طاهر قابيل فكرت ان اكتب عن حكم البراءة في موقعة الجمل.. وفكرت ان اكتب عن تبعيات اقالة النائب العام بتعينه سفيرا في الفاتيكان.. كما فكرت ان اكتب عن جمعة "الحساب" وتحولها الي جمعة "الضرب"!... ولكن للضبابية السياسية والقانونية والاخلاقية التي نعيشها فضلت الكتابة عن بطولات جيل اكتوبر الذين حققوا مع اختلاف انتماءاتهم السياسية وبيئتهم الاجتماعية ومعتقداتهم الدينية بطولات نحتفل بها حتي الآن. من بين تلك البطولات معركة "المنصورة " وقائدها الحقيقي العقيد طيار احمد نصر الذي عين في بداية التسعنيات قائدا للقوات الجوية.. وهي من اكبر المعارك الجوية حيث شارك فيها 180 مقاتلة مصرية واسرائيلية.. واستمرت 53 دقيقة.. وحكاية المعركة ان اسرائيل ارادت القضاء علي الجناح الجوي المزعج 104 المتمركز في قاعدتي المنصورة وطنطا بالاضافة الي تدمير قواعدنا الجوية في الصالحية.. ولان المصريين من جيل اكتوبر كانوا يتعلمون من اخطائهم ولا يتمادون فيه كما يحدث الآن.. فلم يغريهم قدوم 20 فانتوم اسرائيلية في الثالثة والربع من بعد ظهر 14 اكتوبر 73 .. فتم اقلاع 16 طائرة ميج 21 لعمل مظلة فوق قاعدة المنصورة والتنبيه علي الطيارين بعدم الاشتباك.. وكما توقعنا غادرت المقاتلات الاسرائيلية.. لتظهر بعد ذلك ب15 دقيقة 60 مقاتلة اسرائيلية قادمة من 3 اتجاهات فقامت المقاتلات المصرية المتواجدة فوق قاعدة المنصورة ومعها 16 طائرة اخري بمهاجمة المقاتلات الاسرائيلية لتفريقها حتي تصبح اكثر عرضة للاصابة.. كما تم ارسال دعم جوي من عدد من القواعد الجوية بعد رصد موجة اخري اسرائيلية مكونة 60مقاتلة تقترب علي ارتفاع منخفض.. واصبح في السماء 62 طائرة ميج21 وحوالي 120 طائرة فانتوم وسكاي هوك.. وكان الطيارون المصريون يهبطون بطائرتهم ليعيدوا تحميل الصواريخ والذخائر والتزود بالوقود ثم يعودون الي المعركة مرة اخري.. وكانت معركة مدوية فوق قرية "دكرنس" القريبة من المنصورة.. وانتهت المعركة في تمام الرابعة و8 دقائق باسقاط 17مقاتلة اسرائيلية. كل عام وكل طيارينا ومقاتلي قواتنا المسلحة بخير ومستمرون في امتلاك زمام القوة علي العدو.. وليتنا نتعلم من جيل اكتوبر.