منذ شهور اعلن الدكتور حمدي السيد نقيب الأطباء ان جميع الأطباء في مصر يدخلون في إطار المستحقين للزكاة وبناء علي فتوي سابقة لفضيلة المفتي وذلك لتدني مرتباتهم التي تكاد تصل إلي مرتبات جامعي القمامة ولا تصل إلي عشر دخلهم.. الرجل لا جدال انه طبيب عظيم ولا جدال في انه نقيب يقف كالسد المنيع دفاعا عن أعضاء النقابة فهو يقاتل ليلا ونهارا من أجل تحسين أوضاعهم وجهده في هذا المجال معروف ومشهود ومشكور.. ولكن هناك شئ هام فإذا كانت وزارة الصحة قد خانها التوفيق وجانبتها العدالة في تحسين أحوال الأطباء وفي الاهتمام بأبناء هذه المهنة الذين يعانون أكثر من أي موظف آخر في أي مجال من مجالات العمل والذين إذا قارنا حالهم بحال الأطباء في الخارج فسوف يكسونا الخزي ويحوطنا العار.. أقول إذا كان التوفيق قد خان وزارة الصحة فإنه ما كان يجب ان يفوت علي النقيب نفسه الذي اشتهر كما قلت بالاهتمام بهموم الأطباء.. نقابة الأطباء مثلها مثل كل النقابات المهنية تشترك أو تنظم مشروع علاج الاعضاء والذي يشمل علاج الأسرة ولكن ولأمر غير مفهوم وغير معقول فإن النسبة المجانية التي يمنحها هذا المشروع للمشتركين فيه أقل مما تمنحه كل النقابات الأخري.. الطبيب إذا مرض وذهب لزميل استشاري فعليه ان يدفع بعد مساهمة المشروع 03 جنيها الطبيب المريض إذا أراد عمل اشعة مقطعية مثلا فإنه يدفع بعد مساهمة المشروع 052 جنيها وقس علي ذلك وهي نسبة أو نسب تزيد كثيرا عما يدفعه المشتركون في جميع النقابات المهنية.. قسم أبوقراط الذي يقسمه الاطباء جميعهم عند التخرج ينص علي الا يتقاضي الطبيب أجرا علي علاج زميله وكان المفروض من النقيب ان يطلب من جميع الاطباء الاعضاء علي جميع مستوياتهم الا يتقاضوا أي كشف من زميل المهنة.. لن أطالب بأن تكون كل النسب التي يتحملها العضو سواء في العلاج أو في الاقامة بالمستشفيات مماثلا لما يدفعه اعضاء النقابات المهنية كالصحفيين مثلا ولكن لابد للنسب الحالية أن تتغير فليس الاطباء من اثرياء القوم ولا من القطط السمان ولا من الذين يصل مجمل عملهم في اليوم نصف ساعة، كما يحدث في بعض الوظائف ولكن الطبيب يدفع من سعادته ومن استقرار أسرته ومن رعاية ابنائه كل رحيق عمره وكل ساعات سعادة يتمتع بها غيره.. ان أي طبيب يقضي عمره ويداه مغموستان في دماء وقاذورات المرضي الذين يتعامل معهم يصارع لانقاذ حياتهم وقد يقضي اكثر من عشر ساعات واقفا علي قدميه دون طعام أو شراب ليساعد مريضا قد لا يعرفه ولا تربطه به أي علاقة هذا الطبيب.. هذا الإنسان.. هذا المظلوم في حاجة إلي ان تشعر نقابته بآلامه ومعاناته وان يضيف الدكتور حمدي السيد إلي هموم الأطباء التي يحملها هم علاج الاطباء انفسهم. ولله الأمر