جاءت الجريمة الإرهابية علي المصريين ليلة رأس السنة معلنة بداية مرحلة جديدة يتعين خلالها ظهور حقيقة شعبنا ومعدنه الاصيل.. مرحلة تتطلب الوقوف صفا واحدا بعد ان أطل الإرهاب برأسه من جديد مستغلا الاحتفال برأس السنة الميلادية، حتي يُظهر للعالم انها فتنة طائفية، لكن جاء تهديد تنظيم القاعدة وتوعده بارتكاب جريمته ليكشف الجريمة منذ شهرين، خاصة ان له سابقة قريبة في كنائس بغداد اسقط خلالها الكثير من الشهداء.. وكانت الدقائق الأولي من السنة الجديدة من اسوأ اللحظات التي اهتزت فيها مصر، بعد الهجوم علي كنيسة القديسين بالإسكندرية، وسقوط 12 شهيدا وإصابة 89، ومجموعة من الضباط والجنود الذين يتولون الحراسة لتختلط الدماء مرة اخري كما اختلطت خلال انتصار أكتوبر 37.. وهرع المئات من الشباب المسلم إلي المستشفيات إنتظاراً لاستدعائهم وتبرعهم بالدم إلي ان فاضت الكميات عن الحاجة. وبات الرئيس حسني مبارك اب وراعي كل المصريين ليلة حزينة وهو يتابع تطورات الجريمة دقيقة بدقيقة يتلقي خلالها التقارير من قيادات الدولة والمسئولين عن الأمن.. وتحركت جموع الشعب علي قلب رجل واحد، الطائرات تنقل الجرحي للقاهرة، وفرق طبية ولجان من مجلس الشعب والمجلس القومي لحقوق الإنسان الكل تحرك في اتجاه موقع الجريمة.. وجاءت كلمة الرئيس حاسمة وهو يؤكد ان مصر ستقطع يد الإرهاب وان دماء أبنائنا لن تضيع هدرا لان أمن مصر خط أحمر لن يسمح المساس به. وعقب الحادث الإرهابي، كررت القاعدة تهديداتها، وهو ما يفرض علينا جميعا كمجتمع اخذ جانب الحذر، وعلي المواطنين الا يتعالوا علي الإجراءات الأمنية. ويقول الاخ العزيز المحاسب القانوني عبدالوهاب سعد، مطلوب البحث عن مساحات مشتركة للمواجهة القادمة، فمن واقع زياراته للدول الاجنبية يقترح مناشدة المساجد والكنائس والاحياء التجارية والمحلات والميادين، تركيب كاميرات مراقبة بالجهود الذاتية وينظمها تشريع قانوني، ويتم تفريغ الشرائط يوميا، وهي تجربة يجري تطبيقها. ومن الممكن الاستفادة بتوظيف الشباب الذي ينتظر العمل في هذا المجال.. وقال لي عدد كبير من الاصدقاء بعد ان تبادلنا التعازي بدلا من التهاني ان الأمر يتطلب وقفة من الحكومة لتطبيق الدستور خاصة مادة المواطنة، وبداية مرحلة جديدة نحو تنمية الوعي بها في المدارس الابتدائية والاعدادية، واصدار التشريعات المعطلة وسيادة القانون علي الجميع لتظل مصر دائما آمنة بإذن الله بوحدة كل أبنائها. وكم كان رائعا رفع شعار يحيا الهلال مع الصليب من جديد في مظاهرات الاحياء الشعبية ودعوة كبار الدين الاسلامي والمسيحي للهدوء والتكاتف وضبط النفس لتفويت الفرصة علي مرتكب الجريمة تلك الجريمة التي جاءت ضد مصر كلها.. والمطالبة بمشاركة الشعب للحكومة في الابلاغ عن أي اشتباه.