شهدت السيدة الفاضلة سوزان مبارك قرينة رئيس الجمهورية - رئيس المجلس القومى للمرأة احتفالية المجلس بنائبات البرلمان فى دورته التشريعية الجديدة لعام 2010 والتى أكدت فيها على سعادتها البالغة بهذا اللقاء الذى ينظمه المجلس للاحتفال بنخبة مختارة ومتميزة من نساء مصر اللاتى خضن بشجاعة وعزيمة معركة انتخابية برلمانية واستطعن تحقيق الفوز بجدارة مؤكدة على أن هذا النجاح يحتم عليهن الوفاء بالآمال المعقودة على أداء المرأة تحت قبة البرلمان، كما حرصت على إجراء حوار مفتوح مع البرلمانيات دعتهن فيه إلى ضرورة تضافر جهودهن جميعاً لإثبات جدارتهن بشكل متواصل، مؤكدة على استمرار دعم المجلس القومى للمرأة لهن من من خلال توفير العديد من الدورات المتخصصة فى جميع المجالات لتمكينهن من أداء برلمانى متميز. أكدت السيدة سوزان مبارك خلال كلمتها أن تمثيل المرأة فى هذا العدد الكبير من المقاعد النيابية يعد نصراً تاريخياً سوف يسجل فى ذاكرة الأمة ويكون شاهدا على مولد بداية جديدة مشرقة فى المسار السياسى للمرأة من أجل المساواة والمشاركة لأول مرة فى تاريخ البرلمان المصرى. إن ما حظيت به المرأة من مقاعد برلمانية يعد فوزاً عظيماً لم يأت من فراغ ليمثل تحدياً جديداً أمام المرأة المصرية التى خاضت مسيرة كفاح طويلة تعود لأكثر من نصف قرن منذ دخولها البرلمان لأول مرة عام 1957 لممارسة حقها الدستورى فى المشاركة السياسية، وبالرغم من أن المناخ الاجتماعى والسياسى قد وقف حائلاً دون تحقيق هذه الآمال والتطلعات على أرض الواقع، مشيرة إلى ذلك بنسب التمثيل السياسى شديدة الانخفاض للمرأة والتى لا تتوافق مع مبادئ المساواة والمشاركة والتى نص عليها الدستور، مما أدى إلى وضع المرأة المصرية فى مكانة متأخرة بالمقارنة بالتطور الذى شهدته المشاركة السياسية للمرأة فى معظم دول العالم، ومن ثم فقد تمت التعديلات الدستورية عام 2007 بجواز تدخل المشرع لضمان وجود حد أدنى لمشاركة المرأة فى المجلس التشريعى، لتفى بالوعد الرئاسى فى البرنامج الانتخابى للرئيس، ولتعمل على ترسيخ حقيقى لمبادئ المساواة والمواطنة فى المجتمع، ولتضع المرأة فى المكانة اللائقة بها على خريطة التمثيل السياسى. وأضافت السيدة سوزان مبارك: أن هذه النخبة من القيادات النسائية الواعدة التى نجحت باقتدار فى الحصول على ثقة الناخبين من أبناء الشعب لا يزلن أمام اختبار حاسم لأن النجاح الحقيقى يأتى من مدى تفوق المرأة فى القيام بدورها كممثلة للأمة فى التعبير عن هموم وتطلعات المواطنين وفى الدفاع عن مصالح وأولويات هذا الوطن. وأكدت سيادتها على أن هذه الدورة البرلمانية تعد مرحلة حاسمة من العمل الوطنى نبنى خلالها على ما تحقق من إصلاح وتطوير فى مختلف مجالات النشاط الاقتصادى والاجتماعى والسياسى عبر السنوات الماضية ونواصل مسيرة التنمية والتحديث فى بلادنا، مشيرة إلى حرص السيد الرئيس على إبراز أولويات الأجندة التشريعية من خلال خطابه المهم فى هذه الدورة البرلمانية، والتى تستند إلى رؤية واضحة وركائز أساسية لسياسات التنمية فى المرحلة القادمة، تتمثل فى تحقيق انطلاقة جديدة للأمة المصرية من النمو والتقدم الاقتصادى والعدل الاجتماعى والمشاركة الشعبية، مؤكدة أن القضايا والأولويات الوطنية تضع على هذا المجلس مسئوليات ضخمة بالنسبة لمستقبل العمل الوطنى وتضع المرأة النائبة أمام اختبار حاسم لقدراتها الحقيقية على المساهمة الفاعلة فى مواقع اتخاذ القرار، مؤكدة ثقتها الكبيرة فى قدرة نائبات الأمة على اجتياز هذا الاختبار وما سيقدمونه من قيمة مضافة ورؤية جديدة فى تناول قضايا الوطن على نحو يتكامل مع رؤية الرجل وبما يحقق المصلحة العامة للمجتمع بشكل أكثر توازنا، مشيرة إلى أن المرأة المصرية لها رصيد كبير من الخبرات والطاقات بحكم طبيعتها الأكثر تفهما واستيعابا للموضوعات ذات البعد الاجتماعى مما يعظم قدراتها على إيجاد حلول عملية لها ويعزز من فاعليتها فى معالجة التشريعات والبرامج العامة التى تمس أوضاع الأسرة واحتياجات المواطنين. وأكدت سيادتها قائلة: إننا نتطلع إلى رؤى وتشريعات أكثر تطوراً وحلول أكثر حسما للمشكلات الجماهيرية والقضايا الوطنية ذات الأولوية وإلى رقابة مسئولة وأكثر فاعلية على أداء الحكومة فى تنفيذها للسياسات والبرامج المرسومة لتحقيق الأهداف القومية. مشيرة إلى أن نجاح المرأة فى الانتخابات البرلمانية والآمال المعقودة على استمرار هذا النجاح يعد تتويجا للجهد المتواصل الذى قام به المجلس القومى للمرأة بالتعاون مع عدد من مؤسسات الدولة المعنية. على مدى عشر سنوات قدم فيها العديد من الأنشطة والبرامج فى مجال تعزيز المشاركة السياسية للمرأة والتى من أهمها برنامج «نحو أداء برلمانى متميز للمرأة المصرية» كان بمثابة منبر للحوار والنقاش بين البرلمانيات للعمل على زيادة القدرات والمهارات اللازمة للنجاح فى ممارسة العمل البرلمانى التشريعى والرقابى. وطالبت قرينة الرئيس المجلس القومى للمرأة بالاستمرار فى تطوير هذه الجهود والبرامج التدريبية لدعم قدرات المرأة البرلمانية، وتطوير أدائها لتحقيق المزيد من الفاعلية فى تقييم ومناقشة الموضوعات المطروحة على الأجندة السياسية. ودعت سيادتها كافة الشركاء فى الأحزاب السياسية وتنظيمات المجتمع المدنى ومؤسسات التربية والإعلام للمشاركة فى تقديم الدعم لإنجاح هذه التجربة الجديدة لنشر ثقافة مجتمعية جديدة داعمة ومساندة لمبادئ المساواة والمشاركة ولثقافة المواطن ولدور فاعل للمرأة فى الحياة السياسية، كما دعت سيادتها المرأة النائبة لمواجهة هذا التحدى بكل ثقة وأن تدرك مدى المهمة التى تنتظرها ومدى حيويتها مؤكدة أن المرأة عليها مثلما سعت بكل حماس للحصول على حقوقها السياسية، فعليها أيضاً أن تتحمل مسئولياتها النيابية بنفس القدر من الحماس. وأشارت د. فرخندة حسن أمين عام المجلس القومى للمرأة إلى حرص الرئيس محمد حسنى مبارك الدائم على تمتع المرأة المصرية بكافة حقوقها الإنسانية وتحقيق العدالة الاجتماعية والتوازن من خلال تمكين كافة قوى المجتمع من المشاركة فى تقدم وازدهار الوطن مؤكدة على أن هذه الاحتفالية بنائبات البرلمان تعد إحدى النتائج التى تحققت بفضل جهود السيدة سوزان مبارك من خلال الفكر والتخطيط ومتابعة جهود المجلس القومى للمرأة لتعزيز مشاركة المرأة فى الحياة السياسية منذ نشأته، مشيرة إلى أن عدد المتقدمات لانتخابات مجلس الشعب 2010 من خريجات البرامج التدريبية للمجلس بلغ 49 مرشحة فازت منهن 26 امرأة بالمقعد البرلمانى مما يعد نجاحا للمجلس أيضاً. وخلال الحوار المفتوح الذى دار بين السيدة الفاضلة سوزان مبارك وعضوات البرلمان حرصن جميعا على تقديم الشكر والعرفان للرئيس مبارك والسيدة قرينته وأكدن على أن التاريخ سوف يكتب بحروف من نور ما تحقق للمرأة المصرية من إنجازات على يدى الرئيس مبارك لاقتناعه التام بمبادئ المساواة والديمقراطية بين الرجل والمرأة وكذلك رؤى وجهود السيدة سوزان مبارك لدعم المرأة المصرية.