حقيقة ان يوم العاشر من رمضان السادس من أكتوبر من عام 3791 لا يزال محفوراً في ذاكرة كل من شارك في صناعتة بدءا من القائد العام للقوات المسلحة المصرية وقائدها العام الي اصغر جندي شارك في تحقيق هذا الانجاز العظيم.. اليوم الذي سجل اول انتصار عسكري لجيش مصر منذ عهد محمد علي باشا ونجله ابراهيم باشا ان الجيل الذي حول الهزيمة المريرة في 7691م بعد ست سنوات عجاف وحمل علي كاهله عبء إزالة آثار العدوان واسترداد كرامة وشرف العسكرية المصرية الممتهنة في 7691م وتحقيق مبدأ ما اخذ بالقوة لا يسترد بغير القوة الذي اعلنه الزعيم الراحل جمال عبد الناصر من خلال حرب الاستنزاف التي استمرت ثلاثين شهراً متواصلة اصيب واستشهد فيها الآلاف من المقاتلين وتحقق فيها انتصارات مذهلة علي العدو مهدت للمعركة الكبري الشاملة في رمضان اكتوبر 3791م بعبور الجيش المصري لاكبر واصعب مانع مائي في التاريخ العسكري وتحطيم خط بارليف الحصين في اقل من ست ساعات انه لجيل فريد في حياة هذه الامة في وطنيته وانتمائه وحبه لمصريته وعروبته ويستحق ان يسجل اسماؤه جنوداً وقادة بأحرف من نور. وانني وفي هذا المقام كأحد افراد ذلك الجيل من القوات المسلحة الذين عاشوا وعايشوا الاعداد لهذا اليوم العظيم كأحد المقاتلين بسلاح الدفاع الجوي بقيادة اللواء 311 صواريخ للدفاع عن القاعدة الجوية المتقدمة بمنطقة الجيش الثالث من خلال منظومة شبكة الدفاع الجوي الرهيبة بالجبهة المصرية والتي قطعت ذراع اسرائيل الطولي المعروفة بسلاحها الجوي سواء في حرب الاستنزاف أو حرب اكتوبر المجيدة يسعدني ان اقدم عظيم التحية والتقدير والامتنان لقائد قوات الدفاع الجوي المرحوم الفريق محمد علي فهمي والمرحوم اللواء/ علوي جعيصة قائد اللواء 311 دفاع جوي وقادة وجنود كتائب الصواريخ التابعة له الذين اعطوا العدو الاسرائيلي دروساً هائلة في الشجاعة والاقدام بتدمير اكبر عدد من طائرات العدو التي حاولت الاغارة علي القاعدة الجوية لتدمير مرابض ودشم الطائرة وال RUNWAYS وبفضل الله وشجاعة الابطال لم تصب طائرة واحدة علي أرض هذا المطار بالرغم من الغارات الجوية الكثيفة والمستمرة علي القاعدة ايام 11و31و41و51و71 رمضان.. ومما ميز هذه القاعدة الجوية انه بعد انتهاء كل غارة اسرائيلية.. يفاجأ العدو بغارة جوية تقوم بها القاذفات والمقاتلات المصرية.. علي مواقع العدو في سيناء ولعل توجيهات العدو في اذاعاته الداخلية بعدم الاقتراب من هذه القاعدة كان شهادة تقدير لهؤلاء الابطال ولعل حصيلة الطائرات الاسرائيلية المدمرة بصواريخ ومدفعية هذه القاعدة الجوية فاقت الاربعين طائرة من طراز فانتوم 61 وسكاي هوك وميراج 0002 ولعل الكتيبة الرابضة في بطن احد الجبال المواجهة للقاعدة والتي اسقط قائدها طائرتين بصاروخ سام 3 غير معد للانفجار (عاطل) محققاً معجزة رمضانية يوم بدر فعلمنا ان النصر محقق باذن الله. والحقيقة ايضا ان ذاكرتي لا يمكن ان تنسي المعارك الجوية المجيدة التي قادها الطيارون المصريون ببسالة وقدرة فائقة وخاصة يوم 41 اكتوبر 81 رمضان والتي سقط للعدو فيها العشرات من الطائرات رغم عدم التكافؤ بين الامكانات الفنية والتكنولوجية المقاتلة المصرية الميج 12 وطائرات الفانتوم والميراج الاسرائيلية.