا شخصا يبحث عن ابنه المفقود حتي تمكن من الوصول اليه حيا وقام بالركوع بقدميه علي الارض يقبل قدم ابنه وهو يبكي ويحمد الله علي نجاته.. وتضيف ليليان اننا جميعا مصريون ولن نجري وراء هذه الاعمال الاجرامية والتي تسعي الي زعزعة واستقرار الوطن واحداث الفتنة بيننا وبين المسلمين فكلنا جميعا قلب واحد.. ولا صحة لما يقال ان هناك عداء وكراهية بيننا وبين المسلمين ونطالب الامن بتكثيف التواجد الامني حول الكنائس يوم عيد الميلاد لمنع واحباط اي محاولات ارهابية اخري وازهاق ارواح ابرياء اخرين دون ذنب.