أكدت السيدة سوزان مبارك قرينة رئيس الجمهورية ورئيسة المجلس القومي للمرأة ان المرأة المصرية خاضت التجربة الانتخابية الجديدة بإقدام وحماس منقطع النظير، من منطلق الوعي التام بجسامة هذه المسئولية الوطنية وبإصرار كامل علي ترسيخ دورها كشريك أصلي في العملية السياسية، وأن النجاح الحقيقي سوف يكون في مدي تفوق المرأة في القيام بدورها كممثلة للأمة في التعبير عن هموم وتطلعات المواطنين وفي الدفاع عن مصالح وأولويات هذا الوطن.جاء ذلك في كلمتها خلال احتفالية المجلس القومي للمرأة بعضوات البرلمان المصري 0102 والتي أقيمت أمس الأول بمقر المجلس وحضرها نائبات البرلمان وعضوات مجلس الشوري والمجلس القومي للمرأة . أعربت السيدة سوزان مبارك في بداية كلمتها عن بالغ سعادتها بهذا اللقاء الذي ينظمه المجلس القومي للمرأة احتفالا بنائبات الأمة في المجلس النيابي بتشكيله الجديد. وقالت انها حقا لمناسبة سعيدة ان نلتقي اليوم لنحتفل معا بكم ولنقدم التهنئة الواجبة والمستحقة لهذه المناسبة المتميزة من نساء مصر بالفوز في انتخابات هذه الدورة التشريعية الجديدة، ولننظر معا إلي أولويات العمل الوطني في المرحلة المقبلة، وكيفية الوفاء بالآمال المعقودة علي أداء المرأة تحت القبة بوجه خاص.. ولننظر كذلك إلي مستقبل العمل السياسي ككل في مصر ودوره في تحقيق غايات التنمية والتقدم والرقي لأبناء هذا الوطن العزيز.وأوضحت نخبة مختارة من نساء مصر.. خضن بشجاعة وعزيمة معركة الانتخابات البرلمانية الأخيرة ونجحن بجدارة في تحقيق امال كبار وطموحات تاريخية طالما تطلعنا إليها وسعينا من أجل تحقيقها آمال وطموحات ناضلنا طويلا من أجلها، ومن أجل الوصول إلي تمثيل منصف ومستحق للمرأة في الحياة النيابية وليكون لها رؤيتها الواعية ومواقفها الصلبة ودورها المؤثر في العملية السياسية.. سواء بالنسبة لوضع التشريعات والقوانين المنوط بها حركة تقدم المجتمع أو بالنسبة للرقابة علي أداء الحكومة في القيام بمسئولياتها وإنجاز سياستها وبرامجها، وفقا للأولويات والأهداف القومية. فوز عظيم وأشارت: نصر تاريخي بكل المعايير سوف يسجل في ذاكرة الأمة، شاهدا علي مولد بداية جديدة مشرقة في المسار السياسي للمرأة من أجل المساواة والمشاركة، فلأول مرة في تاريخ البرلمان المصري العريق تمثل المرأة بهذا العدد الكبير من المقاعد النيابية، فوز عظيم لم يأت من فراغ.. فقد مثلت هذه الانتخابات عن حق تحديا جديدا أمام المرأة المصرية، فهي التي خاضت مسيرة كفاح طويلة تعود لأكثر من نصف قرن منذ دخولها البرلمان لأول مرة عام 7591.. مسيرة تاريخية ناضلت خلالها من أجل ممارسة حقها الدستوري في المشاركة السياسية، ومن أجل انتزاع المكانة اللائقة بها تحت قبة البرلمان. وأوضحت، ولكننا نعلم جميعا كيف وقف المناخ الاجتماعي والثقافي والسياسي السائد حائلا دون تحقيق هذه الآمال والتطلعات المشروعة علي أرض الواقع.. وكيف استمرت نسب التمثيل السياسي للمرأة تتسم بالانخفاض الشديد الذي لا يتسق مع حقيقة دورها الفاعل والمتنامي في المجتمع.. ولا يتوافق مع مبادئ المساواة والمشاركة التي نص عليها دستورنا.. واستقرت عليها جميع التشريعات الدولية ذات الصلة وهو الأمر الذي وضع المرأة المصرية في مكانة متأخرة بالمقارنة بالتطور الذي شهدته المشاركة السياسية للمرأة في معظم دول العالم، وحتي في المجتمعات العربية المحيطة بنا. وأضافت من هنا جاءت التعديلات الدستورية عام 7002، بجواز تدخل المشرع لضمان حد أدني لمشاركة المرأة في المجلس التشريعي.. لتفي بالوعد الرئاسي في البرنامج الانتخابي للرئيس ولتعمل علي ترسيخ حقيقي لمبادئ المساواة والمواطنة في مجتمعنا ولتضع المرأة في المكانة اللائقة بها علي خريطة التمثيل السياسي. مؤكدة لقد خاضت المرأة المصرية هذه التجربة الانتخابية الجديدة بإقدام وحماس منقطع النظير من منطلق الوعي التام بجسامة هذه المسئولية الوطنية وبإصرار كامل علي ترسيخ دورها كشريك أصيل في العملية السياسية واليوم ونحن نحتفل بهذه النخبة من القيادات النسائية الواعدة التي نجحت باقتدار في الحصول علي ثقة الناخبين من أبناء هذا الشعب.. علينا ان ندرك ان الاختيار الحاسم مازال أمامنا وأن النجاح الحقيقي سوف يكون في مدي تفوق المرأة في القيام بدورها كممثلة للأمة في التعبير عن هموم وتطلعات المواطنين وفي الدفاع عن مصالح وأولويات هذا الوطن. دورة برلمانية حاسمة وأكدت السيدة سوزان مبارك اننا نبدأ في هذه الدورة البرلمانية مرحلة حاسمة من العمل الوطني.. نبني خلالها علي ما تحقق من اصلاح وتطوير في مختلف مجالات النشاط الاقتصادي والاجتماعي والسياسي عبر السنوات الماضية.. ونواصل الدفع بمسيرة التنمية والتحديث في بلادنا خطوات أبعد للأمام. ففي خطابه المهم في هذه الدورة البرلمانية حرص السيد الرئيس علي إبراز أولويات الأجندة التشريعية وكيف تستند إلي رؤية واضحة وركائز أساسية لسياسات التنمية في المرحلة القادمة، تتمثل في تحقيق انطلاقة جديدة للأمة المصرية نحو آفاق أرحب من النمو والتقدم الاقتصادي والعدل الاجتماعي والمشاركة الشعبية. وقالت: رؤية واضحة وركائز أساسية للعمل الوطني فرضت أجندة تشريعية طموحة في جدول أعمال هذا المجلس سوف تشمل عدة مشروعات لقوانين مهمة، خاصة بتطوير التجارة الداخلية لضبط الأسواق وتعزيز مناخ الاستثمار وتطوير نظام التعليم وخاصة التعليم الفني في استجابة لاحتياجات سوق العمل بالإضافة لمشروع قانون الوظائف المدنية لتنظيم العمالة الحكومية ومشروعات أخري مهمة تخص تنظيم استغلال أراضي الدولة وضمان تحقيق أقصي استفادة من الأصول المملوكة لها وتخص التأمين الصحي لتوسيع مظلة الرعاية الصحية وتخص تطوير الإدارة المحلية دعما للامركزية وتعزيزا للمشاركة الشعبية. مؤكدة قائمة من القضايا والأولويات الوطنية تضع علي عاتق هذا المجلس كما ذكرت مسئوليات ضخمة بالنسبة لمستقبل العمل الوطني وتضع المرأة النائبة أمام اختبار حاسم لقدراتها الحقيقية علي المساهمة الفاعلة في مواقع اتخاذ القرار. وإنني كلي ثقة من قدرة نائبات الأمة علي اجتياز هذا الاختبار وما سيقدمونه من قيمة مضافة ورؤية جديدة متطورة في تناول قضايا الوطن.. وعلي نحو يتكامل مع رؤية الرجل.. بما يحقق المصلحة العامة للمجتمع ككل بشكل أكثر توازنا.. فللمرأة المصرية رصيد هائل من الخبرات والطاقات بحكم طبيعتها الأكثر تفهما واستيعابا للموضوعات ذات البعد الاجتماعي . أجندة طويلة وأكدت اننا نشهد مرحلة جديدة في مسيرة الوطن من أجل التقدم والتحديث، وخطوة جديدة في المسار السياسي للمرأة كشريك في اتخاذ القرار.. مرحلة جديدة نتطلع لأن تشارك فيها المرأة بكفاءة وحكمة وموضوعية كنائبة عن جموع هذا الشعب، ممثلة لارادته، معبرة عن همومه وتطلعاته ومدافعة عن مصالحه وقضاياه، نتطلع إلي رؤي وتشريعات أكثر تطورا وحلول أكثر حسما للمشكلات الجماهيرية والقضايا الوطنية ذات الأولوية وإلي رقابة مسئولة وأكثر فاعلية علي أداء الحكومة في تنفيذها للسياسات والبرامج المرسومة لتحقيق الغايات والأهداف القومية. حقا ان الآمال المعقودة علي المرأة البرلمانية لآمال كبيرة ونحن علي ثقة تامة من نجاح هذه الكتيبة المتميزة من البرلمانيات في هذا الاختبار الحاسم الذي يجب ان يحظي من المجتمع، منا جميعا، بكل دعم ومساندة وتشجيع. مشيرة إلي أن هذا النجاح يعتبر تتويجا عمليا لجهد متواصل قام به المجلس القومي للمرأة بالتعاون مع عدد من مؤسسات الدولة المعنية.. كان هدفنا جميعا فيه تحقيق التوازن البناء بين عناصر الأمة. فقد قام المجلس علي مدي عشر سنوات بالعديد من الأنشطة والبرامج في مجال تعزيز المشاركة السياسية للمرأة، لعل من أهمها بالنسبة لنا اليوم برنامج »نحو أداء برلماني متميز للمرأة المصرية«.. حيث كان هذا البرنامج منبرا للحوار والنقاش بين البرلمانيات.. يعمل علي زيادة القدرات والمهارات اللازمة للنجاح في ممارسة العمل البرلماني التشريعي والرقابي.واكتسبت المشاركات في هذا البرنامج المهارات اللازمة لاستيعاب المناهج التي تحكم التعديلات التشريعية والصياغات القانونية والتعرف علي أساليب تحليل الخطة القومية للتنمية الاجتماعية والاقتصادية وأيضا الخبرة الكافية لمناقشة ودراسة الموازنة العامة للدولة. كما أتاح البرنامج فرصة للنائبات لاستيعاب مفهوم الرقابة وأساليب متابعة أجهزة الدولة التنفيذية وتميز أيضا بمراعاة المستجدات علي الساحة السياسية المصرية مع التعرف علي آفاق وتحديات العمل البرلماني في ظل المتغيرات العالمية.وهكذا يعتبر هذا المشروع رائدا علي المستوي الوطني والقومي وإليهم أطالب المجلس القومي للمرأة بالاستمرار في تطوير هذه الجهود وتلك البرامج التدريبية الهادفة في دعم قدرات المرأة البرلمانية، لتطوير أدائها علي نحو يحقق المزيد من الفاعلية.واختتمت كلمتها قائلة: ندعو المرأة النائبة نفسها ان تواجه هذا التحدي الجديد بكل ثقة، وأن تدرك في نفس الوقت ادراكا كاملا حجم المهمة التي تنتظرها ومدي حيويتها فمثلما سعت بكل حماس للحصول علي حقوقها السياسية، عليها ايضا ان تتحمل مسئولياتها النيابية بنفس القدر والحماس وأن تسعي للتفوق في ممارسة عملها تحت القبة لتفي بثقة ناخبيها ولتقدم النموذج والقدرة والمثل الأعلي لغيرها من النساء وفي مجتمع يسعي لحشد جهود كافة ابنائه في مسيرة وطنية تمضي بنا نحو الغد الأفضل بإذن الله. أقول ان هذه الاحتفالية القومية التي تجمعنا إليهم ما هي إلا تكريم مستحق لنائبات الأمة باسمي وباسم كل مصري ومصرية نتقدم لهن بتحية تقدير واعزاز واجبة وأقول أيضا ان هذا النجاح الذي تحقق ما هو إلا مسئولية وطنية جديدة علي عاتق المرأة المصرية، سوف تحملها كما العهد بها بكل أمانة والتزام. ونثق أن المستقبل القريب سوف يشهد دورا متميزا للمرأة البرلمانية كقيمة مضافة للعملية السياسية في بلادنا وكقوة دافعة لجهود التقدم وبناء المستقبل الواعد لهذا الوطن بإذن الله. وأشكركم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته. ترحيب بالنائبات وكانت الاحتفالية قد بدأت بكلمة ترحيب من الدكتورة فرخندة حسن، أمين عام المجلس القومي للمرأة أشارت فيها إلي حرص رئيس الجمهورية علي ان تتمتع المرأة المصرية بجميع حقوقها الإنسانية. وقامت السيدة سوزان مبارك بتفقد معرض »أزياء المرأة المعاصرة« بقاعة جانبية بالدور الأرضي بالمجلس القومي والتقاط صورة جماعية بمدخل المجلس مع نائبات مجلسي الشعب والشوري وعضوات المجلس القومي للمرأة.